الكاتب التركي يافوز بايدار يشجع على مواجهة الماضي التركي

يتناول الكاتب التركي يافوز بايدار في مقال له في “تودييه زامان” التركية المواضيع التي يتطرق لها الكتّاب الأتراك والشخصيات التركية المقتنعة بفكرة مواجهة الماضي والاعتراف بما ارتكبه أجدادهم بالأرمن.

ويأتي بايدار بمثال لما قاله رجل الأعمال التركي اليهودي الأصل إيزاك آلتون في مذكراته: “إن طلب العفو يأتي في المقام الثاني، بينما يجب التركيز في المقام الأول على شجاعة المجتمع لمواجهة ذنوب الماضي. ونحن محرومون من ذلك حتى اليوم. نحن مجتمع خائف. أنا لا أخجل للقول بأننا كنا خائفين طوال حياتنا. إن نظامنا يعتمد على الخوف. يجب أن نغير ذلك، أما السبيل الوحيد لذلك هو مواجهة الماضي”. وقد أضحى ألتون يطالب ويرفع صوته للأزمة الكردية، ويطالب بحوار لتسوية، ويطالب بالشجاعة لمواجهة الجرائم التي ارتكبت في الفترة العثمانية، ويدعو مواطنيه للحديث عن ذلك.

كما تطرق بايدار إلى الكتاب الذي نشره مؤخراً حسن باشا الناشر والناقد وحفيد جمال باشا بعنوان “الإبادة الأرمنية في عام 1915”. ويذكر بايدار أن الكتاب فريد وهام. وله أهمية معنوية وخاصة أن المؤلف هو حسن جمال بالذات حفيد جمال باشا.. وأورد بايدار مقتطفات من الحديث الصحفي أيضاً لحسن جمال الذي قال: “إن ألم هرانت دينك هو الذي أرغمني على كتابة هذا الكتاب. دينك كان محبوباً وزميلاً بالنسبة لنا جميعاً”.

كما أشار الى مقتطف من مقدمة كتاب حسن جمال حيث قال: “ليس بإستطاعتنا البقاء صامتين أمام الحقائق المرة للماضي. ليس بإستطاعتنا السماح لكي يصبح الماضي أسير الحاضر. إن ألم عام 1915 ليس تابعاً للماضي إنها مسألة المناقشة اليوم. بإستطاعتنا أن نتوصل إلى السلام بواسطة الاعتماد على الحقيقة التاريخية وليس بالتاريخ المحرَّف كما هو الحال عندنا الآن”.

كما يستعرض بايدار تصريح الاختصاصية في مجال القضاء والمدافعة عن حقوق الإنسان فتحية تشيتين ذات الأصول الأرمنية في حديث أدلت به لمراسل وكالة “أرمين بريس” حيث قالت: إن حكومة تركيا تواصل ستر واقع الإبادة الأرمنية وتنهج سياسة الرفض والنفي لتلك الجريمة الشنعاء. ونتيجة السياسة التي تنهجها تركيا إن الأتراك سيواصلون ولفترة طويلة نفي واقع حدث ليس بالمستطاع نفيه”. والسيدة فتحية تشيتين هي المدافعة عن حقوق أسرة هرانت دينك رئيس هيئة تحرير صحيفة “آغوس” الأرمنية الصادرة في اسطنبول والذي تم إغتياله عام 2007. وختم المقال قائلاً “ليست الدولة فقط مدينة بالاعتذار عن ماضيها بل هناك اعتذار كبير من الضروري مواجهته، وهو إنكار الابادة في البلاد عبر عقود”.

ملحق أزتاك العربي

Share This