جولة مع مطران الأرمن الكاثوليك بمصر ..

فى طريقي إلى كاتدرائية سيدة البشارة للارمن الكاثوليك بوسط القاهرة، كنت أعلم جيدا أنى لست ذاهبا فقط لمقابلة المطران و الراعى الروحى للارمن بمصر نيافة المطران كريكور أوغسطينوس كوسا فقط بل هو صاحب النهوض بالكنيسة الارمينية فمنذ رسامته للخدمة بمصر عام 2004 و نيافته دائما ما يسعى الى اقامة نشاطات روحية ثقافية واجتماعية، كما نشأت علاقات مسكونية طيبة مع سائر الكنائس المسيحية بمصر فلا يمكن ان يتغيب نيافته فى اى واجب خاص بأى كنيسة، و وطد العلاقات مع مشيخة الازهر الشريف و دائما نجده فى زيارات لفضيلة الامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر، ووزارة الاوقاف التى بطبيعتها خلف مقر البطريركية، و استطاع نيافته ان يقيم علاقات طيبة مع سائر المسئولين بالدولة، و قد شارك نيافته فى الاحتفالية المئوية لجامعة القاهرة التى اسسها يعوب ارتين باشا و القى نيافته محاضرة عن الارمن الكاثوليك بمصر.

بدأ المطران كريكور حديثه الذى استمر لساعات طويلة صباح اليوم السبت 12 يناير بالصالون البطريرك قائلا: أنا احمل محبة خاضة لجريدة وطنى، فهى الجريدة التى اسميها “الناطقة بالحق” فالله يعطيكم دائما لسان الحق و حرص نيافته ان ينقل لجميع القراء تهنئته بالعام الجديد و عيد الميلاد المجيد.

و من عمق قلبه الفياض بالمحبة قال نياقته عن مصر.. انها البلد التى احتضنت على ارضها جنسيات عديدة، انصهروا فى بوتقتها بعد أن ذابوا فى عشقها من هؤﻻء العاشقين كانت الجالية الارمينية.

 *نريد أن نتعرف من هم الارمن؟

** الارمن هو من ينتمون الى العرق “اﻵرى” و هم مزيج من شعوب البلقان و جبال الالب و الكنيسة الارمينية عانت كثيرا من الاضطهادات و برغم هذا لم ينفصلوا عن تعلقهم بإيمانهم و مسيحيتهم حتى صارت كنيسة الشهداء، إذ وصل عدد شهداء الكنيسة عام 1915 الى مليون و نصف المليون فى مجازر الاتراك العثمانيين.

*بذلك فى عام 2015 سوف نشهد مئوية لذكرى هؤﻻء الشهداء؟

** بالفعل نحن قد بدأنا منذ العام الماضى 2012 لتحضير مئوية عالمية و هناك اجتماعات دورية تشهدها ارمينيا لوضع برنامج عالمى حيث تقام الندوات و المعارض بالاضافة الى القداسات، و سوف نهتم بوسائل الاعﻻم ليعرف العالم كله ماحدث من مائة عام، كما يترأس قداسة البابا بنديكت السادس عشر اطال الله عمره قداسا لذكرى المليون و نصف المليون شهيد و سيكتب قداسته رسالة الخاصة بالمناسبة و توزع على جميع ملوك و رؤساء العالم و نحن اذ كنا لدينا روح السماحة و المصالحة وفقا لتعاليم الكتاب المقدس الا اننا نطالب بحقوقنا و ان يعلن العدل فى قضياتنا الارمينية التى حصلت فيها المجازر و حقوقنا هى ان نعود الى اراضينا، كنائسنا، و الاديرة الموجودة بتركيا و التى هى اليوم مغلقة و البعض منها تحول الى اماكن للحيوانات.

