لآرارات ..

بقلم رافي جوزيف بكرجيان  

أكتُبُ لآرارات ..
لجبلٍ أعلى مِن كُلِ الجبالْ ..
لجبلٍ خلقَ في قلوبِنا أملاً و قيامةً و نضالْ
أكتُبُ
لشَمسِ المقاومةِ الأرمنية
لنَبضِ كل قلبٍ أرمني
لعيني كل فتاةٍ أرمنية
لإستشهاد كل جنديٍ أرمني
أكتُبُ
لهدفِنا الُمستحيل
لحُلمِنا الجميل
لسلاحِنا الفتاكْ
لقُدسِ أقداسِنا
لسببِ وحدتنا
أنا أكُتبُ
أكتُبُ بعد ثمانٍ و تسعينَ عاماً
من القَتلِ و الاضطهادْ
من الظُلُمِ و المرضْ
من الحُقدِ و اللاستعمارِ و السلاسلْ
من المَوت و الأتراكِ و المجازرْ
من المقاومةِ و القيامةِ و النضال
أكتُبُ أنا لآرارات
لجبلٍ أسرَهُ الموتُ و الحقدُ و الأتراك
لجبلٍ صلبَهُ الأتراكُ كما صلبَ اليهودُ المسيح
و صُلِبَ آرارات مُسمراً بمِليونَ و نِصف مليون مسمارٍ عُثماني
و نزَفَ حتى وَصلة دمائُه لمرقَدة و شدَادة و ديرُ الزور
و صرخَ مِن على صَليبهِ أين أنت يا “كريكور ” ؟
و بكى آرارات .. حتى فاضت من دمُوعِه دجلةَ و الفرات
و مات آرارات
و مات آرارات.. وحيداً مُحاطاً بالموتِ و الحِقدِ و الأتراك
و عم الظلامُ و السكون
فأُضيئة القناديلْ .. و بدأت الصلاة ..
فأُفيض النور و ظَهَر كريكور فقُرِعَة أجراسُ الخور فيراب ..
فظهر “كريكور لوسافوريتش” و بيده المطرقةُ الناريةُ التي بنت كنيسةَ المسيح ..
ليقرعَ أجراس “الأيتشميادزين” .. و يُعلن قيامة آرارات
فقام آرارات ..
لابساً كعادته قُبعة المطران و راسماً إشارة الصليب ..
و انتصر الصليب .. و هلل الأرمن ..فقد قام آرارات
قام لينبضَ بقلبِ كل أرمني
ليُمسِكَ بيد فارتان و بيد آرام
ليقرعَ أجراس السارداراباد
ليقرعَ أجراس التحرير
لأنهُ جاء زمانُ التحرير
لأنهُ جاء زمانُ الإنتصار
و انتصر آرارات …

Share This