ليلى قصراني وحكاية الأرملة العراقية الأرمنية

ميخائيل ممو  / رفيقة القلم الحر ليلى قصراني..تحياتي نعم.. هكذا يترنح الإنسان حينما تتحكم به المصادفات التي لم تخطر على باله, واللاتعمد حالة يفرضها أحياناً الواقع المرير من مُوَجّهٍ متلبس بغشاوة الرؤيا. إن ما طرحتيه في مقالتك ” حكاية أرملة عراقية أرمنية والجندي الأمريكي ” ذات الخمسة محاور جسدت واقعاً مريراً من حياة عائلة أرمنية بريئة لم تستهوِ قلع جذورها من الأرض التي اينعت فيها جهود ثمارها, ليجبرها ذلك الحدث المروع والفاجعة الأليمة على نبذ كل شئ والتحاف ديار الهجرة, لتشاء المصادفة ثانية لذلك الإنسان اللامتعمد في خطيئته على ملاقاة أحد أفراد الضحية بحكم تأنيب الضمير قاصداً مسامحته بما أقدم عليه دون معرفته بواقع حال تلك العائلة. أن ما هز مشاعري تلك العبارات التي تقولين فيها ـ حسب نقلك لها ـ هي: ” قالت له الأرملة الثكلى “أنت لديك دموع للبكاء لكن دموعي أنا قد نشفت” ثم أردفت، “أنتم غزوتم العراق تحت شعار الحرية. أين هي الحرية اليوم؟ اليوم العراق أسوأ من قبل…لابد انك الان سعيد بأننا قد سامحناك. ليس سهلا على شخص ما أن يصرح “أني قد سامحتك” نعم…لقد سامحتك لكني أبدا لن أنسى احبائي. كل ليلة اضع رأسي على الوسادة وأتذكر ذلك اليوم الكئيب في حياتي. ” والأدهى من كل ذلك مقولة  كتبت نورا رسالة للوبيلو بلغة أنجليزية مهملة على الفيس بوك تقول له: ” بأنها فرحت بزيارته وبأن لها الان أخاً ثالثا “.

تصور قارئي الكريم.. هذا هو الإيمان الصحيح في التسامح , وهذا هو الإيمان الصادق في العفو عن الخاطئ , وهذا هو الإيمان المُرتجى ممن يعمد الإصلاح. ونحن بدورنا نضيف رأينا لرأي ذوي العائلة المفجوعة بمقولتها: ” أين هي الحرية اليوم؟ وتُعني بها الحرية في العراق. لأجيبها قائلاً: حرية العراق لا تضاهيها أية حرية في العالم , ولا حتى في شريعة الغاب.. وَسَموها بحرية الإختطاف والقتل.. حرية النهب والسلب.. حرية الذبح على الهوية.. حرية الإغتصاب وانتهاك الأعراض..

حرية المحاصصة والمذهبية ووو… كفاني هنا يا رفيقة القلم ـ ليلى قصراني ـ أن أقول بأنك الإنسانة الوحيدة التي تمثلت فيك مشاعر الإنسانية الحقة حين جَسّدتِ ما طرحتيه في مقالتك، ومن بين ما لا يحصى من حملة الأقلام العراقية فيما يدبجوه في المواقع التي لم تعد تُحصى. هذا الإقدام ليس بالغريب علينا طالما عرفناك من خلال مفاهيم روايتك “سهدوتا” التي هي الأخرى مأثرة في الكشف عن واقع مكونات الشعب العراقي ومن بينها الشعب الآشوري كما هو الحال للعائلة الأرمنية المتمثلة بعائلة خاجادريان.

ما أتمناه منك أن تبري قلمك بحد السيف وتسترسلي على صياغة ما قدمتيه لنا بإسلوبك السلس وخيالك التألقي من منطلق محاورك الخمس مصاغة في خمسة فصول لتضيفي فكرة حداثوية الى رفوف المكتبة الإنسانية لخدمة الفكر الإنساني من واقع المجتمع العراقي الحالي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل.

ميخائيل ممو / السويد

www.nala4u.com

Share This