عازف البيانو الأرمني فاهاك هايرابتيان يقدم أمسية تقطر جازاً ويسحر الجمهور

لا يمُكن أن تُخطئ الجاز حين تسمعه، فكيف حين تسمع الجاز الجيد! إذ قدم عازف البيانو المغني الأرمني فاهاك هايرابتيان بمرافقة عازف الدرامز الأميركي كريستوفر مايكل أمسية تقطر جازا في كل انغامها، ومن كل إيقاعاتها وجملها، وذلك ضمن أمسيات مهرجان جاز عمان.
هايرابتيان عزف وغنى لساعة ونصف من الوقت في مسرح البلد مساء الخميس الماضي الجمهور فاض في المكان حتى لم يتبق مكان حتى للوقوف فيه، فبدأت موسيقى الجاز تصدح من البيانو تحيطها الإيقاعات، لتراقصك الموسيقى فتبادلها الحب والرقص والعناق، وتستسلم لها وتسلم بأن الموسيقى هي حقا أول ما يحرك الروح. الجاز ما هو إلا تمايل الموسيقى والإيقاع معا، وتأرجحهما من إيقاع لآخر لخلق حالة ذهنية راقصة، وهذا ما ابدع كريس وهاربيتان في عزفه مساء الخميس الماضي.

عزف وغنى هايرابتيان للحب، تارة بشجن ورومانسية، وتارة بحيوية وإيقاع صاخب، وفي كل كان قادرا على إدهاش جمهوره وسلبه لُبّه، وبرشاقة وخفة كانت أصابعه تتنقل على مفاتيح البيانو من لحن غربي إلى لحن آخر ارمني، وينتقل معه إيقاع كريس بخفة وانسجام.
انسجام الروح والموسيقى بين هايرابتيان وكريس كانا احد جماليات العرض، فضلا عن تقنياتهما كعازفين ورائدين في موسيقى الجاز، وبدا الانسجام بينهما واضحا، يرتجلان الموسيقى ويرحلان معها دون حاجة إلى أي لغة تفاهم أخرى. وفي الأمسية، شارك عازف الباص السوري باسم في مقطوعتين شرقيتين، فارتجل العازفون كل على الته، وكل من حضارته وثقافته، ليقدموا لنا مقطوعتين مميزتين أدهشتا الحضور، ارتجالات الإيقاع كانت خفيفة على القلب تحاكي الجاز الغربي، وتوازن بين شرقية ارتجالات باص باسم وبيانو هايرابتيان.

أما هايرابتيان، فارتجل على البيانو بخفة، كأنما كانت أصابعه تطير فوق البيانو ولا تكاد تلمسه، يعزف الألحان الأرمنية بنكهة الجاز، ويمزجها بجمل غربية ذات نكهة خاصة وشجن عال، ويبقى الباص سيد الموقف وضيف المقطوعة، يرتجل جملا موسيقية شرقية خالصة بتقنيات عالية.

يذكر أن هايرابتيان يعتبر واحد من أهم موسيقيي الجاز الأكثر شهرة وشعبية في أرمينيا. هو مؤلف، مغنٍ وعازف بيانو. درس البي بوب والجاز على أيدي كبار أساتذة الجاز مثل باري هاريس وفرانك هيويت في نيويورك، وتعاون مع كبار الموسيقيين العالميين. له ثلاثة ألبومات أنتجت في نيو أورلينز.

عمان – سارة القضاة

الرأي

Share This