الوطن السورية: تأدب يا أوغلو

تحت عنوان “تأدب يا أغولو” كتب محمد سعيد ابراهيم في “الوطن” السورية “لقد تعرفنا على أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركية ورئيس دبلوماسيتها من خلال نظرياته الفلسفية وتنظيراته الإستراتيجية التي أتحفنا بها منذ توليه هذا المنصب وكان من أهم هذه النظريات (نظرية تصفير المشاكل) وفلسفاته حول قضايا منطقة الشرق الأوسط وإعادة ترتيب سياسات دول هذه المنطقة بما يخدم الرؤية التركية والعربية والإسلامية وكنا على وشك أن نصدق تلك الادعاءات والتخرصات التي أطلقها بين حين وآخر لولا أن ظهر على حقيقته عارياً من كل القيم والمبادئ، ليس لأنه أخفق في بعضها أو بدل في بعضها الآخر بل انقلب على كل ما نطق به سابقاً وبعكس ما كان يحلم به. فبدلاً من تصفير المشاكل بين تركيا وجميع جيرانها نجد أنها وصلت إلى قطيعة تامة مئة بالمئة مع هذا الجوار ومع دول أخرى أيضاً. وبدلاً من أن يجعل العلاقة بين سورية وتركيا علاقة أشقاء وأحباب وأصدقاء جعلها أشد عداوة وأكثر نفوراً”.

وتحدث الكاتب موجهاً الكلام لأوغو “واستكمالاً لهذا السيناريو خرج علينا المدعو أحمد أوغلو وبكل صفاقة ووقاحة يطلب من الرئيس بشار الأسد أن يسلم السلطة لنائبه، هذا القائد الذي انتخبه الشعب السوري بأغلبيته العظمى وارتضاه رئيساً له وحسب المقتضيات الدستورية والأصولية، فيأتيك هذا الأحمق التافه ليطلب من رئيس دولة ذات سيادة أن يتخلى عن منصبه. فمن أنت يا أوغلو؟ وما علاقتك بسورية ورئيسها وشعبها وما صفتك؟ فما رأيك أن يخرج مواطن سوري على شاشة التلفاز ويطالب رئيسك بالتنحي فهل تقبل ذلك يا غبي؟ لقد سبقك أسيادك الأميركان والأوروبيون لمثل هذه الطلبات ثم انكفؤوا عن هذه المطالب لأنهم لم يحصلوا إلا على خيبة الأمل والخزلان، فكيف بك أنت أيها الصعلوك تقدم على هكذا حماقة؟! ألم تخجل من نفسك وأنت تصرح بذلك؟ ألم تجد أنك صغير جداً على مثل هذه الدعوات؟ فتأدب يا أوغلو وأخيراً أقول (رحم اللـه امرأً عرف حده فوقف عنده)”.

وكتب إلياس مارديني في موقع “خارج السرب” تحت عنوان “هل وقع أردوغان في الفخ الذي نصبه لـ “صديقه” الأسد ؟”، “كل يوم تتفاقم الأزمة الداخلية التركية على خلفية موقف حكومة رجب طيب أردوغان من تطورات الساحة السورية وتراجع حلفائه الغربيين عن لغة الوعد والوعيد مع دمشق كما كانت مطلع العام، هذه الحيثيات دفعت بحفيد العثمانيين إلى محاولة تصدير أزمته للخارج عبراللعب بالأوراق القومية مع الأرمن والتاريخية مع الروس، وهنا كانت الطائرات وهنا أيضا التصعيد المرتقب في إقليم ناغورني قره باخ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان وهنا أيضا حلب الشهباء ماكينة الاقتصاد السوري”.

وأشار الى أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على ما يبدو وقع في فخ كان ينصبه لـ “صديقه” القديم الرئيس السوري بشار الأسد، فالرجل الذي يعمل وفق سياسات وإستراتيجيات يرسمها وزير خارجيته أحمد داؤود أوغلو تحت عنوان عريض “العثمانيون الجدد” كان يعول على خروج أزمة “صديقه” السوري خارج حدود الشام، خروج كان سيفتح الباب على مصراعيه لتدخل إقليمي أو دولي تحت عنوان السيطرة على العنف وضبط إيقاع التطورات لكن ما حدث هو العكس… وعليه دخل أردوغان في مستنقع سيحدد مصيره السياسي ومصير نهجه لذا فلم يكن أمامه سوى تصدير أزمته للخارج: المشهد الأول في عملية التصدير التركية كانت حلب وحرق تراثها وسوقها الأثري ومسجدها الأموي وغيره الكثير، استبقه وتبعه أيضا قصف الأراضي السورية بحجة سقوط قذيفة من الجانب السوري قتلت إمراة وأطفالها، وهي حجة أقل ما يمكن وصفها بأنها استعراضية لأن الحدود السورية التركية باتت اليوم حديقة للجهاد العالمي تحت مسمع ومنظر العثمانيين الجدد وهذا القصف مستمر حتى اللحظة، تبع ذلك المشهد الاستعراضي فخ وقع فيه أردوغان عندما أجبرت مقاتلاته الحربية طائرة سورية قادمة من موسكو إلى دمشق على الهبوط في مطار أنقرة بحجة أنها تحمل السلاح وهو ما لم يتم إثباته حتى اليوم ناهيك عن عرض أي صور للممنوعات بحسب وصف القيادة التركية، عقدة رجب طيب مع الطائرات استمرت عندما قام مؤخرا بتفتيش طائرة أرمينية قادمة من يريفان إلى حلب قالت السلطات الأرمينية أن هبوطها شرقي تركيا كان متفق عليه، متناسيا وأو مدركا ومتقصدا أن اللعب على الوتر الأرمني يحمل رسالة مباشرة إلى الحليفة الأرمينية روسيا، وهنا التشديد على كلمة حليف لا شريك، ناهيك عن أن الجيش السري الأرمني كان قد هدد حكومة أردوغان بتصعيد غير مسبوق على خلفية تهديد الجيش السوري الحر للمكون الأرمني في سورية بشكل مباشر، وهذا التهديد لما حصل دون إذن مباشر من الإستخبارات التركية الراعي المباشر وليس الحصري للمعارضة السورية المسلحة بما فيها المتشددة والراديكالية. وعليه يحاول أردوغان لعب الورقة القومية مع الأرمن بأدوات أذرية وغيرها والتاريخية مع القيصرية الروسية في منطقة يراد له أن يكون امتدادا لما بات يعرف بالربيع العربي وهو في حقيقته خريف ليس بعده خريف كما يقول الكثير من الخبراء مستشهدين بالتصفية العرقية في سرت وبني الوليد الليبيتين وامتداد السلفية الجهادية في تونس ومصر واليمن والحبل على الجرار.

Share This