على أعتاب المائة

“صلاة أرمينية نرجيسية………على ضفاف المستحيل” 

كل المدائن أقفلت أبوابها
إلا دمي ما زال نافذة على التاريخ
على أعتاب المائة نظمنا القصيدة
وصفنا “يريفان” مدينة وجميلة وحبيبة
أرمنية أنت والأرمنيات
من الطهر أطهر
صديقة الكنعانيين أنت
وأصدقاؤنا من عيوننا أثمن
أميرة النجمات أنت
والأميرات من الوصيفات أرقى
في قلب شعبك طهر الأنبياء
وعلى لسانهم نطقت ملائكة السماء
الحب يأتي راكعا إن شاؤوا
من كل الأقاصي والبلاد
الكون عبدا إنما هم أتقياء
ما أجمل سماءك يريفان
حين يغفو فيها ليل نيسان
تصبحين حينها سيدة المساء
تلد سماءك نجوم كثيرة
تحكي أرضك حكايا مريرة
يبكي”أراراكس” سفائن غرقى
تصبح ساحة الجمهورية بأكملها
مزيج من الثورة والفن والحياء
انتمائي لأرضك مكرمة من السماء
وهدايا السماء لا ترد لا تباع
كل المدائن أقفت أبوابها
إلا دمي ما زال نافذة على التاريخ
اليوم في زحمةالأزمات
في زحمة الأرقام والأسماء
في زحمة المدن المحتضرة
مقابر شهداء نيسان
لا تثير اهتمام أحد؟!
هم في نشرة الأخبار أبطال
في التابوت أطفال
في البيوت صور
في الذاكرة خيال
في البرلمان شعار
في المدرسة نشيد
في نيسان ذكرى
في الكنيسة همساً من الإنجيل
أما من بقي على قيد الحياة
فقد كبر مثلي من غير انتباه
ما أصعب أن تكبر في لغربة
في الملصقات
في الجرائد
في الأغاني
في الخطب
في الهتافات
في الذكرى السنوية لقضيتك؟!
أتراهم نسوا ذكرى لقضية؟
أتراهم لن يسمحوا لي بهتاف وأغنية؟
في زحمة الأزمات …..والله ما نسيناكم
لكن نشرة الأخبارا ليوم مخصصة
ل”يوميات حياتنا المجنونة”
ل”مسلسل المدن التي
توزع الأكفان مجاناً على الموتى”
تصادر أحلام أطفال حلموا
برؤية شمس أرمينيا تمر من هنا
كل المدائن أقفلت أبوابها
إلا دمي ما زال نافذةعلى التاريخ
توقظ فينا يا نيسان أحزان وأشجان
وتأبى أن تمنحنا النسيان
أرمينيا يا موعدنا مع الأزهار
يا مقاهي السعال والضجر
وأرصفة الذكريات والأشعار
يا رفاقا لم يكبروا ولم يعودوا صغار
يا وطن لم أنل منه إلا وعود
أبحث عنه كل يوم تحت المجزرة
وخلف الوقت والتلفاز
سيان وجهك والسنابل
سيان وجهك والقنابل
سيان ذلك والبدائل
خذني إليك يا وطني….قبل
أن يغلق ربيع عمري بوابة العبور
قبل أن تمتد يد النسيان إلى أطفالي
وتعبث بذاكرتهم الأرمنية
خذني قبل أن أموت انتظارا
ويموت معي جنوني بأرضي
خذني فإن “ربيع الشرق” بات يقلقني
ويرديني صريع الخوف والقلق
خذني فقد باتت تؤذيني
أكاذيب التاريخ و الأعلام
ويرعبني انتصار توقعاتهم
ترى هل صدقت خرافاتهم وكذب يقيني؟!
كل المدائن أقفلت أبوابها
إلا دمي ما زال نافذةعلى التاريخ
للقدس وجه كوجهي
أغنيات لا تنام
رئة من طين……سماء من حمام
فيها نمارس القهر وننجب “الثورة”
ليريفان نهر توضأ من دمي
بوح تخبئه الدروب
حكايات منسية بين الأزقة
وبين أشلاء الغروب
فيها نمارس القدر وننجب
“كل يوم شمس جديدة”
لدمشق وجه حزين
شمس غارقة في أحلامها
حب يكتبنا قصائد
