كتاب “موجز تاريخ الشعب الأرمني من العصور القديمة للحديثة” يستحوذ على اهتمام المواقع العربية

نشر موقع “صدى البلد” مقالاً تحت عنوان “موجز تاريخ الشعب الأرمنى من العصور القديمة للحديثة” يستحوذ على اهتمامات الجمعيات الأرمنية بواشنطن وكندا” بقلم نورهان عبدالله، حيث جاء في المقال: “تحدث المؤلف جورج بورنوتيان في كتابه “موجز تاريخ الشعب الأرمني” الصادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع بالتعاون مع الجمعية الأرمنية الخيرية العامة، ترجمة سحر توفيق، ومراجعة د. محمد رفعت الإمام، عن أهمية شعب الأرمن وبداياتهم، وبداية تاريخهم من الدولة القديمة وصولاً إلى العصور الحديثة، وماهى طباعهم، وموقع الأرمن الجغرافي والحرف التي امتهنها الأرمن.

ويشير المؤلف إلى أن الكتاب يفحص تاريخ أرمينية وعلاقتها ببقية العالم، كما اوضحت الخرائط ربط التاريخ الأرمني بتاريخ الأمم الأخرى ، حيث اعتمد في كتابه على بعض التفسيرات الحديثة للآراء التقليدية في التاريخ الأرمني، وغرضه الأساسي هو أن يجعل الأرمن وغير الأرمن على ألفة بشعب وثقافة غائبين من معظم المقررات والنصوص التاريخية .
ويقول المؤلف في كتابه أن الأرمينية هى واحدة من الأمم الصغيرة التي استطاعت الصمود والعيش رغم الإعتداءات المتكررة والتدمير والظلم والإظطهاد , خاصة أن أهم مايميز الشعب الأرمني عبر التاريخ مقدرتهم على التكيف والمرونة والإقدام والصمود. وتسائل المؤلف عن كيفية تقديم الأرمن مساهمات متميزة إلى حضارات العالم مؤكداً أنه التاريخ المدهش لهؤلاء الأرمان، وقد استعرضها في عدة اجزاء من الكتاب في جزئين الجزء الأول تحدث فيه عن بداية الإستقلال حتى الحكم الأجنبي بداية من العصور القديمة حتى 1500، ثم الجزء الثاني من الحكم الأجنبي إلى الاستقلال بداية من 1500 حتى 2005 .

واستعرض المؤلف الأرض الأرمينية التي تحف بها الجبال ويتراوح ارتفاعها مابين 3000 إلى 7000 قدم تقريباً فوق مستوى سطح البحر ، ممتدة إلى هضبة الأناضول في الغرب، والهضبة الإيرانية في الجنوب الغربي، وسهول ماوراء القوقاز في الشمال، وجبال قره داغ وسهل الموغان في الجنوب والجنوب الشرقي، وتشمل أرمينية التاريخية معظم أراضي شرق تركيا، والجزء الشمالي الشرقي من إيران، وأجزاء من جمهوريتي أذربيجان وجورجيا ، بالإضافة إلى منطقة الجمهورية الأرمنية الحالية .

وتحدث ايضاً عن آورارتو وسميراميس وأوراتوا أول مملكة في أرمينية، حيث قدم المؤلف الحرفة التي انتهجها الشعب الأرمني بداية من أولى المناطق التي قامت بالزراعة البدائية في العالم فأستبدل فيها الإنسان الصيد وجمع الثمار التي سادت في العصر الحجري القديم والأوسط بإنتاج الطعام في العصر الحجري الحديث،

كما تميزت منطقة مثل الأناضول باستخدام الذهب والنحاس والقصدير والبرونز وهذه العوامل السابقة التي تميزت بها الأرمن أدت إلى كونها واحدة من الشعوب والحضارة التي تعرضت للغزاة.

واستعرض المؤلف الصراع الدائر بين اورارتوا والآشوريين الذين تغلب عليهم الطرف الأول فكان الآشوريين ينتصرون انتصار بسيط على جارتهم , وكانت مملكة اورارتوا هى السبب في إيقاف توسع الآشوريين في الأناضول، حيث جاء أول ملك لهذه المملكة وهو آرامو والذي حكم في النصف الأول من القرن التاسع لتنظيمه مملكة متحدة فقد ذكره الحاكم الآشوري شالمانصر الثالث , وجاء من بعده ساردوري الأول لتأسيسه أسرة حاكمة سوف تظل حتى القرن السادس عشر.

و ادى هبوط دولة الآشوريين في أواخر القرن التاسع عشر إلى هيمنة ولاية اورارتو على المنطقة , وقد قام ساردوري أول اعماله بناء العاصمة وهى مدينة توشبا، كما قام الآشوريين خلال غزواتهم بإظهار مدناً صغيرة وقلاعاً وعديداً من المراكز السكنية الأوراتية، وقد حفر منوا قنوات رى كبيرة بعضها لا تزال تعمل حتى اليوم , كما زرعت بساتين الكروم والفواكه ومختلف الحبوب، وأصبحت بذلك أورارتو منطقة منتجة للغذاء.

ثم قدم أصول الشعب الأرمني، بالإضافة إلى الحكام الأرمن المستقلون , والأرتاشيزيون وتشكيل المملكة الأرمنية والأسرة الأرساكية والأرشاكونية ،والأرسالك الذين ينقسمون في أرمينية كيان بارثي وتاج روماني، بالإضافة إلى الحديث عن الصليب والكتابة والأرشاكيون، ومعابد النار والأيقونات خاصة دولة أرمينية تحت الحكمين الفارسي والبيزنطي .
كما استعرض المؤلف أهل الكتاب بالحديث عن أرمينية تحت الهيمنة العربية، وكيف أنها اصبحت أرض متعددة التيجان منها الأسرة البجراتونية وممالك أرمينية في القرون الوسطى مع تقديم التقاء الشرق والغرب وما تسمى بمملكة قيليقية الأرمنية، كذلك الأرمن تحت الحكم التركي والمغولي والهيمنة التركمانية .وجاء الجزء الثاني من الكتاب باستيضاح فترة الحكم الأجنبي إلى الإستقلال بالحديث عن الأرمن في الإمبراطورية العثمانية , والخواجات والميليكات والشاهات وخاصة الأرمن في إيران , ومن المغول إلى الهند البريطانية ومنهم الأرمن في جنوب آسيا , وأقليات محمية منهم الجاليات الأرمنية في العالم العربي وأثيوبيا بداية من العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى الأرمن في الإمبراطورية الروسية ووعود الحرية، وتشتت الأرمن في أوروبا الشرقية والغربية بين الأرثوذكسية والكاثوليكية، كذلك القضية الأرمنية والحل النهائي خاصة الأرمن في تركيا العثمانية، وتحدث ايضاً عن الأرمن فيما وراء القوقاز وروسيا. ويؤكد المؤلف أن هذا الكتاب استطاع أن يلفت انتباه الجمعيات الأرمنية في الولايات المتحدة وكندا واستراليا بفضل جولات المحاضرات التي أنفق عليها الاتحاد الخيري الأرمني العام وكذلك مساندة هرانت بارداكجيان”.

Share This