مجلس البصرة يصادق على بناء مركز ثقافي للأقليات المسيحية ومنها الأرمن

أعلنت لجنة الأقليات الدينية في مجلس محافظة البصرة، عن مصادقة المجلس على تنفيذ مشروع بناء مركز ثقافي كبير للطوائف المسيحية بكلفة ثلاثة مليارات دينار، وهو المشروع الوحيد المخصص للطوائف المسيحية خلال العام الحالي.

وقال رئيس اللجنة سعد متي بطرس في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “مجلس المحافظة صادق على مشروع بكلفة ثلاثة مليارات دينار يقضي ببناء مركز ثقافي كبير للطوائف المسيحية يضم قاعة لإحياء المناسبات الاجتماعية، وأخرى للمؤتمرات والندوات وإلقاء المحاضرات”، مبيناً أن “المشروع هو الوحيد المخصص للطوائف المسيحية من موازنة البصرة للعام الحالي، وصنف ضمن المشاريع الدينية وليس كمشروع ثقافي”.

ولفت بطرس الى أن “المركز سيبنى على قطعة أرض تبلغ مساحتها 2000 متر مربع تقع في منطقة الجنينة القريبة من مركز المدينة”، مضيفاً أن “قطعة الأرض خصصت للطوائف المسيحية بأمر من رئيس الوزراء نوري المالكي، وسيبنى عليها المركز بمجرد انجاز اجراءات استملاكها من قبل دائرة الوقف المسيحي”.

وأكد رئيس اللجنة أن “المشروع يهدف الى تعويض النوادي الاجتماعية والثقافية المسيحية التي دمرت عام 2003″، معتبراً أن “تلك النوادي كانت قبل إغلاقها تكتسب أهمية اجتماعية وثقافية كبيرة بالنسبة للمواطنين المسيحيين”.

يذكر أن الآلاف من الأسر المسيحية كانت تسكن في البصرة لكن معظمها هاجرت خلال التسعينات نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي، ومن ثم بسبب انهيار الوضع الأمني بعد عام 2003، ولا يوجد إحصاء رسمي يحدد عدد المسيحيين في المحافظة، إلا أن التقديرات تشير إلى وجود ما لا يقل عن 300 أسرة من طوائف الأرمن، والكلدان، والسريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك، والآشوريين، والبروتستانت، واللاتين، أما طائفة الأدفنتست (السبتية) فإنها لم تعد من الطوائف المسيحية المعتمدة لدى دائرة الوقف المسيحي بعد هجرة جميع أبنائها، لكن الطائفة ظلت تمتلك كنيسة ذات موقع جيد وطراز معماري جميل، وهي في حال أفضل من معظم الكنائس الأخرى.

وتمتلك كل طائفة مسيحية في البصرة مقبرة وكنيسة خاصة بها، إلا أن أكثر الكنائس مغلقة من جراء قدمها وهجرة مرتاديها، كما كانت توجد في المحافظة خمسة نوادي اجتماعية مسيحية، منها الآثوري والآرامي والفيحاء، وقد تعرضت بعضها الى التخريب في عام 2003، ومن ثم أغلقت جميعها باستثناء النادي الأرمني الذي يعود الى طائفة الأرمن التي كان عدد أفرادها في البصرة لا يقل عن 1750 منتصف القرن الماضي.

يشار الى أن الطوائف المسيحية في البصرة تحتفظ وفقاً لقانون مجالس المحافظات رقم 21 لعام 2008 بمقعد (كوتا) في مجلس المحافظة يشغله سعد متي بطرس، وهو عالم فيزياء حاصل على درجة الدكتوراه في فيزياء المواد من جامعة دندي البريطانية ويعمل كمدير لوحدة المجاهر الالكترونية في رئاسة جامعة البصرة، فيما يتنافس حالياً خمسة مرشحين من طوائف مسيحية مختلفة من أجل الفوز بهذا المقعد الذي سيخصص للمرشح الذي يحصل على أكبر عدد من أصوات الناخبين.

Share This