المصريون الأرمن والإسكندرية

بقلم الدكتور محمد رفعت الإمام

لما حدثت الاضطرابات الأولى في هذا العام وقع سوء تفاهم بين المصريين والأرمن في الإسكندرية حيث اعتقد الوطنيون أن الأرمن تعمدوا الاعتداء عليهم فهاجم بعضهم بعض مخازنهم وأتلفوها فأصابهم رعب كبير.

ولجأت أكثر عائلاتهم إلى كنيستهم بالإسكندرية، فألف أعيانهم وفضلاؤهم ورجال الأكليروس وفدا ذهب إلى منزل فضيلة الأستاذ الشيخ عبد المجيد اللبان أحد علماء مشيخة الإسكندرية المحترمين عند الشعب وصاحب المكانة العالية بين طبقاته وأكدوا لفضيلته ولجمهور الوطنيين الذين كانوا في استقبال الوفد بمنزل الأستاذ كذب الإشاعات التي أشيعت عن الأرمن وأنهم من أخلص الجاليات في مصر وأنهم قوم مستقلون بتجارتهم ولادخل لهم في السياسة، بل هم كشعب ناهض يطلب حريته واستقلاله يعطف علي الأمم التي تطلب حريتها واستقلاها.

فأكرم الأستاذ وفادتهم وأكد لهم ان ماوقع من البعض كان عن سوء تفاهم وقد زال الآن بهذه الزيارة والحمد لله وان الشعب المصري الوديع الذي يكرم ضيوفه من أي جنس ومذهب لايزال علي عهده من إكرام الضيوف والمحافظة عليهم ولكي نبرهن على صفاء النفوس انتقلنا جميعا مع الوفد الأرمني حيث رددنا له الزيارة في بطركخانة الأرمن وهناك اخذ صاحب هذه الجريدة (الإكسبريس) رسم الوفدين الوطني والأرمني كما ظاهر في الرسم.
وفي وسط الرسم العلامة الشيخ اللبان بين قسيسي الأرمن وعلى اليسار نجله الأستاذ الشيخ سعد اللبان وعلي يمين القس الأرمني أحد المحامين الشرعيين في الإسكندرية ثم حضرة رزيان بك أحد.

(الإكسبريس عدد 7 ديسمبر سنة 1919. وأسسها محمود إبراهيم بالإسكندرية بين عالمي 1904-1935 )، من أرشيف محمد رفعت

Share This