الكنيسة الأرمنية تشارك في أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين

عالم على طريق وحدة المسيحيين – أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين ـ هذا العام 2013 من 18 ـ 01  الى  25 ـ 01 في جميع كنائس العراق والعالم.

لقد بدأت خطوات الوحدة منذ بداية القرن الماضي وكانت بداية الامر بين الكنائس الأرثوذكسية والبروتستنتينية والانكليكانية فقد كانت لقاءات واجتماعات وندوات ومجامع كثيرة. وكانت برعاية مجلس الكنائس العالمي، وكانت بتسمية مجلس كنائس الشرق الاوسط وقد انضمت الكنائس الكاثوليكية التي تضم سبعة كنائس وهي الموارنة، الروم الكاثوليك وكذلك السريان، الأرمن والاقباط الكاثوليك، الكلدان واللاتين. وقد تأسست بعدها جمعية عامة تضم 96 عضوا لجميع العوائل الاربعة الارثوذكسية الغربية والشرقية والكاثوليكية والانجيلية.

المجمع الفاتيكاني الثاني ونتائجه على الحركة المسكونية

بدأت محاولات الوحدة منذ عام 1959 ـ حين أعلن البابا يوحنا الثالث والعشرين الدعوة الى عقد مجمع الكنائس الكاثوليكية أراده مسكونيا وبعدها أنشئت في الفاتيكان الامانة العامة من اجل تعزيز وحدة المسيحيين . وقد اشتركت معظم الكنائس بصفة رسمية او مراقبين. وكان لهم دور فعال في طريق الحركة المسكونية , وبعدها تم لقاآت محبة بين جميع الطوائف بعد أن ازيلت جميع الحرومات السابقة بين الكنائس وكان أولها بين البابا بولس السادس والبطريرك المسكوني اثيناغوراس الاول، وبعد انتخاب البطريرك المسكوني ديمتريوس الاول بدأ الحوار الاهوتي بين الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية الخلقيدينية وقد حدث لقاأت عديدة اخرها المؤتمر السابع في دير البلمند بلبنان عام 1993 واللقاءات بعدها لم تنقطع .

لقد كان للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني دور فعال ومتميز فيها حيث كان منفتحا على جميع الكنائس،  وقد ارسلت الكنائس الشرقية مندوبين مراقبين الى المجمع الفاتيكاني الثاني , فزار رؤساء هذه الكنائس كلها البابا وكنيسة روما وافضت معظم الزيارات الى التلاقي والى التأكيد على متابعة السعي الى الوحدة. ونشرت بيانات بالغة الاهمية في الايمان المشترك بيسوع المسيح الاله الحقيقي والانسان الحقيقي مبددة سوء الفهم الذي أدى الى انفصال دام 15 قرنا بين الكنائس الخلقيدونية والكنائس الارثوذكسية الشرقية التي رفضت مجمع خلقيدونية، وكانت هذه اللقاءات مع الأرمن الأرثوذكس والسريان والاقباط  .

ان  ما حدث من أحداث ولقاءات في الحوار المسكوني بين كنائس المسيح في القرن العشرين ولاشك أن الطريق لا يزال طويلا للوصول الى الشركة الكاملة بين مختلف الكنائس، وما أصاب مسيحييي العراق في منتصف العقد الاخيرمن قتل وتهجير وتفجير واحراق الكنائس وكان أهمها تفجير كنيسة سيدة النجاة في بغداد في 31 ـ 10 ـ 2010 حيث ذهب ضحيتها أكثر من 52 شهيدا ضمنهم الابوان ثائر سعد الله و وسيم صبيح وأكثر من 70 جريحا ولا ننسى ما حدث قبل ذلك لمسيحيي بغداد والموصل في قتل شيخ الشهداء المطران بولس فرج رحو ومرافقيه الثلاثة ، والاب رغيدكني وشمامسته الثلاثة ، والاب بولص اسكندر ومنذر الدبر، وكذلك اقباط مصر في نجع حمادي وأكبرها في كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة حيث ذهي ضحيتها 23 شهيد وعشرات الجرحى وغيرها  وكذلك قتل المتظاهرين سلميا في مسبيرو، وكذلك احراق الكنائس في ماليزيا ونيجريا وغيرها من الدول ، وتشهد البلاد العربية في السنتين الماضيتين وحاليا ما يحدث بسوريا بما يسمى بالربيع العربي من تعدي صارخ على المسيحيين وكنائسهم   كلها ستجعل خطوات الوحدة متسارعة لمواجهة الخطر الذي يواجهه مسيحيي الشرق وكذلك ما يصيب مسيحيي العراق حاليا من قتل وتهجير ستجعل خطوات  الوحدة أسرع لان خلافات دامت عشرات القرون لا يمكن حلها في بضعة سنوات .

