غاراباغ … أحجار تتكلم (الجزء الثالث)

حضارة غاراباغ (أرتساخ)

بقلم الدكتور نوراير مانجيان

إن الهجمات التي تعرضت لها منطقة أرتساخ من قبل أعدائها وما تعرضت من أعمال تخريب وحرق وسرقة أضاعت الكثير من حضارة أرتساخ. بقيت الحجارة  والمنحوتات الحجرية شاهدا على حضارة الشعب الأرمني في أرمينيا عامة وأرتساخ خاصة.

فن النحت على الحجر مرتبط بفن العمارة الأرمينية في أرتساخ. وتحتل عمارة النصب التذكارية مكانة عالمية في الفنون المعمارية.

أمر كريكور المنور ببناء دير في أرتساخ بمنطقة أماراس في بداية القرن الرابع الميلادي وأنهى البناء حفيده المطران كريغورس. وقد شيد الملك فاشاكان الثالث مصلى على قبر المطران كريغورس وهو موجود الى يومنا هذا.

فن النحت مرتبط ارتباطا وثيقا مع فن العمارة. وعلى جدران كنيسة كانتساسار منحوت السيد المسيح والعذراء مريم مع الطفل يسوع وعلى صدر الكنيسة  يسوع المخلص على الصليب.

تشتهر منطقة غاراباغ بالصلبان الحجرية المتميزة حيث على الصلبان الحجرية صور أشخاص وصور تخلد المقاتلين.

وقد فال أدواردوس ميجيلايديس: “إن الصليب الحجري يدل على عذاب وضحايا الشعب الأرمني، والعالم النباتي المنحوت على صليب الحجر يدل على القوة الحيوية لهذا الشعب حيث عجز أمامه الظلم والموت والإبادة”.

تتميز الأضرحة أيضا إذ حجر الضريح الضخم منحوت صلبان وصور وقد وصف المؤرخ كاريكين هوسيبيان الأضرحة وقال “الصور المنحوتة على الأضرحة تدل على أزلية الروح واستمرارية الحياة”.

إضافة إلى النحت على الحجر اشتهر الرسم الحائطي على جدران الكنيسة. حيث استعمل دهان مميز ومن تلك الصور المحفوظة على جدران كنيسة ودير تاته  1214  على الجدار الجنوبي للكنيسة. (صورة القديس أستبانوس أول شهيد مسيحي وهو يرجم بالحجر من قبل الكفار. اللون والشكل المرسوم يبينان بشكل مؤثر الفناء الجسدي للمؤمن وأزلية روحه).

إن شعب غاراباغ يعشق الحرية ويريد أن يعيش وأن يكون إحدى الحلقات من سلسلة تسمى الحضارة الإنسانية.

Share This