أمام شبح الحرب الباردة: مفاوضات مباشرة بين واشنطن وموسكو

أعلنت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية خلال جلسة وزراء خارجية دول منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في دبلن أنه “هناك تحرك باتجاه جعل المنطقة سوفيتية. وربما ستسمى “الاتحاد الجمركي” أو “اتحاد أوروآسياوي”. ولا ندري ما الهدف، ونحاول تشكيل أفق ايجابية لوقف تلك العملية”.

من وجهة نظر دبلوماسية يعد هذا الخطاب قاسياً ضد روسيا، حيث استخدمت الكلمات دون الأخذ بعين الاعتبار الدماثة، حيث تتهم موسكو بوضوح بإقامة امبراطورية سوفيتية.

وهناك محور آخر للاتهام. فحسب وزيرة الخارجية لا يمكن لأمريكا أن تبقى مكتفة الأيدي أمام كل ذلك، وتعلم الهدف، بأن الولايات المتحدة الأمريكية قررت وقف مبادرة موسكو.

فالتصريح واضح ومباشر، وما قالته هيلاري كلينتون دون تململ يأخذ طابعاً يلوح بعودة شبح الحرب الباردة.

لنحاول قراءة المرحلة قبل التصريح، ففي نفس الأيام، بالأحرى قبل دبلن عقد لقاء أردوغان-بوتين في أنقرة.

وركزت غالبية وسائل الاعلام على السيناريوهات المحتلمة في سوريا، وتطرقت وسائل إعلام أخرى على مناقشة مسائل أرمنية أيضاً.

لا يمكن تغييب مسألة الاتفاق على إنشاء محطة نووية من قبل موسكو في تركيا، والتي تلقي بظلالها على العنصر الأرمني أيضاً.

المسألة السورية والعلاقات الروسية التركية، وحتى إنشاء المحطة النووية ترتبط بجمهورية أرمينيا المحاصرة من قبل أنقرة التي تدعم أذربيجان، والتي بدورها تحاصر أرمينيا وتشترط فك الحصار بشروط تضعها باكو.

المسألة لا تتعلق بالنظرية التقليدية، بأن الجانب الأرميني يخسر كلما سجلت العلاقات الروسية التركية اقتراباً.

صحيح أن أنقرة تتعامل مع موسكو كلاعب لنقل رسائل للغرب والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. فهي تهدد أوروبا لانشاء اتحاد أوروآسيوي، إن استمرت ضد سياسة حظر عضويتها.

أرسلت رسالة أيضاً الى واشنطن، وها هي وزيرة الخارجية ترد بقساوة. لكن موسكو تستغل استعراض هذا التقارب أيضاً، فالأمر الملح هو العقدة السورية حيث تكمن مفاتيحها المباشرة لدى موسكو وأنقرة.

إن الأوروآسيا والاتحاد الجمركي والعنصر الأرمني يضللون جدول الأعمال الساخن. والنتائج المكشوفة لمناقشة تلك البنود ما زالت غير واضحة.

بعد لقاء بوتين أردوغان اتفقت واشنطن وموسكو لعقد مباحثات مع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الابراهيمي ووضع اتفاقية جنيف كجدول أعمال. بينما نفى الناطق الرسمي لوزارة الدفاع الأمريكية أن الجيش السوري نقل أسلحة كيماوية.

مرحلة التفاوض المباشر بين واشنطن وموسكو تبدأ في ضوء تصريحات عودة شبح الحرب الباردة وجعل المنطقة سوفيتية.

شاهان كانداهاريان

رئيس تحرير “أزتاك” الأرمنية

بيروت، لبنان 

Share This