13 نيسان، ذكرى للمستقبل

ليس الهدف من استذكار هذا اليوم، نكىء الجراح، واستنهاض الذكريات الأليمة من موت ودمار وتهجير، فالثالث عشر من نيسان، ليس ذكرى بداية الحرب اللبنانية الأهلية، بل هو رمز ُ لسقوط ثقافة الحياة والسلام في لبنان، ودخول وطننا في آتون الدمار والتخلّف.

واليوم، وإذ نشعر بأن وطننا يرقص مجدداً على فوهة البركان المميت، لا يسعنا سوى توجيه نداء إلى كافة المسؤولين عن هذا الوطن الصغير، الذي إكتفى من العذاب، أن يجنبوا شبابنا وأطفالنا، التجربة المرعبة التي مررنا بها، ألم يكفنا ما ذقناه من مرارة الحروب والنزاعات؟

ألا يكف ِ أمهات هذا الوطن أن تتشح بالسواد وتغرق بالأحزان؟

لنجعل من هذه الذكرى، شهادة للعالم على إنتصار الشعوب على انقساماتها وأحقادها، شهادة على أن نظرية تصارع الحضارات لا بدّ أن تسقط أمام إنسانيتنا ومحبتنا للآخر.

هو اليوم الذي علينا أن ننشد ثقافة الحياة والسلام، هو اليوم الذي علينا أن نجلس سوياً بمحبة وانفتاح وتقبل الآخر، ونستخلص العبر من هذه الحقبة المظلمة من تاريخنا، كي لا نقع بالتجربة مجدداً فنخطط جميعاً لمستقبل هذا الوطن، كيف نبنيه على أسس صلبة لا تهتز ّ كل عقدٍ من الزمن، كيف نحافظ على شبابه ونستثمر بقدراتهم وطاقاتهم لكي لا يفقدوا إيمانهم به ويبحثوا عن مستقبلهم في أقصاع الأرض.

لنحوّل 13 نيسان من يوم نبكي فيه على الأطلال، إلى يوم نبني فيه بأملٍ وحكمةٍٍ مستقبلنا ومستقبل أجيالنا.

هاغوب ترزيان

عضو مجلس بلدية بيروت

Share This