رد سفير أرمينيا بالقاهرة على مقالة الأهرام حول جمهورية كاراباخ: “رداً على كاراباخ‏..‏ رؤيـة من قريـب”

أرمين ميلكونيان: سفير جمهورية أرمينيا في جمهورية مصر العربية

قرأت في جريدتكم الأهرام بتاريخ ‏27‏ فبراير الماضي مقالا تحت “عنوان كاراباخ‏..‏ رؤية من قريب” للأستاذ عماد المهدي‏.‏

ولقد رأيت أن المسؤولية الاخلاقية تقتضي الرد علي بعض المعلومات غير الدقيقة التي وردت بالمقال والتي لاتعكس الحقائق, ولكن تعكسوجهة نظر للبعض المعنيين بتأجيج الخلافات وتوتير العلاقات بين الأمم.

أولا: أود أن أوضح أن نزاع ناجورنو كاراباخ يعود الي رفض الطلب الشرعي لسكانها حول تقرير مصيره من طرف أذربيجان واستخدام القوة العنيفة من أجل تصفية الاقليم من الأرمن وحل المشكلة بتلك الطريقة غير الانسانية.

ثانيا: أن الادعاءات والقصص التي لاتزال ترددها وسائل الإعلام الأذرية عن خوجالي تهدف إلي تضليل المجتمع الدولي من أجل تفادي المسؤولية عن القتل والتطهير العرقي للأرمن في سومغايت وباكو و ماراغا وكيروفاباد وغيرها.

ثالثا: الواقع هو أنه في عام1992 كانت عاصمة ناجورنو كاراباخ ستيباناكيرت, معرضة لقصف يومي من مواقع الضرب الأذربيجانية. وكانت قرية خوجالي إحدى تلك المواقع, والتي تقع بالقرب من المطار الوحيد في تلك المنطقة. كان الاستيلاء علي خوجالي هو الطريقة الوحيدة لكسر الحصار والهرب من نيران المدفعية. وقد تم إعلام السلطات الأذرية وكذلك سكان القرية مقدما بالهجوم الوشيك وفقا لمقتضيات العمليات العسكرية التي كفلها قانون النزاعات المسلحة القانون الدولي الإنساني. كما تم إعلامهم أيضا بالممر الإنساني الذي أقيم لتأمين خروج السكان بدون معوقات في اتجاه مدينة أغدام.. وهؤلاء الذين غادروا بعد بداية عملية خوجالي استطاعوا الوصول من خلال الممر إلي المنطقة التي يسيطر عليها الأذريون. وهناك, بعيدا عن خوجالي, وعلي أطراف أغدام، والتي كانت تحت سيطرة القوات المسلحة الأذرية وليس الأرمنية, تعرض المدنيون لإطلاق النار والقتل في ظروف غريبة لاتزال تحتاج تحقيقا دوليا مستقلا لكشف التفاصيل.

من المثير للاهتمام في ذات السياق أن الأذريين الذين قالوا الحقيقة بشأن خوجالي تعرضوا جميعا للعقاب لاحقا, فتم اغتيال المصور شينكيز مصطفايف الذي قام بتصوير الضحايا الذين وقعوا بالقرب من مدينة أغدام, ثم الصحفي أينولا فاطولايف الذي قال مستندا علي شهادات مواطني خوجالي إن الأرمن قد فتحوا طريقا آمنا للحالات الأنسانية ولم يطلقوا النار علي أي منهم. وبسبب قوله ذلك ألقي به في السجن. أما رئيس أذربيجان السابق ذاته أياز موتاليبوف الذي كان لديه شكوك في الروايات الأذربيجانية كان لسنوات طويلة في المنفي. فقد صرح في إحدي المقابلات الصحفية له في عام1992: كان الأرمن, في كل الأحوال، يؤمنون ممرا انسانيا يسمح للمدنيين بالهروب. لماذا إذن سيطلقون النار؟

رابعا: قد هدفتقرارات مجلس الأمن حول ناجورنو كاراباخ- المذكورة في المقال السابق- قبل كل شيءالي وقف الحرب وبدء المفاوضات السلمية. الا أن أذربيجان رفضت تنفيذ هذه القرارات, واستمرتفي القيامبعمليات عدوانية جديدة ضد ناجورنو كاراباخ حتي انهزمت. وفي النهاية طلبت من ناجورنو كاراباخ اجراء مفاوضات لوقف النار.

وأخيرا أود أن أوكد إن أرمينيا ملتزمة بحل صراع ناجورنو كاراباخ بالوسائل السلمية السياسية فقط عبر المفاوضات تحت رعاية مجموعة مينسك المبنية علي أساس مبادئ القانون الدولي الراسخة: مثل عدم استخدام القوة أو التهديد بها، ومساواة حقوق الشعوب, وحق تقرير المصير, ووحدة الأراضي. وانيعلييقين أن الدعوات والاتهامات والتعليقات المنحازة لوجهة النظر الأحادية لطرف من أطراف النزاع فقط, لا يمكن أن تساعد في التوصل لتسوية سلمية للنزاع, لكنهاستسهم في تعميق مشاعرالثأروالانتقام ونشر الكراهية والتعصب. وأولئك الذين يهتمون حقا بحل سلمي عادليجب أن ينصتوالكل الأطراف, وفي المقام الأول مجموعة مينسك وهي الجهة الدولية الوحيدة المفوضة برعاية العملية السلمية والتي يرأسها ثلاث دول دائمة في مجلس الامن, الولايات المتحدة, وروسيا, وفرنسا بالتناوب.

الأهرام

Share This