تقدم العدو الأول لأذربيجان الى الأمام

يمكن اعتبار التصريح الأخير للرئيس علييف لأول وهلة نموذجاً دورياً للسذاجة السياسية، لكن ينبغي إدراك مسببات التصريح ضمن سياق الوضع الحالي للنزاع بين أرمينيا وأذربيجان والتطورات الأخيرة.

الرئيس علييف يعدّ اللوبي الأرمني عدوه الأول، وجمهورية أرمينيا بالنسبة للرئيس الأذري هي دولة اصطناعية أسست على أراض أذرية تاريخية.

واستمر علييف هذه المرة استكشافاته السياسية واعتبر اللوبي الأرمني عدو أذربيجان الأول لكي يفسر سبب عداء باكو للوبي الأرمني، فبالنسبة لباكو “المسالمة” العدوانية هي نتيجة لعدوانية.

ثم يصنف علييف عدو الدولة الثاني، وهو الاسلاموفوبيا. هذا التصريح من قبل علييف يذكرنا باللازمة التي يكررها قادة أنقرة، أن تركيا مستعدة لإقامة علاقات طبيعية مع أرمينيا، لكن المهجر الأرمني أي اللوبي الأرمني يعرقل ذلك، والمحاولات الفاشلة للتوصيفات الخاطئة في خلق شقوق بين المهجر الأرمني المتطرف وأرمينيا المعتدلة.

المسألة تتعلق بالخطوات التي اتخذتها مونتيفيديو رسمياً. رئيس باكو ومستشاريه يدركون جيدا أن الأوروغواي خرجت عن الاطار الاعلامي وتستعد لاتخاذ موقفها الرسمي من الاعتراف بأرتساخ. فالرسائل الاحتجاجية لم تنفع في مونتيفيديو.

ربما كانت الخطوة المتخذة للاعتراف بجمهورية أرتساخ في أكبر محافظة في أستراليا أقل تأثيراً، ولم تربك نظام علييف الى هذا الحد.

فزيارة رئيس البرلمان في الجمهورية الشرقية للأوروغواي الى استيباناكيرد كانت خطوة أضعفت باكو.

صحيح أنها خطوة تتطلب طريقاً طويلة، والخطوة الأولى ها قد تمت، والمسيرة باتجاه الاعتراف القانوني الرسمي في طريقها خطوة بخطوة.

ينبغي الآن تحريك الدبلوماسية الأذرية والهدف هو اللوبي الأرمني. لاحظ نظام علييف أن مكاتب القضية الأرمنية في استراليا وعدد من ولايات أمريكا والآن الأوروغواي لها الدور الأساس في العملية، ولذلك ينبغي أن تكون العدو الأول، وينغبي الاعلان عن ذلك وتغطية السبب الحقيقي للعداء، للاعلان أن العداء هو نتيجة عداء من قبل اللوبي الأرمني لكي يتم تجنيد كل من هو ضحية الاسلاموفوبيا ضد اللوبي الأرمني.

علييف يلعب بالعنصر الديني ضد اللوبي الأرمني بهدف تجنيد العالم الاسلامي وبذلك يلعب لعبة جديدة باستراتيجية قديمة.

الخطوات التي اتخذتها الأوروغواي أخرجت علييف عن طوره، وهذا يعني أن علييف الذي يثير حرباً دبلوماسية يدرك عملية الاعتراف بجمهورية أرتساخ التي تنجز شيئاً فشيئاً. وهذا ما يثبت تقدم اللوبي الأرمني المؤثر على باكو، أو العدو الأول لأذربيجان.

شاهان كانداهاريان

رئيس تحرير جريدة “أزتاك” الأرمنية

Share This