خاص جهينة نيوز: 24 نيسان.. الأيادي التركية مازالت ملطخة بدماء مليوني أرمني..!

تمرّ في هذا اليوم ذكرى المذابح والمجازر التي ارتكبتها تركيا (السلطنة العثمانية) بحق الأرمن في بلاد الأناضول، ففي نيسان من عام 1915 ومع بدء شرارة الحرب العالمية الأولى، وقف العالم مذهولاً أمام هول المذبحة التي نفذها العثمانيون ضد الأرمن وراح ضحيتها نحو مليوني أرمني، حيث ادّعت السلطات العثمانية حينها أن الأرمن تآمروا مع روسيا القيصرية ضد الإمبراطورية العثمانية، وقد بدأت المذبحة في الأناضول مبكرة، إذ تمّ هدم البيوت وسبي النساء والفتيات واغتصابهن بشكل جماعي وترحيل مئات الآلاف منهم سيراً على الأقدام إلى بلاد الشام، وتوفي قسم كبير منهم في الطريق بسبب الجوع والبرد والمرض والتعب، وحتى الآن فإن تركيا التي تعيد الجريمة ذاتها في سورية من خلال دعم العصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية المسلحة لارتكاب أبشع المجازر ضد السوريين، وقتل وخطف رجال الدين الإسلامي والمسيحي كاغتيال الشيخ العلامة محمد سعيد رمضان البوطي أو خطف المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي مؤخراً، ترفض الاعتراف بهذه الجريمة النكراء ضد الشعب الأرمني والتي تعدّ من أفظع الجرائم التي شهدتها البشرية، حتى بلغ من ممارسات السلطات العثمانية أن الكثير من المسلمين الذين أخفوا جيرانهم المسيحيين عندهم، وجدوا نفسهم بمواجهة الجنرال العثماني محمود جميل الذي أصدر أمراً بتعليق كل مسلم أمام بيته، فيما لو أنه أنقذ أرمنياً واحداً!!.

بينما تتفق مصادر ووثائق تاريخية عدة على أن يهود تركيا ومحافلها الماسونية كانت عاملاً مساعداً كبيراً على ارتكاب حزب الاتحاد والترقي -غالبية أعضائه من يهود الدونمة والماسون المتنفذون في محفل سالونيكا الماسوني- والسلطات التركية لهذه المجازر.

كما تؤكد المصادر نفسها أن المذبحة الأرمنية أو الجريمة الكبرى، كانت قتلاً متعمداً وممنهجاً للسكان الأرمن من قبل الإمبراطورية العثمانية، صاحبها عمليات ترحيل قسري هو عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصمّمة لتؤدي إلى وفاة المبعدين. ويقدّر الباحثين أن أعداد الضحايا الأرمن تتراوح ما بين 1.5 مليون ومليوني نسمة، فضلاً عن مجموعات عرقية مسيحية أخرى تمت مهاجمتها وقتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم، ويرى عدد من الباحثين أن هذه الأحداث، تعتبر جزءاً من نفس سياسة الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية عبر التاريخ.

وعلى الرغم من أن العالم يعتبر يوم 24 نيسان من كل عام يوماً لاستحضار ذكرى مذابح الأرمن، إلا أن هذا اليوم سبقته تصفيات لعرقيات وأقليات أخرى ما زالت تفاصيلها غائبة عن ذهن كثير من المؤرخين، ففي عهد عبد الحميد الثاني نُفّذَتْ المجازر الحميدية حيث قتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متعددة بين سنتي 1894-1896، عدا عن مجزرة أضنة التي ارتكبت عام 1908 وراح ضحيتها نحو 30 ألف أرمني، وصولاً إلى عام 1915 حيث قام الجيش التركي بإبادة مئات القرى الأرمنية شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديمغرافية تلك المناطق لاعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن، كما أجبروا القرويين على العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد إنهاكهم واغتصاب بناتهم ونسائهم، غير أن قرار الإبادة الشاملة لم يتخذ حتى ربيع 1915, ففي 24 نيسان 1915 قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وتم إعدامهم في ساحات المدينة، بعدها أُمرت جميع العائلات الأرمنية في الأناضول بترك ممتلكاتها والانضمام إلى القوافل التي تكونت من مئات الآلاف من النساء والأطفال في طرق جبلية وعرة وصحراوية قاحلة، وغالباً ما تمّ حرمان هؤلاء من المأكل والملبس، فمات خلال حملات التهجير هذه نحو 75% ممن شارك بها وترك الباقون في صحاري بادية الشام.

ولئن غفل العالم الغربي كلّه ومدّعي حماية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وسواها عن فظاعة هذا المجازر وصمّ آذانه عن صراخ وآلام ضحاياها، إلا أن ذاكرة البشرية ستستعيدها كل عام رغماً عن أنف التاريخ، لتؤكد أن دماء مليوني أرمني وسرياني وكلداني وآشوري ويوناني، ستظل تلعن القتلة، ولن تصفح عمّن سكت عن هذه المذابح، حتى عن الـ69 مؤرخاً أميركياً ومن بينهم الصهيوني برنارد لويس الذين نشروا عام 1985م بياناً ينفي وقوع أي عملية تطهير عرقي للأرمن من قبل الأتراك، وتبيّن لاحقاً أن معظمهم استلم منحاً مالية من الحكومة التركية!!.

إن الوجه القبيح الذي تلذّذ بسفك دماء مليوني أرمني قبل حوالى 100 عام، هاهو يسقط القناع عن وجهه مرة أخرى متجسداً بالعثمانيين والقتلة الجدد كأردوغان وأوغلو وزبانية حزب العدالة والتنمية الحاكم (الحالمين بإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية) والذين لم يكتفوا هذه المرة بالقتل والتهجير ودعم العصابات الإجرامية المسلحة في سورية، بل انبروا إلى سرقة المصانع والمعامل وصوامع الحبوب ومحاصيل القطن، ونهب المتاحف والأوابد والمعالم الأثرية وتدمير قرى بأكملها في الشمال السوري, في حقيقة تؤكد أن الأفعى أفعى حتى لو خلعت أو بدلت جلدها!!.

جهينة نيوز

Share This