كلمة وزير الثقافة اللبناني كابي ليون في الأمسية الموسيقية للأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة هاروت فازليان، وعازف البيانو فارتان ماميكونيان في إطار فعاليات الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية

برعاية وزير الثقافة اللبناني كابي ليون وبالتعاون مع السفارة الأرمنية في لبنان والهيئة المركزية في لبنان للذكرى المئوية للإبادة الأرمنية وصندوق “بونيك” للتنمية البشرية أقيمت أمسية موسيقية للأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة هاروت فازليان، وعازف البيانو فارتان ماميكونيان في إطار فعاليات الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية.

وقد ألقى ميشيل دو شدرفيان كلمة وزير الثقافة اللبناني كابي ليون، ونوردها بالكامل:

“السيدات والسادة،

يسعدني بداية ان أنقل إليكم تحيات معالي وزير الثقافة المهندس كابي ليون، راعي هذا الاحتفال، والذي شرفني بتكليفي فيه، لارتباطه بأمر طارئ.

أيها الحفل الكريم،

بالموسيقى، نحي اليوم هذه المئوية ونستذكر هذه المناسبة الأليمة، فنضع أمام ضمير العالم مسألة العنف في العلاقات بين الشعوب والدول، ونتساءل عما إذا كان العنف قد استطاع أن يحل النزاعات، ويشيع الفرح والهناء بين الناس: أفرادا وأمما وجماعات.

نحن نعترف بأن الأمة الأرمنية قد أصيبت بجرح عميق. إنه جرح ولم يكن ذكرى لدى هذا الشعب، منذ العام 1915 و لغاية اليوم. بل نحن نعرف أنه واقع يومي يعيشون معه كل يوم يتطلعون فيه الى شهدائهم.

هذا الألم ليس أرمينيا فقط، بل انه واحد من آلام الإنسانية جمعاء عندما تتطلع الى تاريخ الحروب والنزاعات المسلحة منذ فجر التاريخ، وتقيم حسابا يوازن بين ما ادت اليه أعمال العنف المتنوعة من أحزان وأفراح، فتجد أن الألم الكبير الذي لا يزال مستمرا هو نتيجة السعي الدائم الى تطوير الأسلحة المدمرة لحضاراتهم، بحيث تتوجه، يوما نحو الآخر، ويوما ترتد الى أصحابها، فما من أحد ينتصر على الدوام، وما من أحد يستطيع منع الهزيمة عن نفسه. فكأنه واقع تاريخي محتوم يجعل الانسانية جمعاء معلقة على الصليب.

السيدات والسادة،

لم يستطع الضمير الانساني التوصل الى الإعلان العالمي لحقوق الانسان إلا بعد ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين عاما من التقويم الميلادي، ولكن دون أن يستطيع التوصل الى تحقيق القوة الانسانية والشرعية الضامنة لهذه الحقوق. فكم سيبقى له من الزمن لكي يتوصل الى الإعلان العالمي لحقوق الشعوب والأمم مع ضمان تحقيقها بما يطمئن الضعيف قبل القوي؟

إن إحياءنا اليوم لهذه الذكرى الأليمة ما هو إلا تذكير لضمير العالم، لا سيما الأقوياء فيه، بأن الساكت عن الظلم أظلم من الذين ارتكبوه. ومطالبته بالاعتراف بالمجزرة بحق الشعب الأرمني، أسوة بما فعله مجلس النواب اللبناني في شهر أيار من سنة 2000، وللتأكيد بأن وجودنا الصارخ دوما ضد العنف، والداعي الى سلام دائم بين شعوب الأرض، هو وحده الساهر على حقوق الانسان الى يوم يشرق فيه فجر جديد على جميع الأمم”.

ملحق أزتاك العربي

Share This