وقائع المؤتمر الصحفي المشترك بين رئيس جمهورية أرمينيا سيرج سركيسيان والرئيس اللبناني ميشيل سليمان

بعد إلقاء الكلمات دار حوار مع  الرئيسين اللبناني والارميني على النحو الاتي:

سئل الرئيسان: تركيا تنتهج سياسة عثمانية جديدة في العلاقات مع البلدان المجاورة، كيف تنظرون كممثيلن للدول التي كانت في السابق في إطار تلك القيصرية لهذه السياسة، ولموقف تركيا من التطورات الجارية في المنطقة مؤخراً؟

أجاب الرئيس سليمان: نحن في هذا الاطار وكما قال فخامة الرئيس سركيسيان، نعبر عن رغبتنا في أن تتحاور الشعوب في كل بلد للوصول الى النظام الذي يرغبه الشعب والى الديموقراطية المرجوة، لا نحبذ أي تدخل من أي دولة كانت في شؤون هذه الدول إلا في سبيل التوفيق بين الاطراف المتناحرة ونأمل أن تسود هذه الديموقراطية بأقل قدر ممكن من إراقة الدماء وأيضاً أن تسود الديموقراطية وتشمل جميع مكونات المجتمعات في هذه الدول. أما المشكلة الخاصة مع أرمينيا يجب أن تحل وفقاً للحق ومراعاة مشاعر البلدين، وخصوصاً مشاعر الشعب الارميني، وكان هناك إتفاق لم تكتب له النهاية السعيدة، ونأمل في أن تعود المباحثات لإقرار العلاقات الجيدة بين الجيران.

سئل الرئيسان: كيف تنظرون الى دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار في لبنان لتجنيب الاسوأ وتداعيات ما يحصل في سوريا وماذا تقولون للأرمن اللبنانيين الذين هم جزء من المعارضة ويقاطعون هذا الحوار؟

أجاب الرئيس سركيسيان: أنا اقدر عالياً جهود الرئيس سليمان ليس فقط داخل لبنان لإقامة السلام والاستقرار بل أيضاً في الشرق الاوسط بصورة عامة، أنا واثق أنه بواسطة جهود الرئيس سليمان سيستمر الحوار الثنائي وسيحقق لبنان التقدم.
وقال الرئيس سليمان بدوره : أولا اود القول أن الارمن ليسوا جزءاً من المعارضة فقط ، فهم موجودون في المعارضة وفي الاكثرية، لذلك موقف الارمن هو موقف مماثل لموقف كافة الاطراف اللبنانية. إنما لجهة المقاطعة، طبعاً الديموقراطية لا ترتكز على المقاطعة، صحيح أن المقاطعة حق ديموقراطي ولكنها ليست أساساً للعمل الديموقراطي. إنما العكس تماماً فإن الديموقراطية تقتضي الجلوس معاً وإبداء الرأي  وسماع الرأي الآخر، وفي ظل هيئة الحوار يمكننا جميعاً أن نقول ما نقوله خارج هيئة الحوار. وأطلب من الجميع وبمناسبة عيد الاستقلال، وأيضاً لنعلم كم أن الاوضاع صعبة على الارمن ونرى ما حصل في غزة، وما يحصل في سوريا وما يحصل في مصر. ونعلم جميعاً انه لدينا دولة مستقلة ونظام ديموقراطي نطبقه وليس لدينا مهجرين خارج لبنان، فلنأتي الى الحوار بقلب منفتح ونتكلم ونعبّر عن رأينا، فلنسقط الرهانات من قبل الطرفين اللذين يراهنان على الاوضاع الخارجية ولنسقط الشروط المسبقة، والطرفين يشترطان، ولنسقط الاتهامات المتبادلة والاستعلاء المتبادل، فالطرفان إتهما بعضهما البعض. فليس هناك تنازلاً عندما تكون القضية قضية وطنية. أعود وأكرر فلنأتي الى هنا نقول ما نريد أن نقوله على طاولة الحوار، فهي مفتوحة ورأي الجميع يُسمع.

سئل الرئيس سليمان: قبل عام كان لكم زيارة رسمية الى أرمينيا، ما هو إنطباعكم عنها؟

أجاب: هو إنطباع جيد جداً، وقد رافقني في هذه الزيارة مسؤولون لبنانيون من اصل أرميني وشاهدنا معاً كيف تتطور أرمينيا وكيف حققت تقدماً وإنتقالاً بوقت سريع من الاقتصاد الموجه الى الاقتصاد الحر. وقد سرّني اليوم ان اسمع ان نمو الاقتصاد في ارمينيا سيبلغ حوالي السبعة في المئة هذا العام، وقد كان في العام الماضي بمستوى اربعة في المئة. ونحن نعلم جميعاً بأن التوقعات الدولية للنمو في العالم لا تتجاوز الثلاثة في المئة. نحن علينا ان نعزز العلاقات التبادلية بين لبنان وأرمينيا وهذا لا يتم فقط عن طريق توقيع الاتفاقات في الدقائق القليلة، ولكن يحصل من جراء المتابعة وتأليف اللجان المشتركة بين القطاعين العام والخاص لتمتين هذا التبادل، ومن المهم جداً تعزيز السياحة بين البلدين، لأن في السياحة يطلع المواطن اللبناني والمواطن الارميني،على ما يوجد لدى البلد الآخر من حضارة وتراث ومن إمكانيات تجارية واقتصادية وثقافية.

سئل الرئيس سركيسيان: هل نصحتم أرمن سوريا بالنأي بالنفس عن الازمة السياسية الحاصلة او تفضلون ان ينخرطوا في المعركة الدائرة لكي يكون لهم حيثية سياسية عند الحل؟

أجاب: نحن قلنا مرات عدة والآن أكرر ثانيا وأقول، نحن شاكرون للسلطات وللشعب اللبناني سابقاً وحاضراً، للمعاملة الانسانية الكبيرة التي أبديت تجاه جزء من شعبنا. المسألة ليست مرتبطة بمنح إمكانية لجزء من شعبنا لكي يجد الملجأ في هذا البلد الجميل بل بمنحه الامكانية لهم للتكامل داخل المجتمع اللبناني، وبذلك تمكنوا من تحقيق النجاح وشاركوا في تطوير جميع المجالات وبينها ايضاً المجال السياسي والحياة السياسية. أنا موافق بصورة تامة على كلام فخامة الرئيس حيث قال أن الارمن في لبنان يشاركون في جميع الاحزاب السياسية، وفي السلطة والمعارضة يوجد أرمن أيضاً. ندائي لجميع الارمن هو العمل لكي ينتصر الاستقرار في هذا البلد.

مصادر لبنانية

Share This