المصري: صاروخان أفندي

أدرك صاروخان مبكراً مدى أهمية الأشخاص فى الكاريكاتير وصنع رؤاه الخاصة وترجمها بابتكاره شخصية المصرى أفندى التى كانت بداية جيدة لفن التشخيص على الورق فى مصر، قبل أن يتحفنا بشخصيات تحاكى صلب المجتمع المصري.

اسمه الحقيقى ألكسندر هاكوب صاروخان ولد فى عام 1898 بقرية «أردانوش» فى «القوقاز»، من أصل أرمينى.

درس الرسم بمعهد الفنون الجرافيكية فى النمسا عام 1922 قبل أن ينتقل إلى الإقامة فى مصر وتحديدا فى مدينة الثغر «الإسكندرية» عام 1924 للعمل فى مطبوعة جديدة بعد أن أقنعه أحد أصدقائه المصريين بذلك، نشر رسومه فى الكثير من الصحف المصرية مثل «الجديد، روزاليوسف، أخبار اليوم – الأخبار، المستقبل» وفى مجلات فرنسية مصرية مثل «لابورس إجيبسين، إيماج» وفى صحف أرمينية مثل «كاردوش واريف».

كان صاروخان سابقا لعصره، حيث نجح فى تصوير أمراض الحياة السياسية الحالية بوجوه الماضى بعد أن صور فى رسومه السيناريوهات العبثية فى كتابة الدستور، والأفق السياسى الضيق فى الحياة الحزبية فى مصر.. ولم يكتف صاروخان بعرض المشكلات من خلال فنه ولكنه قدم الحلول فى سابقة من نوعها.

ولم يقتصر اهتمام صاروخان على الحياة السياسية المصرية، بل امتد إلى الأحداث العالمية بعد أن تنبأ فى كتاب ألفه عن الحرب العالمية بهزيمة هتلر مصورا بشاعة آثار الحرب التدميرية على العالم ومصوبا تلك الأعمال إلى صدر كل طاغية مستبد.

استقر وحصل على الجنسية المصرية عام 1955 بعد أن أهداها له الزعيم الراحل جمال عبدالناصر تقديرا لدوره فى تطوير الكاريكاتير المصرى.

ورحل صاروخان عن الحياة فى يناير عام 1977 بعد أن أثرى الكاريكاتير المصرى وأثر به وتأثر به مخلفا أعمالا رائعة تتلمس بها الأجيال المختلفة الطريق فى عالم الكاريكاتير.

عماد عبد المقصود

مجلة روز اليوسف

Share This