أذربيجان الحليف الخفي لاسرائيل في مواجهة النووي الايراني

تل ابيب عاجزة دون مساعدة واشنطن على ضرب ايران لعدم امتلاكها لمواقع كافية تتزود منها بالوقود في شن حملاتها العسكرية الجوية.

طهران- تقول مصادر محلية على دراية بالسياسة العسكرية في أذربيجان الجمهورية السوفيتية السابقة الغنية بالنفط والواقعة على الحدود الشمالية لإيران، إن باكو استكشفت مع إسرائيل كيف يمكن للقواعد الجوية وطائرات التجسس دون طيار أن تساعد الطائرات الإسرائيلية على شن هجوم بعيد المدى.

وثمة بون شاسع بين القوة العسكرية الضخمة والغطاء الدبلوماسي الذي يطلبه نتنياهو من واشنطن، ولسد فجوات نقاط الضعف الإسرائيلية الأساسية، وأهمها إعادة التزود بالوقود والاستطلاع وطواقم الإنقاذ، فإن مثل هذا التحالف يمكن أن يحث إسرائيل على دراسة جدوى التحرك دون مساعدة أمريكية.

وقد يكون للأمر تداعيات ثانوية أوسع حيث يشكك كثيرون في أن رئيس أذربيجان إلهام علييف سيجازف بالإضرار بقطاع الطاقة الذي تعتمد ثروته عليه، أو استفزاز الإسلاميين الذين يحلمون بالاطاحة بحكمه في مقابل مجرد نيل إعجاب إسرائيل.

ورغم نفي الأمر رسميا في إسرائيل وأذربيجان، فإن ضابطين سابقين في جيش أذربيجان تربطهما صلات بجنود في الجيش ومصدرين في المخابرات الروسية قالا “إن أذربيجان وإسرائيل تدرسان كيف يمكن للقواعد والمخابرات المساهمة في أي هجوم محتمل على إيران”.

وقال مستشار أمني ذو صلات بمقر الدفاع في باكو عاصمة أذربيجان “من أين ستقلع الطائرات، من هنا أو من هناك ولكن إلى أين؟، هذا هو ما يتم التخطيط له الان… يريد الإسرائيليون السماح لهم باستخدام قواعد في أذربيجان”.

ولم يعد خافيا أن علييف أصبح حليف الحكومات الغربية وشركات النفط وصديقا نادرا لإسرائيل ضمن زعماء الدول الإسلامية ومادة للانتقاد في إيران، وأبرمت أذربيجان صفقة أسلحة بقيمة 1.6 مليار دولار، وتضم العشرات من الطائرات الإسرائيلية بلا طيار كما أن تعطش إسرائيل للنفط الأذري الخام في بحر قزوين بات مؤكدا.

وزار وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان باكو في ابريل/نيسان هذا العام.

ونقلت برقية دبلوماسية أمريكية تم تسريبها وتعود لعام 2009 عن علييف الذي تولى الحكم خلفا لوالده في عام 2003 وصفه للعلاقات مع إسرائيل بأنها تشبه “جبل الجليد” الذي يكون معظمه مختفيا تحت السطح.

وينفي مساعدو علييف تماما أنه سيجازف بإثارة حنق إيران جارته القوية من خلال المساهمة في شن حرب عليها، وسيكون من الصعب أيضا رصد التداعيات الأكبر لأي عمل عسكري في منطقة يمثل فيها الصراع “المتجمد” بين أذربيجان وأرمينيا عنصرا من بين عناصر أخرى كثيرة للاضطرابات.

وقال رسيم مصعبيوف وهو نائب أذري مستقل وعضو في لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان إنه رغم عدم وجود معلومات محددة لديه، فإنه يدرك أن أذربيجان من المحتمل أن تساهم في أي خطط إسرائيلية ضد إيران على الأقل في حالة الطوارئ لاعادة تزويد القوات الهجومية بالوقود.

وقال مصعبيوف “إسرائيل لديها مشكلة تتمثل في أنها إذا كانت ستقصف إيران ومواقعها النووية فإنها تفتقر إلى إعادة التزود بالوقود”، واضاف “أعتقد أن خطتها تشمل قدرا من الاستخدام لقواعد في أذربيجان…لدينا (قواعد) مزودة بمعدات ملاحية حديثة كاملة ودفاعات مضادة للطائرات وأفراد دربهم الأمريكيون ويمكن استخدامها في حالة الضرورة ودون أي استعدادات”.

وقض خيار أتاحته إسرائيل بمهاجمة المواقع النووية الايرانية بمفردها مضاجع منطقة الشرق الأوسط.

وأصاب واشنطن الحليفة الرئيسية لإسرائيل بالاضطراب في أوج حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وبدا نفاذ صبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واضحا، وقال إن إيران أمامها عام بالكاد حتى تصل إلى “الخط الأحمر” الذي يجعلها تمتلك قنبلة نووية، ويخشى العديد من الإسرائيليين فشل هجوم أحادي لا تشارك فيه القوات الأمريكية خاصة في مواجهة عدو كبير وبعيد مثل إيران.

ميدل ايست أونلاين

Share This