الرئيس الأرميني: اتفقنا على توسيع نطاق العلاقات الأرمينية -اللبنانية في مجالات جديدة …

كلمة الرئيس سركيسيان خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان

خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان ألقى الرئيس الارميني سيرج سركيسيان الكلمة الآتية:

فخامة الرئيس،

أيها السيدات والسادة،

أعرب مرة أخرى عن الشكر للرئيس سليمان للدعوة لزيارة لبنان الصديق وللاستقبال الحار الذي تم إبداؤه لوفد جمهورية أرمينيا. في العام الماضي وفي ذكرى مرور 20 عاماً على إستقلال أرمينيا تشرفنا بإستقبال رئيس لبنان في أرمينيا. في العام الجاري تتم الزيارة الرسمية لرئيس جمهورية أرمينيا للبنان، وهذا يؤكد على الرغبة المتبادلة للمحافظة على الحوار الثنائي الرفيع المستوى القائم بيننا.

قبل قليل أجرينا محادثات مثمرة جداً مع الرئيس سليمان، وناقشنا إمكانيات توسيع نطاق العلاقات الارمينية -اللبنانية في مجالات جديدة، وتبادلنا الآراء حول التطورات الدولية وخاصة في الشرق الاوسط وجنوب القوقاز وكررنا التأكيد على ان علاقاتنا تعتمد على حسن النية والاحترام والثقة المتبادلين.

إن العام الجاري يتسم بالاهمية لأنه يصادف مرور 20 عاماً على اقامة العلاقات الديبلوماسية بين بلدينا. واشرنا بارتياح الى انه خلال هذه الفترة نشأت الصلات البرلمانية والثقافية والتعليمية والعلمية، وتم توقيع أكثر من 30 وثيقة وأن عددها إزداد خلال هذه الزيارة بوثيقتين آخريين. إتفقنا على استخدام جميع الامكانيات لتشجيع التعاون الاقتصادي الثنائي. نحن مسرورن لازدياد الوجود اللبناني في اقتصاد بلادنا في الفترة الاخيرة.

عرضت على الرئيس سليمان تلك الاهمية التي نعيرها للتعاون مع لبنان في المجال الدولي. إن أرمينيا أيضاً، أثناء تصميم مواقفها يتم الاخذ بعين الاعتبار المصالح العربية العامة وخاصة مصالح لبنان.

نحن قلقون جداً تجاه مصير شعب سوريا ومصير مواطنينا الذين يقيمون هناك. إن شعب سوريا وكذلك شعب لبنان في الايام العصيبة بالنسبة إلينا قبلوا بكل صدر رحب مئات آلاف الارمن وأن ألم سوريا هو ألمنا أيضاً.

إن أرمينيا قد اتخذت دائماً مواقف داعية الى وقف سفك الدماء. نحن نعارض إستخدام القوة والعنف في سوريا.من المستحيل التوصل الى حل دائم دون وقف جميع الاطراف الاشتباكات ودون الحوار السياسي الثنائي الواسع، بالاخذ بعين الاعتبار مصالح جميع السوريين. إن أرمينيا ترحب بمهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمفاوض الخاص لجامعة الدول العربية الاخصر الابراهيمي بهدف إستقرار الوضع السياسي الداخلي في سوريا وإحلال السلام.

نأمل في أنه نتيجة تنفيذ المبادرات المذكورة سيتم إقامة السلام في سوريا، أما في المستقبل القريب سيصبح من الممكن تنفيذ الاصلاحات الديموقراطية الضرورية والتي يجب أن تعبر عن إرادة ورغبات جميع قطاعات الشعب السوري.

وتطرقنا كذلك الى مسألة تسوية نزاع غاراباغ. وأكدت أن أرمينيا تواصل نهج السياسة الرامية الى إقامة السلام والاستقرار في منطقة القوقاز. نحن نستبعد حل المسألة بواسطة القوة ونحن مخلصون لتعهدنا بحل المسألة بواسطة المباحثات بوساطة مجموعة منسك المنبثقة عن منظمة الامن والتعاون الاوربي. للاسف الشديد إن أذربيجان تتجاهل جميع اقتراحات مجموعة مينسك الرامية الى إقامة الثقة، وتواصل تكديس الاسلحة الى درجة لم يسبق لها مثيل وتقوم بإعداد شعبها لحرب جديدة.

إن منح الرئيس الاذربيجاني العفو للقاتل سافاروف ووصفه بالبطل هي شهادة ساطعة على الموقف المماثل. إن هذه تكملة للجريمة التي ارتكابها بسبب الانتماء ومثال بارز للعنصرية وحقد الآخرين.

إن الارمن واللبنانيين إتسموا دائماً بحبهم للسلام. واليوم تطابقت أراؤنا مع الرئيس سليمان في أن التغييرات التي تعبر عن إرادة الشعوب يجب أن يتم تحقيقها بالطرق السلمية دون إستخدام القوة ودون وقوع الضحايا ودون الارهاب. نحن سمعنا ببالغ الاسى نبأ العمل الارهابي الذي وقع في بيروت في 19 من تشرين الاول الماضي وأسرعنا للتنديد بالاستفزاز الحقير المماثل، والذي نأمل في أنه لن يزعزع السلام في لبنان. إن أمن أرمينيا مرتبط بالوضع القائم في الشرق الاوسط. نحن مهتمون الى درجة عميقة بتخطي المسائل القائمة بسرعة ومستعدون وفقاً لإمكانياتنا دعم تلك المسألة.

وفي الختام أتمنى أن يكون المسار التاريخي لشعبينا الاخويين مستمراً ويتطور. ليرافقنا دائماً السلام والعدالة والتفاؤل.

موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية

Share This