لهيب الحرب بين أرمينيا وأذربيجان يحرق الشرق الأوسط

يريفان – أرمينيا: “المجتمع الدولى اتخذ موقفا متساهلا تجاه أفعال أذربيجان ضد أرمينيا، مما يمهد الطريق لحرب أرمينية أذربيجانية أخرى”. فقد انتقد الرئيس الأرمينى سيرج ساركيسيان وأدلى بتحذيره فى اجتماع منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا فى فيينا مع كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والروس والأوروبيين. كما وصف قرار أذربيجان بالجدلي والذي يتعلق بالعفو وترقية سافاروف وأنه يرغم أرمينيا على التفكير بجدية نحو تغيير موقفها فى صراع ناكورنو كاراباخ (كاراباخ الجبلية).

فقد توترت العلاقات الأرمينية الأذربيجانية بسبب راميل سافاروف – جندي أذربيجاني – الذى تم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة لقتله الملازم أول الأرميني كوركين ماركاريان بفأس وهو نائم فى بودابست بالمجر عام 2004 أثناء تدريب لحلف شمال الأطلسي، إلا أنه فى 31 أغسطس 2012 تم ترحيله من المجر إلى أذربيجان مع التأكيد على مواصلة تنفيذ عقوبته، وعند وصوله إلى باكو، قام الرئيس الأذربيجانى بالعفو عنه وترقيته. ونتيجة لذلك، قامت أرمينيا بتجميد العلاقات الدبلوماسية مع المجر.

وكما هو معروف فإن تأثير الحروب لا يكون فقط على الدول المتحاربة ولكن يمتد إلى الدول المجاورة والدول التى ترتبط فيما بينها بعلاقات، وبالتالى تأتى أهمية هذه القضية في كون الدولتين يتمتعان بعلاقات مع بعض الدول العربية وفى الشرق الأوسط، فأرمينيا تحدها تركيا من الغرب وجورجيا من الشمال وأذربيجان فى الشرق وإيران من الجنوب، كما يحد أذربيجان أرمينيا فى الشمال والشرق وإيران إلى الجنوب والغرب بينما تحد تركيا بحدود قصيرة فى الشمال الغربى.

وفى لقائه مع الإعلاميين المصريين، أوضح شافارش كوتشاريان – نائب وزير الخارجية – أن واقعة تسليم سافاروف سببت قلقا حادا لأن الأساس فى إيجاد تسوية لأية مشكلة هو الثقة المتبادلة، وهذه الواقعة لا تسهم فى خلق مثل هذا المناخ علاوة على الترويج لتصريحات عدائية من قبل رئيس الدولة وباقى المسئولين فى أذربيجان. كما أكد كوتشاريان إتمام صفقة بين المجر وأذربيجان من خلال مفاوضات استمرت لمدة عام، ويرى أنه مهما بلغ حجمها الذى يقدر بالمليارات فإنه ليس مبررا للإفراج عن قاتل. كما يطالب المجر فيما أشيع أنها تعرضت لخدعة أن تظهر ذلك بشكل علنى إلا أنه عاد ليؤكد أن التصريحات الصادرة من الجانب المجرى لا تظهر أنها تعرضت لخدعة.

بقلم ميرفت فهد

المصدر: الأهرام العربي

 

Share This