بطلة لبنان في الشطرنج سوزان مورديان: بدون الخسارة لا طعم للفوز

الأربعاء 10 تشرين الأول 2012: للوهلة الأولى، قد يعتبر البعض أنّ للرجال وحدهم صولات وجولات في الشطرنج، إلّا أنّ إنجازات المرأة في هذا المضمار، لا تقلّ أهمّية، والدليل الأسماء التي لمعت ولا يزال يتردّد صداها في البطولات. سوزان مورديان بطلة لبنان 6 مرّات، آخرها عام 2012، بعدما دخلت هذا المعترك وهي إبنة 12 سنة.

“فكرة الشطرنج أتت من أخي الذي تعلّم قوانينها ونقلاتها وقواعدها من خلال المجلات، وهو من علّمنا كيف نلعبها”. بشغف وحماسة روت سوزان بداية مسيرتها مع الشطرنج. وأضافت في حديث إلى “الجمهورية”: “كنّا نمضي وقتنا في لعب الشطرنج في المنزل مع بعضنا. فأحببتها وأكملتها من خلال انتسابي الى نادي الهومنتمن. وفي البدابة بدأت أختي المشاركة في المباريات، وكان دوري يقتصر على توصيلها الى النادي. ويوماً كان ينقص لاعب، فطُلب منّي أن أشارك، وهذه كانت البداية”.

وتابعت سوزان: “أوّل بطولة شاركت فيها كانت عام 1995، وكانت بطولة لبنان للإناث، وشاركت فيها أختي أيضاً، وكنّا الأصغر سنّاً. وأنا ربحت تلك البطولة. وكان هذا حافذاً لي، لأكمل في لعب الشطرنج. ومنذ تلك الفترة نفوز أنا أو أختي في بطولة لبنان. وفي آخر بطولة عام 2012 ربحت أنا بطولة لبنان للإناث.

وعن شعورها لدى مقابلة أختها في المباريات قالت سوزان: “ليس من الضروري أن أتواجه مع أختي “كناريك” في نهائي البطولة، فالفوز يقتصر على النقاط في لعبة الشطرنج. الرابح يحصل على نقطة والتعادل نصف نقطة والخاسر لا يحصل على نقاط. لذا يمكن أن أتواجه مع أختي في أولى جولات البطولة .لكن إذا كان هناك تعادل في النقاط بيننا، عندها تقام مباراة الحسم التي تحدّد صاحب المركز الأول.

وعن المشاركات الخارجية قالت سوزان: “شاركت في بطولات عالمية عديدة، لكن أبرزها عام 1996 عندما مثّلت لبنان في أولمبياد أرمينيا، وفي عام 2002 في سلوفينيا وفي 2008 في المانيا. وكنّا نسجل مستوى عالياً بالنسبة الينا كهواة لهذه اللعبة، ولا نتفرّغ لها كلّياً كما اللاعبات الصينيات والروسيات والأميركيّات. لكن على الرغم من كلّ هذا كنّا نحقّق نتائج جيّدة.

ولدى سؤالنا عن أبرز ميزات لاعب الشطرنج، أكّدت سوزان “أنّ أبرز ما يميّز لاعب الشطرنج هو تمتّعه بميزة الصبر وطول البال، فهناك جولات يمكن أن تطول كثيراً. كما يجب أن يتمتع لاعب الشطرنج بالقدرة على التركيز وأن يمارس اللعب بانتظام، وأن يعطي وقتاً كافياً لهوايته هذه. كما يجب عليه تنميتها من خلال الكتب والإنترنت والتدرب المنتظم، وأن يشارك قدر الإمكان في المباريات، ليبقى محافظاً على مستوى عالٍ.

وعن الخطط في لعبة الشطرنج، أشارت سوزان الى أنّه “عند اللعب يمكن تحضير الخطط إذا كنّا على دراية مسبقة من سنواجه، وإذا كنّا سنلعب بالقطع البيضاء أو السوداء. فصاحب القطع البيضاء هو من يقوم بافتتاح اللعب والقيام بالحركة الأولى. وفي هذه الحالة يمكن تنفيذ بعض الخطط. لكن لا يوجد وقت دائماً لتحضير الخطط بسبب العمل، لذا 95 % من النقلات تتمّ حسب مجرى المباراة ومن دون تحضير مسبق. كما أنّ الخطط يمكن أن تتغيّر أثناء اللعب. فالتكتيكات تتحدّد بحسب معطيات اللعب بهدف الاستفادة من كلّ نقلة.

وعن إتحاد الشطرنج في لبنان، قالت سوزان: “إنّ رئيس الإتحاد السيّد نبيل بدر يحاول أن يساعد اللاعبين، فهو تعرّف إلى اللاعبين وسأل عن مطالبهم. كما أنّ الإتّحاد يحضر مدرّبين لتدريبنا، لكن فقط قبل البطولات. وعندما تنتهي البطولة وتشرف أخرى على البداية يأتي مدرّب آخر ويبدأ كلّ شىء من جديد. لذا نحن نفضّل مدرّب واحد ثابت يعرف قدرة كلّ لاعب”.

ولدى سؤالنا عن مثلها الأعلى في لعبة الشطرنج أجابت سوزان: “إنّ غاري كاسباروف هو المثل الأعلى لأغلبية لاعبي الشطرنج ولها ايضاً، لكن هناك فريق آخر يعتبر مثالاً لديها وهو “Polgar sisters” وهما أختان يلعبان الشطرنج كما أنا وأختي كناريك.

وفي الختام نصحت سوزان لاعبي الشطرنج، بالمشاركة قدر الإمكان في المباريات والبطولات والدورات، لأنّ هذا قد يفيدهم كثيراً ويرفع مستواهم ويكسبهم مهارات وخبرات ليتقدّموا في اللعبة. كما نصحت الصغار أيضاً بخوض المباريات حتى لو كانوا يخسرون في البداية، وأن يتذكّروا أنّه دون خسارة لا يوجد فوز، لذا يجب عدم الاستسلام.

ملحق الجمهورية

Share This