*ماذا يعطل تركيا للمصالحة و عودة الارمن الى ارضهم و فتح كنائسهم و ممارسة طقوسهم؟

** الحكومة التركية ترفض تماما كلمة المجازر الارمينية و تقول للمصالحة على الارمن ألا يتحدثوا عن مجازر 1915، لدرجة انه وصل الامر بهم انه فى 24 ابريل ذكرى الشهداء جعلت تركيا ذلك يوما عيد بأسم الاطفال و الفرح و تم الغاء واقعة المجازر من الكتب التاريخية و من مراحل التعليم لديهم.

*من تركيا الى مصر.. كيف ترى نيافتكم الوضع والمشهد فى ظل التيار الاسلامى الحاكم؟

** ارى مصر بعيون الامل، و اقول لجميع الشعب القلق ما يقوله الكتاب المقدس:”ﻻ تخافوا انا معكم الى انقضاء الدهر”، و ﻻ افضل ان اكون سلبيا و نخلل المشهد بعيون غاضبة ﻻن الله يدعونا الى محبة بعضنا البعض و ان كان هناك شخصيات لم تعرفنا و لم تعرف شئ عن ديناتنا علينا ان نساعدهم لفهم الامور بطريقة صحيحة، فاذ خرج علينا البعض بتصريحات تمنع التهنئة فى الاعياد علينا نحن ان نقدم لهن التهنئة فى عيدهم ليتعرفوا كم نحن فى محبة و ثق ان بالمحبة سوف نبدأ السﻻم و بالسﻻم سنصنع مصر الجديدة.

*فى ظل الاوضاع الغير مستقرة يفكر الكثير فى ترك الوطن بعيونكم الارمينية.. ماذا تنصح هؤﻻء؟

**أنا أعلم تماما ان الشعب الان يفكر فى الاستقرار و الامان و البحث وراء حقوقه و لكن ان ارى الانشودة التى نعيشها هذه الايام:”المجد لله فى الاعالى و على الارض السﻻم و للناس المسرة” هذه الانشودة التى سوف تشجع كل فرد الى التمسك بوعود السماء، اقول بكل امانة و صراحة ان الخوف موجود و الخوف كان موجود فى كل الكثير من شخصيات الميﻻد المجيد؛ و لكن نحن ابناء الملك، نحن ابناء الله الذين نزرع فى قلوبنا الامل و علينا ان نعيش دائما فى سﻻم لكى نبدأ بأنفسنا، علينا ايضا ان نكون نور للعالم، فنحن الملح الذى تحدث عنه الكتاب المقدس، و انا اندهش وسط من يريد ان يعدم الاهرامات و من يريد ان يهدم المتاحف و الاثار نتحدث عن ترك الوطن، فكيف نترك مصر وسط هذه الافكار فالترك هنا يعنى اننا نقول لنعم لهذه الخرافات.

*لنيافتكم علاقة مسكونية قوية بجميع كنائس مصر.. متى نشعر بوحدة الكنيسة؟ 
** نحن نؤمن بكتاب مقدس واحد و انا أؤمن اننا جميعر كنيسة واحدة جامعة مقدسة كما نقول جميعا بقانون الايمان، و نحن نعمل كثيرا لوحدة الكنائس و قد وصلنا الى خطوات كبيرة و نحن جميعا على ثقة اننا فى عهد البابا تواضروس الثانى سيتحقق قول:” يارب ليبقوا واحدا”، فقداسته شخصية محبة، برغم الوقت الصغير منذ تنصيبه إلا أننا نشعر بمخبته لجميع الكنائس، و نحن فى لقاء عيد الميلاد المجيد اكد قداسته انه سوف يلتقى بالارمن هنا بالكاتدرائية فى أقرب وقت.

*** بعد الحوار مع نيافة المطران كريكور بالصالون البطريكى قام نيافته بجولة لموقع وطني شارحا لنا الهندسة الارمينية داخل الكنيسة و خارجها…

حوار: مايكل فيكتور تصوير: عيد سعد

موقع وطني

Share This