بمناسبة مرور 98 عاما على الإبادة الأرمنية ندوة في حزب الكتائب

أقامت مصلحة الشؤون الثقافية في حزب الكتائب، ندوة لمناسبة مرور 98 عاما على المجازر بحق الشعب الأرمني، في منتدى بيار امين الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، بحضور منسق اللجنة المركزية في الحزب النائب سامي الجميل، المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الاوسط فيرا يعقوبيان، الاب افيديك هوفانيسيان واعضاء المكتب السياسي في الحزب البير كوستانيان، الدكتور طانيوس حبيس وشاكر سلامة، رئيس مصلحة الثقافة في الحزب جاك عون واعضاء اللجنة المركزية.

واكد النائب سامي الجميل في كلمته، ان “ما جرى بحق الأرمن جرى ايضا بحق اكثرية الطوائف المكونة للشعب اللبناني، لكن ما يميز الطائفة الارمنية عن الطوائف الاخرى هو تمسكها بالحفاظ على ذاكرتهم”، معتبرا ان “الأرمن اعطوا الجميع درسا في كيفية ان تكون المجموعة وفية لتضحيات اجدادها”.

ودعا الى “ان لا تكون القضية الأرمنية غائبة عن سياسة لبنان الخارجية”، لافتا الى انه “على الرغم من اعتراف فرنسا بالمجازر الارمنية ومطالبتها الدولة التركية بالاعتراف بها، الا ان هذا لا يعني ان فرنسا قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع تركيا، إذ بإمكان الدولة ان تكون على علاقة ديبلوماسية مع دولة اخرى وأن تطالبها ببعض الامور”.

أضاف: “الولايات المتحدة تتحاور مع الصين والرئيس باراك اوباما يزور الصين لكن هذا لا يعني ان الولايات المتحدة توافق على اداء الصين الديموقراطي. بالتالي، على الدولة اللبنانية ان ترفع هذا المطلب باسم طائفة بأكملها، من دون ان يعني ذلك قطع العلاقات مع تركيا”.

ورأى انه “لو تمثلت الدولة اللبنانية قليلا بالشعب الارمني وخصوصا بالطائفة الارمنية في لبنان، لكان البلد بألف خير”، لافتا الى ان “الشعب اللبناني معروف بأن ذاكرته قصيرة وينسى بسرعة كبيرة من يضطهده ويدمره ويقتله، من دون ان يسامح حتى، فتذهب الامور مع مرور الوقت. نحن نؤمن ان ما حصل بحق مجموعة كبيرة ومؤسسة من اللبنانيين التي هي جزء لا يتجزأ من النسيج والمجتمع اللبناني، يرتب على الدولة احترام هذا المكون الاساسي وتبني قضية هذه الفئة والمطالبة بالاعتراف بها”.

ودعا الى “التعلم من هذه التجربة وهذا التاريخ، فالقضية لا تموت ان كان وراؤها مطالب”، مشددا على ان “القضية الارمنية لم تمت بسبب تمسك الارمن بتاريخهم وكرامة شعبهم”، املا “ان يتغظ اللبنانيون من هذه الامثولة. فبعد مئة عام ما زال الارمن يستذكرون هذا التاريخ ويجددون مطالبتهم ولا يتنازلون ولا يغضون النظر، بل ما زالوا ملتزمين بهذه القضية وهذا الامر مشرف، لان الانسان الذي يحافظ على تاريخه وذاكرته لا يشكل تحديا لاحد بل يحترم ذاته والاخرين، كما يدفع الاخرين الى الاعتراف به كما يعترف هو بالاخر”. وختم: “اذا تمسكنا بتاريخنا وتضحياتنا واعترفنا بتضحيات ومأساة بعضنا البعض فهذا الامر يكبرنا ولا يصغرنا”، مشددا على انه “لا يمكن بناء لبنان من خلال محو ذاكرة بعضنا البعض، بل على العكس يجب بناء لبنان من خلال الحفاظ على ذاكرة بعضنا البعض واحترامها والاعتراف بها وحمايتها والتعاطي معها كأمر موجود لا يمكن الغاؤه”.

وتحدثت فيرا يعقوبيان، شارحة على مدى ساعة من الوقت “تاريخ المجازر الأرمنية وتطور الاحداث”، مؤكدة ان “العدالة تحتم علينا جميعا النضال من اجل الحقيقة التاريخية، فالانقسام الحاصل اليوم ليس بين الارمن والاتراك، بل هو انقسام بين الذين يعترفون بحقيقة الابادة وبين الذين ينكرونها، بغض النظر عن انتمائهم وهويتهم وعرقهم”.

وشددت على ان “المسألة ليست مسألة دم بل عقيدة، وهي ليست مسألة عرق او دين بل هدف مشترك يجب ان نسعى اليه جميعنا حتى نمنع تكرار مثل هذه المآسي بحق الانسانية جمعاء”.

Share This