لقاء مع القنصل الفخري لجمهورية أرمينيا في دير الزور،
السيد سورين فارتانيان

حفيد مهجّر أرمني من “كارموج” الى دير الزور يصبح قنصلاً فخرياً لأرمينيا في دير الزور

SourenVartanianبعد الافتتاح الرسمي والشعبي للقنصلية الفخرية لجمهورية أرمينيا في دير الزور التقت “أزتاك” الملحق العربي مع القنصل الفخري لجمهورية أرمينيا في دير الزور السيد سورين فارتانيان.

والسيد سورين فارتانيان هو المالك والرئيس التنفيذي لست شركات ناشطة في مجال التجارة العامة من استيراد وتصدير وتقديم الخدمات النفطية والإنشائية الھندسية والمدنية والبناء وخدمات النقل الثقيل والخفيف وجميع أعمال الرفع و التحميل و كل مستلزمات الشركات النفطية والحفارات العاملة.

حصل على دراسته في دير الزور وتابع الاختصاصات من خلال ورشات العمل والدورات التخصصية في التخطيط المالي والادارة المالية والسياسات الاقتصادية. ولديه مسيرة مهنية حافلة، فهو يشغل منصب نائب رئيس مجلس ادارة منظمة الھلال الاحمر السورية بدير الزور ، منتخب للدورة من عام 2010 الى عام 2015. وفي نفس الوقت هو عضو في عدة هيئات اقتصادية وتجارية، فهو عضو مجلس رجال الأعمال السوري- الصيني، وعضو مجلس الأعمال السوري- الأرمني وعضو مجلس رجال الأعمال السوري. وكذلك عضو مجلس إدارة في غرفة تجارة و صناعة دير الزور ، ومنتخب للدورة من عام 2009 إلى عام 2012.

ويحمل السيد سورين فارتانيان وسام برتبة فارس من الكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثودكس لبيت كيليكيا في لبنان.

ينحدر السيد سورين فارتانيان من عائلة أرمنية من “كارموج” تم تهجيرها خلال عمليات التهجير والإبادة عبر الأراضي السورية الى أن وصل الجد الى دير الزور حيث نجا من الموت وعاش أياماً صعبة. أما والده كارابيت فارتانيان استقر في دير الزور وعمل في الميكانيك والصناعة وأسس شركة فارتانيان في دير الزور. ثم تابع أولاده أرتين وكيفورك وسورين مسيرة والدهم في أعمال الشركة.

ولدى سؤالنا حول إسهاماته في دير الزور ، أجاب السيد سورين فارتانيان أنه لا يرغب الإفصاح عن إسهاماته الخيرية لأنه يعتبر ذلك واجب عليه، علماً أنه تم افتتاح مستوصف خيري مختص بغسيل الكلى باسم العائلة واسم الأرمن كرد لعرفان الجميل للشعب السوري.

أما حول إسهامات شركة فارتانيان فهي تأتي في إطار التعاون مع شركات النفط الأجنبية ومحاولة لتطبيق الأفكار الغربية وتسهيل العمل فالشركة مختصة بالخدمات الكاملة في مجال النفط. يتحدث عن الشركة ويقول: “لقد أنشأت الشركة نفسها بنفسها وبدأت من الصفر منذ أيام الجد. واستغلينا الفرصة للعمل مع الشركات الأجنبية وطورنا أنفسنا خطوة بخطوة. وشعار شركتنا هو “نسخّر أنفسنا دائماً”، حيث اتخذناه عن دراسة وقناعة لافتتاح القنصلية الفخرية ضمن هذا الإطار أيضاً”.

وحول هدف افتتاح القنصلية الفخرية في دير الزور قال: “كان افتتاح القنصلية الفخرية في دير الزور حلماً يراودنا منذ عشر سنوات. ودير الزور لها مكانة خاصة وترمز الى الحزن على اعتبار أن الأرمن الذين تعرضوا لعمليات ابادة وتهجير وصلوا الى دير الزور، وفي نفس الوقت ترمز الى السعادة لأن الأرمن انطلقوا منها. دير الزور لها الفضل علينا جميعاً، وهي دين برقبة كل الأرمن، لأن أهل الدير حافظوا على حياتهم وتقاسموا معهم رغيف الخبز. فالأرمن مدينون لدير الزور وأهلها الطيبين الى الأبد. وافتتاح القنصلية الفخرية في دير الزور يشهد على ذلك وهو جزء بسيط من هذا الدين”.

أما عن الخطط المستقبلية للقنصلية أشار السيد القنصل الفخري بأنه تمت مناقشة عدة أمور مع السيد محافظ دير الزور . فقد تم طرح مسألة توأمة محافظة دير الزور مع إحدى المحافظات الحدودية الأرمينية. وكذلك توأمة بين جامعة الفرات وجامعة يريفان الحكومية لتفعيل التعاون بين الجامعتين. أما على الصعيد التجاري والاقتصادي أضاف فارتانيان: “كعضو في غرفة تجارة وصناعة دير الزور سأطرح على مجلس الادارة مسألة التوأمة والتعاون مع غرفة تجارة وصناعة يريفان، وأتوقع القبول لأن الفكرة تخدم البلدين. وطبعاً لن نركز فقط على دير الزور، فنحن سنعمل على مراحل وبعد نجاح هذه المشاريع سننتقل الى محافظات الرقة والحسكة لتفعيلها هناك. وفي نفس المضمار، سوف نعمل على استقطاب رجال أعمال من أرمينيا للاستثمار في المدينة الصناعية في دير الزور، على اعتبار أنها مشروع قوي في المنطقة وجاءت بمكرمة من السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد، وهو الذي عوّدنا على مكرماته، وبمرسوم تشريعي عفى كل صناعي يستثمر ويعمل في المدينة الصناعية من الضرائب مدة عشر سنوات مما يعطي حافزاً قوياً للاستثمار فيها.

أما فيما يتعلق بمجالات أخرى، فالقنصلية لها أهداف ثقافية مهمة، وكنا قد قمنا ببعض النشاطات سابقاً حيث استضفنا قبل أشهر فرقة تراثية أرمنية حيث تفاعل معها الجمهور دون الإلمام باللغة الأرمنية، وسوف نتابع التعاون الثقافي مع أرمينيا. وسياحياً، سوف نقوم بالتعاون السياحي المتبادل وتفعيل تبادل الوفود السياحية عن طريق أصدقاءنا في حلب لرفع نسبة السياحة في دير الزور. طبعاً هذه هي بالمجمل خطة العام 2010، وبعد حصد النتائج سيتم إنجاز مشاريع أخرى في النصف الثاني من هذا العام”.

وفي نهاية اللقاء أفصح السيد سورين فارتانيان عن أمنياته في يوم افتتاح القنصلية وقال: “كنت أتمنى أن يكون توأم روحي وصديقي المرحوم دارون أفيديسيان متواجد معنا في هذا الافتتاح”. أما عن المشاريع في استقبال وفود الحجاج الأرمن الى دير الزور الذي بات تقليداً في كل عام، قال: “سنستقبل الوفود الأرمنية ونحن نقدر جهود الكاثوليكوس آرام الأول لتنظيمه تلك المشاريع ضمن احتفاليات الذكرى 95 للإبادة الأرمنية في دير الزور، وأنا فخور كوني ابن كاثوليكوسية بيت كيليكيا ومطرانية الأرمن الأرثوذكس بحلب”.

12 شباط 2010
“أزتاك” الملحق العربي

Share This