غاراباغ … منارة للعلم (الجزء الثاني)

حضارة غاراباغ (أرتساخ)

بقلم الدكتور نوراير مانجيان

شهدت منطقة أرتساخ في القرن الثاني عشر وبعد التحرر من حكم السلاجقة نهضة ثقافية. من المفكرين المشهورين:

هوفانيس سارغاقاك (1045-1129) الملقب الحكيم –المعلم الكبير- له دراسات في العلوم الطبيعية والخط والأخلاق واللاهوت، وله مجموعة شعرية (كلمة الحكمة).

مخيتار غوش (1120-1213) الحقوقي والقانوني المشهور وله كتاب (كتاب الدينونة) وكتاب الأمثال حيث يبين التناقضات الاجتماعية ويعطي النصائح من خلال الأمثال. من تلاميذه الراهب داوشيسي 1181-1251 حيث أسس مدرسة. وعلم الكثير منهم المشاهير وارطان اريفلسي، وكيراكوس كانساغيسي، واستبانوس اوربليان حيث يعتبرون من مشاهير القرن الثالث عشر.

للأوابد العمرانية في أرتساخ شهرة عالمية، حيث تشكل المجمعات العلمية مجد العمارة الأرمنية والدينية مثل كانتساسار –تاتي- خوراناشاد -نوركيديك- نورفاراكا – القديس نشان–ماكارافان، كانت هذه الآديرة مجمعات ومراكز روحية وتربوية وثقافية.

اشتهر فن النحت مع الفن العمراني، ومن منارات العلم والمعرفة:

مجمع كانتساسار مشاد من قبل حسن جلالي 1216-1238، يشكل ثاني مجمع بعد مجمع آختامار من حيث النحت على الجدران الخارجية، وصل المجمع من ناحية الفن النحتي والعمراني لدرجة الكمال.

يصف البروفسور شارل تيل –بروفسور جامعة السوربون عن دير كانتساسار – ذلك الصرح جوهرة الهندسة العمرانية.

دير تاته شيد من فبل زوجة الأمير فاختانك أرزوخاتون 1214 حيث توجد على النوافذ الغربية منحوتات الأمراء حسن وكريكور نموذج مصغر عن الدير بأيديهم.

دير غوش من القرن 12-13

دير ماكارافان عام 1205 حيث منحوت صورة السيدة مريم العذراء على جدران الدير.

دير نشان عام 1246 على الجدران الغربية منحوتات لاهوتية وصور من العهود الوثنية، طير ينقر الإنسان وكائنات ويبقى تفسير تلك الصور مازال لغزا.

نذكر هنا أن كل هذه الأديرة موجودة ليومنا حيث تم ترميمها.

تقرع أجراس أديرتها شاهدة على حضارة وحياة شعب غاراباغ وإيمانه بالله والوطن.

Share This