أشلاء من الأماني
فيها نمارس السهر وننجب “القلق”
في تلك المدن آلة الحرب معاقة
كل صاروخ أو رشاش شدوا وثاقه
بعضنا لا يعشق ضرب الغاصب المحتل
بل يهوى عناقه !
أمام تلك المدن يا”صديقتي”
أقف مثلك شاردة يقتلني الحنين
بحقهم لا تكون قصائدي
في مستوى الشعر والأدباء
لكنني في قمة العشق لتلك الأوطان
كل المدائن أقفلت أبوابها
إلا دمي ما زال نافذةعلى التاريخ
جورت علينا يا”أردوغان”
غير أن جورك لم يدم
طردوك في ليلة من”أرض الشام”
كرهوك فاملأ الدنيا احتجاجاً
واقتلع منا الجذور وكن ما شئت
كن نارا أو موتا
وكن إن شئت طوفانا خطيرا
وكن إن شئت إعصارا مميتاً
فبعد اليوم لا إرادة سياسية
تعيش عليها أمير
لا سجاد أحمر تسيرفوقه
سلطان مريد
لا عقل مطيع……لاخطوط حمراء
اليوم تغير الماضي
أينما وليت وجهك في الشام
كل شيء قابل للإنفجار فيك
في نيسان هذا لاطيران يدخل عقلي
ويقصف أفكاري الأرمنية
إن كان اسم تركيا مباح
للنقد الكلامي……فهذا لا يعني
أن يرفرف علم”الطاشناق” في الشام
أو أن يكون هناك”نصب تذكاري”
لشهداء نيسان في كبرى ا لساحات
أن يعترف رسمياُ بالمذابح الأرمنية
أو أن تدرس اللغةوالتاريخ الأرمني في مناهجنا
بدل سير الطغاة من العثمانيين
كل المدائن أقفلت أبوابها
إلا دمي ما زال نافذةعلى التاريخ
إن كان أعدائي بالشر يفتخرون
“فالأرمن”بياقوت الأرض ينعتون
يحبنا القاصي والداني والمملوك
والسيد المطاع والصعلوك
منحتنا نجوم السماء الألقا
وهبتنا زهور الأرض العبقا
حيث نكون في أي بلد يكون
الورد والشهد والجوهر المكنون
الشمس نملكها والأقاحي والوهاد
والموت ملكنا حين يختلج الفؤاد
بأيدنا تشرى كل ألوانا لقصور
بأيدنا تشرى كل أحلام الزهور
الحب والمرجانوالآمال
ما وجدت في الأرض لولا وجودنا
كل المدائن أقفلت أبوابها
إلا دمي ما زال نافذةعلى التاريخ
القرابين لمجد الله عل السماء تعيد شهدائنا
على أعتاب المائة تقف القضية
ويحتفل الظلم بعيده الثامن والتسعين
لا تقولوا أبانا الذي في السماء
وقولوا أخانا الذي سرق الأرض وسفك الدماء
أرمينيا الغربية………….عاصمة للأمل الكاذب!!
ضحيةالحرب……شريدة السلام
وهم شهدائناالكبير……حلم شعبنا البعيد
حق أجدادناالسليب…..حب شعبنا المميت
هنا عاش الأرمن هنامات الأرمن
فيها تختبئ أرواح شعبي
يزورون كل ليلة ماضيهم
يمرون فوق الجسور التي هدمت
يصلون صلاتهم
يأتون كل صباح لبيوتهم…يشربون القهوة
ويضيئون كل مساء ليل أرمينيا
يا أيتها المستحيلة………يسمونك أرمينيا الغربية
نامي حتى نمر من أحلامك
ونطرد الحراس عن أسوار قلعتنا
قبل أن ننام ونصحو
في الشام قتلى وجرحى
كم أرمني معنا هذه الليلة
آمن بعودة حقه
لنتوجه أمير للحلم
على عرش نيسان فأول النصر الإيمان
نحن لن نخرج من خارطة الأجداد
نحن في لحم أرمينيا وهي فينا
نحن في قمحها وخبزها وعشبها
هي أمنا أرضعتنا لإباء
وسنعود إليها هواءوضوء وماء
أرمني أنا ولدت في الشرق
لكن انتمائي وجذوري أرمنية

بقلم رشا قاسم

Share This