مؤسسة النور للثقافة والاعلام تنشر مقالاً حول الذكرى الـ (500) لطباعة أوّل كتاب أرمني

نشرت مؤسسة النور للثقافة والاعلام في السويد مقالاً بعنوان “في رحاب الثقافات هنا وهناك / 2012” حول “الذكرى الـ (500) لطباعة أوّل كتاب أرمني” وذلك بقلم جلال زنكَابادي.

حيث تناول تاريخ الطباعة وقال: “في سنة (1512) أي بعد نصف قرن ونيّف على اختراع المطبعة من قبل غوتنبرك الألماني، طُبِع أوّل كتاب باللغة الأرمنيّة من قبل شخص إسمه (هاكوب ميغابارد) في مدينة فينيسيا (البندقيّة). ومعلوم أن بعض الأرمن كانوا يترددون على (فينيسيا) منذ القدم، بل أقام فيها عدد ملحوظ منهم في أوائل القرن السادس عشر. المعلومات شحيحة جدّاً عن مقاربات، عدا إنه أوّل مَنْ سعى إلى طباعة الكتب باللغة الأرمنيّة؛ إذ سبك الحروف الأرمنيّة لجهاز مطبعة وأنجز طباعة ستة كتب، أوّلها بعنوان (أورباتاكيرك=كتاب الجمعة) وهو يقع في (128 صفحة= 64 ورقة / قياس 11× 6 ونصف سم) بلونين هما: الأسود والقرمزي، ومحتوى مواضيعه متنوّع يشتمل على أدعية ، قصص أسطوريّة وفصول من (كتاب المراثي) لكريكور ناركاتسي.

والجدير ذكره أن هذا الكتاب كان في الأيّام الخوالي يوضع تحت رأس المرضى؛ للإستشفاء. وكانت الكتب الخمسة الأخرى ذات مضامين مشابهة للكتاب الأوّل، فضلاً عن تقويم للأعياد الكنسيّة وتفسير الأحلام والتنجيم…وأغلب الإحتمال كانت من مقتنيات الأسر الثريّة . ومن تلك الكتب (داقاران) الحاوي على مجموعة من الأحجية المنظومة شعراً، والمختارة من أعمال الأدباء الأرمن في القرون الوسطى. ولاتوجد أيّة معلومات عن عدد نسخ تلك الكتب، وقد لايتجاوز عدد نسخ أيّ منها بضع عشرات؛ تبعاً لتفشي الأمّيّة بين سواد الأرمن.

وبعد فينيسيا، ظهرت طباعة الكتب الأرمنيّة في شتى المدن الأوربيّة، وفي سنة (1567) بدأت مطبعة أرمنيّة في أستانبول بطباعة الكتب الأرمنيّة، وفي سنة (1638) أسّس خاجادور كساراتسي أوّل مطبعة في إيران وسائر الشرق الأوسط، في (جلفا أصفهان). أمّا أوّل مطبعة في أرمينيا نفسها فقد بدأت بالطباعة في سنة (1771) في (أيتشميادزين)”.

ويشير الكاتب الى دور الأرمن في نشر الثقافة الأرمني قائلاً: “إن ما أسلفناه يعني أن منشأ الكتاب الأرمني المطبوع يعود إلى أرمن المهاجر والشتات، بل يعني أن أرمن المهاجر الأوربيّة قد لعبوا دوراً مهمّاً في نشر الثقافة الأرمنية. ثم إن طباعة أوّل كتاب بالأرمنية في فينيسيا الإيطاليّة تدلّ على مكانة وأهمية هذه المدينة عند الأرمن. وبعد سنوات من ذلك الحدث ، قامت مجموعة من الروحانيين الكاثوليك الأرمن المعروفين بـ (الآباء المخيتاريين) بتأسيس إحدى أهم الجامعات المهمّة في تاريخ الثقافة الأرمنيّة، في جزيرة (سانت غازار) القريبة من مدينة فينيسيا”.

Share This