حوار مع سفير جمهورية أرمينيا في لبنان أشود كوتشاريان

أجرت جريدة “أزتاك” الأرمنية حواراً مع سفير جمهورية أرمينيا في لبنان أشود كوتشاريان بمناسبة الذكرى 25  لمجازر سومغاييت وحرب أرتساخ.

حيث تحدث السفير كوتشاريان عما يعنيه عام 1988 بالنسبة للشعب في كاراباخ، وقال “كانت فترة انتقالية، حيث رفع الشعب صوته للدفاع عن حريته وحقوقه. وقد شهد الأرمن أكبر موجة من العنف والمجازر والقتل والتصفية العرقية، لقد غيرت مجازر سومغاييت طبيعة النزاع في كاراباخ الجبلية”.

أما بخصوص الوضع الراهن في كاراباخ الجبلية أجاب السفير أن النزاع في كاراباع كان أكثر نزاعاً دموياً في الرقعة الواقعة بعد الفترة السوفيتية. وانتهى النزاع المسلح في أيار 1994 بتوقيع اتفاق لوقف اطلاق النار بشكل غير محدد. ودخلت ثلاثة من الدول الأعضاء في مجلس الأمن في الأمم المتحدة روسيا وأميركا وفرنسا كوسيط لعملية المباحثات من أجل تسوية وحل النزاع في كاراباخ الجبلية.

ورغم الجهود المبذولة إلا أن النزاع لم يحل، بسبب موقف أذربيجان الهدام والتصريحات المتشددة والداعية للمواجهة بعكس أهداف الأمم المتحدة. ولاحقاً، وافقت أرمينيا على وثيقة مبادئ مدريد، كأساس للمفاوضات.

وحول سؤال عما حدث في سومغاييت قبل 25 عاماً قال كوتشاريان “إن تلك المجازر كانت النموذج الأول لسياسة التصفية العرقية على الأراضي السوفيتية. وخلفت تلك العمليات البربرية عشرات الضحايا. وهناك العديد من الوثائق وشهادات العيان الموثقة التي تثبت أن الجرائم نفذت على يد السلطات الذرية”. مضيفاً أن الأصداء الدولية لم تكن كافية، رغم وجود قرارات دولية بهذا الشأن خاصة في المحكمة الأوروبية التي تدين التصفية الرقية التي تعرض لها الأرمن في سومغاييت وباكو، وكذلك تدمير الأضرحة الدينية والثقافية الأرمنية في ناخيتشيفان عام 2006.

وأشار السفير أن الأحداث المتلاحقة تبين أن أذربيجان أجرت عمليات عسكرية واسعة ضد كاراباخ، ولكن فشلت، حيث دحرت القوات في كاراباخ الجيش الأذري، وبذلك أجبر الأذريون على التوقيع مع أرمينيا وكاراباخ الجبلية على اتفاق وقف اطلاق النار عام 1994.

كما تحدث كوتشاريان عن الإعلام الأذري وقال “يحاول الاعلام في كل مكان الاعتداء على أرمينيا وكاراباخ، لكن الحقيقة هي أن كاراباخ هي دولة قائمة بذاتها، ورغم كل الصعوبات، تعيش تقدماً وازدهاراً في مجال الاقتصاد والثقافة وتدافع عن السلام، وتسيّر الديموقراطية في مؤسساتها. وينبغي أن يدرك المجتمع الدولي أن أذربيجان بدأت الهجوم المسلح ضد الشعب في كاراباخ الجبلية”.

وأنهى الحوار قائلاً: “ننحني أمام ذكرى ضحايا سومغاييت، ونبين أن الجرائم المرتكبة بحق شعبنا ستحصل على الإدانة اللازمة من قبل الانسانية جمعاء. ونحن ندرك بأننا نستطيع دعم وطننا وتقويته، وتحقيق كل مشاريعنا وآمالنا الوطنية بالإرادة والقوة الموحدة”.

Share This