وسطاء مقابل حفظ السلام

الاقتراح الروسي بمواجهة الرفض التركي

كشفت روسيا عن رؤيتها لتوجه حل الأزمة في سوريا عشية لقاء وزير خارجية روسيا بموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي. رغم عدم توضيح استكمال الاقتراح الروسي بشكل نهائي عندما يقال أن موسكو مستعدة لطرح مسألة إرسال مراقبين الأمم المتحدة وقوات حفظ النظام الى سورية، هذا يعني أنها مستعدة أيضاً لمناقشة ذلك، واقتراح ذلك، والعمل على تحويله الى قرار.

هذا الاقتراح الروسي يتضارب مع الرفض التركي، فتركيا تجد الحل في سوريا ضمن الاتفاق الثلاثي، والذي يتضمن تركيا، روسيا وإيران.

موسكو بدورها توافق مبدئياً على هذا المضمون، لكن حسب الدبلوماسيين الروس يوجد أشكال أخرى من التوافقات: تركيا-إيران-مصر وتركيا-مصر-السعودية.

اقتراحات واضحة من أية جهة لحل المشكلة غير متوفرة، وتبقى التصريحات في اطارها العام. إن انعدام الرؤية لحكومة انتقالية في الحقيقة دفع أحد الأعضاء الدائمين باقتراح جديد. وتشير الظروف المتوفرة الى أن الاقتراح الروسي سيكون محط مناقشة دولية. إنه في النهاية إرسال قوات حفظ السلام وعملية موجهة لمناطق النزاع المسلح.

من غير المستبعد تسليم حل النزاع الى أطراف تحقق مهمة الوساطة. ويشكل هذا شكلاً آخر لقرار عملي يمكن تفعيله وفق اتفاق دولي. لكن هنا انعدام مضمون التوافق لا يساعد على الاتفاق، ورد الفعل الروسي يشهد على ذلك “متفقون، ولكن”.

يمكن أن تكمل وجهات النظر لدى موسكو وأنقرة بعضها البعض، إن تم الاتفاق. ويمكن لمهمات الوسطاء أن تعمل بالتوازي مع التواجد العسكري. أو يمكن للوسطاء أن يتوصلوا الى ضرورة إرسال قوات حفظ السلام والطلب من المجتمع الدولي.

مازال الطريق مفتوحاً أمام كل هذا. ومن الواضح أن المسألة السورية أمام تلك الوجهتين الأساسيتين. بينما موسكو وأنقرة لم تتفقا بعد حول المبادئ العامة لحل المشكلة.

شاهان كانداهاريان

رئيس تحرير “أزتاك” الأرمنية

بيروت، لبنان

Share This