وبالرغم الخلافات فان الجميع تلاميذ المسيح وجميعهم يؤمنون باله واحد هو يسوع المسيح ,وبانجيل واحد هو انجيل يسوع المسيح , وبقانون واحد هو قانون الايمان النيقاوي، وسيبقى المسيحيون على اختلاف كنائسهم يشهدون للرب يسوع المسيح ، ويبشرؤن بالانجيل وسيبقى الرب يسوع معهم الى انقضاء الدهر بحسب وعده لتلاميذه..

كنيسة العراق بعد الانشقاق وفي الوقت الحاضر والموصل نموذجا

إن انشقاقات الكنيسة شملت ايضا كنيسة العراق من الكاثوليك والارثدوكس والكنيسة الشرقية , وقد حدث تصادم حول تقاسم الكنائس وخاصة بين السريان الكاثوليك بعد ان انضموا للكثلكة والسريان الارثدوكس , وكذلك بين الكنيسة الشرقية بعد أن إنضم القسم الاعظم منهم ورجع الى الكثلكة. واستمرت المقاطعة على جميع الاصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية، وفي منتصف القرن العشرين حصل تقارب بين كنائس العراق يضاهي التقارب الكنسي العالمي وفي بعض الاحيان يزيد على ذلك، وأقولها بصراحة ووضوح بين العلمانيون إزداد التقارب خاصة في العلاقات الاجتماعية ومنها بموضوع الزواج، حيث كانت الحرومات السابقة تودي الى الابتعاد بموضوع الزواج كل طرف من الاخر ، كما زاد التقارب وخاصة على مستوي الزيارات بين رؤساء الكنائس مما مهد الطريق للتقارب بين المؤمنين.

وقبل انطلاق اسبوع الوحدة المسيحية لعام 2012 أطلق مجلس كنائس الشرق الأوسط المنعقد في بيروت بلبنان هيئته الجديدة  خلال ندوة دعا إليها رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر لإلقاء الضوء على أعمال المجلس من جهة وعلى أهمية التعاون بين العائلات الكنسية الموجودة في الشرق الأوسط من جهة أخرى.

وتحدث في الندوة التي عقدت في بطريركية الأرمن الأرثوذكس ممثلو الكنائس، فوصف بطريرك الأرمن الأرثوذكس كنيسته بأنها “مسكونية ومنفتحة على الحوار”، مشدداً على أن “المجلس ليس مجرد منظمة بل من خلاله تظهر الكنائس التزامها”. وحدد أولويات المجلس وهي التالية: أولاً الوحدة، ثانياً التربية والتعليم، ثالثاً العمل الإجتماعي، ورابعاً تقوية العلاقات بين العائلات الكنسية. أما بطريرك السريان الأنطاكي ورئيس المجلس عن العائلة الكاثوليكية البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان، فقد عرض لأبرز ما قام به المجلس خصوصاً في إطار الحوار وتعزيز الوعي المسكوني، وإحيائه لأسبوع الصلاة من أجل وحدة الكنائس وعمله لتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان. وأشار إلى أن المجلس مرّ بفترات ركود وفترات نهضة، آملاً أن يتحسن وضعه ليتابعالشهادة المميزة للعمل المشترك بين الكنائس. وباعتباره “الممثل الرسمي للكنائس المشرقية”، وفق ما أكد الأب عبده أبو كسم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، فكان لا بد من المجلس أن يظهر الدور الذي سيلعبه في هذه الحقبة “لتثبيت المسيحيين في أرضهم وللحد من هجرتهم ولتعزيز الرجاء والأمل بمستقبل زاهر مبني على الشراكة مع المسلمين”. وفي هذا الإطار أوضح المطران مطر “أننا نريد من خلال هذا اللقاء أن يعرف اللبنانيون أكثر عن المجلس الذي يضم الكنائس المسيحية المشرقية بصورة رسمية”، واصفا إياه بأنه “بيت كل المسيحيين، ومكان نقترب فيه من بعضنا البعض ونتعاون لنشهد شهادة واحدة”. وبدوره أكد مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الارثوذكس أنه من الضروري أن يسمع صوت الكنائس عبر مجلس كنائس الشرق الأوسط، منوهاً بأنه عرّف الكنائس بعضها عن بعض.

الشماس يوسف حودي

Share This