صورة أردوغان في الصحافة العربية

في مقال بعنوان “تركيا وسورية .. أفق التصعيد ودلالاته” بقلم أحمد فرحات يقول الكاتب أن صورة أردوغان تعرضت للإهتزاز بعد كثرة خطاباته وقلة أفعاله. وذكر أن الباحث والكاتب في العلاقات الدولية الدكتور حسام مطر، أكد أن رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان حاول تجديد صورته ودوره اتجاه الأزمة السورية، وتعزيز شرعية دوره على المستوى العربي والإسلامي، وبأن أنقرة قادرة على القيام بأفعال واقعية بعيداً عن الخطابة الرنانة والعالية النبرة، بعد الصورة التي طبعت في الأذهان، بأن النظام التركي عاجز ومحكوم لتوازنات المنطقة الدقيقة”.

أما جريدة الوطن السورية فأوردت مقالاً بعنوان “أردوغان وحلم السلطان الجديد؟” بقلم صياح عزام الذي قال في هذا الصدد: “يبدو أن رئيس الوزراء التركي أردوغان لا تزال تراوده أوهام بأنه يمكن إحياء العظام وهي رميم، إذ لا يزال ماضياً، دون جدوى، بالبحث عن بقايا الإمبراطورية العثمانية البائدة لإحيائها ولو بالقوة، متجاهلاً أن ما من إمبراطورية استعمارية اندثرت، تمكنت من العودة لا قديماً ولا حديثاً، ذلك لأن حركة التاريخ لا تسير إلى الوراء، ومع كل هذا فالسلطان العثماني الجديد المصاب بداء العظمة يحاول تجديد إمبراطورية أجداده العثمانيين المنهارة قبل مئة عام ولو على حساب الشعب التركي”.

وتطرق عزام الى الصفعات المتتالية التي تلقتها تركيا، وأكد “لقد تلقى هذا الحاكم الحالم الأرعن عدة صفعات قاسية، كانت الأولى منها الصفعة الأوروبية، عندما أغلقت دول أوروبا الباب في وجهه، وطردته أكثر من مرة رغم توسلاته لها وتقديمه المزيد من التنازلات، إلا أن دول أوروبا – كما أشرنا – صرفته بشكل مذل، وقالت له بما معناه إن أوروبا ليست بحاجة إلى عبء جديد، وأنها شفيت من مرض العظمة منذ زمن بعيد. أما الصفعة المؤلمة الثانية فجاءته من إسرائيل، فهي اعتدت على السفينة التركية ولم تعتذر حتى الآن، كما طلب الباب العالي (أردوغان) وراحت الوعود، وصنوف الوعيد والتهديد التي أطلقها أدراج الرياح، ولكن مع هذا فهو يغازل إسرائيل سراً دون أن تبادله مثل هذا الغزل، بل تبدي له المزيد من الاحتقار، وما زال يؤكد لمحازبيه وأعوانه بأنه سيحصل على مثل هذا الاعتذار عاجلاً أم آجلاً ولو طال الانتظار، وخاصة بعد أن سمع بعض الأصوات الشبيهة به التي تبايعه زعيماً لمسلمي العالم”.

وأشار الكاتب الى طموح أردوغان الذي يطمح ليكون سلطاناً على العالم الإسلامي يداعب خياله باستمرار، ولهذا فقد جال من أجل ذلك على دول آسيا من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، محاولاً إقناع قادة هذه الدول بأنه الفاتح الجديد، لكن لم يوفق في جولاته هذه، بل عاد يخفي حنين، كما يقال، وأحياناً بصفعات لطيفة، إذ لم يجد من يوافقه على منصب الوالي في إطار إمبراطوريته الجديدة المأمولة.

وأضاف أنه “لقد تساءل الكثيرون عن أسباب هذا التبدّل في مواقف أردوغان من سورية، وعن السر الكامن وراءها، فلم يجدوا سبباً مبرراً إلا مسألة رفض سورية لقبول الولاية العثمانية الجديدة عليها، مثلما قبلتها بعض الدول العربية الأخرى المعروفة”. وقال: “وهكذا وجد السلطان نفسه وحيداً في ورطته السورية، لا منجد له في ذلك، يبحث عن مخرج يحفظ له ماء الوجه كما كان يفعل أسلافه من بعض السلاطين، ولم يجد هذا المخرج حتى الآن فبدأ التصعيد ضد سورية والتحريض عليها”.

ومن جهتها كتبت الوطن السورية في افتتاحيتها تحت عنوان “أردوغان… العصملي المنافق”، أنه “يوماً بعد آخر تنكشف أخلاق وقيم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي يتزعم حزباً يتخذ من الدين الحنيف غطاء لممارساته السياسية، فبدل أن يتحلى بقيم دين يدعو أكثر ما يدعو إلى الصدق فإن أردوغان اختار الضفة الأخرى… الكذب والدجل والنفاق”.

وكتبت ساخرة بأن تركيا ترفض التصديق أن زمن السلطان العثماني ولى إلى غير رجعة وأن «الرجل المريض» انتقل إلى رحمته تعالى وليس بين تركته الثقيلة سورية ومستقبلها. وختمت بالجملة التالية: “وحسب كل المتابعين فإن سياسة الكذب الأردوغانية ستوصل صاحبها هذا إلى موت سياسي محقق وفي يوم ليس بالبعيد، وعندها سيدرك هذا «العصملي» المنافق معنى أن «سورية مقبرة لغزاتها».. هكذا كانت وستبقى”.

Share This