في ذكرى مجازر الأرمن هل يوضع حدّ للسفاح العثماني ؟!

أربعة قرون ونيف والمستعمر العثماني يجثم على صدر الأمة العربية محتلا ً ينهب كنوز العرب من كتب وتراث وفن وكل ما ينتجونه من محاصيل … وكل ذلك تحت راية “الإسلام “………!!. أفقروا بلادنا وأعادوها قرونا ً إلى الوراء وأورثونا التخلف والأمية والفقر والجهل .. وكل ذلك تحت راية ” الإسلام ” والخلافة العثمانية وجلالة “السلطان ” المعظم …!! قمعوا الحريات، وسجلوا كل شيء باسم السلطنة من حجر وبشر وتراب وماء وهواء ….!! أقطعوا الأراضي للموالين لهم فكان الإقطاعيون أذنابا ً للسلطنة .. وكل هذا تحت راية ” الإسلام “…..! الاحتلال العثماني للوطن العربي .. أبشع أنواع الاحتلال التي تعرض لها العرب.

والعثمانيون، أصحاب تاريخ مليء بالجرائم والمذابح والسرقة والنهب.. ويكفي أن نذكر هنا أنهم اخترعوا “الخازوق ” ليعدموا به كل من يعارضهم ..!! وليس العرب وحدهم من تعرضوا للقتل على يد العثمانيين. فهناك أمم أخرى وطوائف نالت نصيبها من القتل على أيدي بني عثمان..!!

واليوم، تمر الذكرى مجازر الأرمن وهي الأكثر شهرة ً غير أن الأتراك ارتكبوا مجازر ضد البلغار واليونانيين، ويورد عدد من المؤرخين أن اليهود قد مولوا الأتراك في أثناء حصول تلك المجازر فالمجزرة الأهم بدأت في الرابع والعشرين من نيسان عام 1915 وتهدف إلى تصفية الأرمن بشكل وحشي بذريعة أن الأرمن كانوا إلى جانب روسيا في الحرب العالمية الأولى فقد أصدر طلعت باشا وزير الداخلية التركي آنذاك إنذارا ً طلب فيه من مليوني أرمني يقيمون في الأناضول بمغادرة منازلهم خلال أربع وعشرين ساعة.وإلا تعرضوا لعقوبة الإعدام..

وكانت هناك خطة لتهجير هؤلاء إلى الموصل ودير الزور وحلب، وفي أثناء خروج الأرمن من ديارهم تم قتل عائلات بأكملها.. وفي بعض الحالات تم سبي النساء، ويقدر عدد القتلى من الأرمن بمليون ونصف المليون ، أي ثلاثة أرباع الشعب الأرمني الموجود في تركيا منذ آلاف السنين .. والنصف مليون الذين نجوا من المجازر توزعوا في الدول القريبة وحاليا ً يقدر عدد الأرمن بأربعة ملايين منهم ثلاثة ملايين يقيمون في أرمينيا وكثيرون لا يعرفون أن هذه المجازر ليست الأولى التي يرتكبها الأتراك بحق الأرمن، فقد قتل من الأرمن أعداد كبيرة بين عامي 1894 – 1896 وكانت الحجة، يومها، أن الأرمن يسعون إلى الاستقلال الذي سبقهم إليه اليونانيون والبلغار، وقد تدخلت الدول الكبرى لوقف استمرار تلك المجازر. الغريب في الأمر أن الحكومات التركية حتى اليوم تنكر وقوع تلك المجازر وتقلل من عدد الضحايا، فأحيانا ً تعترف بمئة ألف أو مئتي ألف قتيل .. وأحيانا ً يقول الأتراك إن الأرمن قضوا بسبب خلافات شخصية مع الأتراك .. أو بسبب انتشار الأمراض ..!! ولعل السؤال الذي يبدو أنه لغز ، وهو ليس كذلك ، هو “لماذا لاتدين الدول الأوروبية – وهي مسيحية – هذه المجازر وتطالب الدولة التركية بالاعتذار ؟ ! “. والجواب إن مصالح هذه الدول وعلاقاتها مع تركيا تجعلها تتغاضى عن واجبها الأخلاقي والإنساني في إدانة هذه الجرائم.

المطلوب، اليوم، من العالم، وعلى رأسه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إدانة هذه المجازر الرهيبة والطلب من تركيا الاعتذار عنها، فإذا كانت تركيا لاتعترف بهذه المجازر، ولاتعترف بمجازرها ضد الآشوريين والعرب والسريان وحتى أنها لاتعترف بمحاولات إبادة الأكراد .. فكيف يمكن للعالم ا لمتحضر أن يقبلها عضوا ً فيه ؟!!.

واليوم تستمر جرائم تركيا ضد العرب، وهاهي تساهم في تدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية وتعمل جاسوسة لدى الأمريكان والصهاينة على جيرانها السوريين والعراقيين، فالتركي اليوم ، ممثلا ً بأردوغان وحزبه، يحلم بإعادة سيطرته على المنطقة وهو قبل أيام، أقدم على سرقة مخطوطات الجامع الأموي في حلب وقبلها سرق مئات المصانع من حلب. ولكن للسارق نهاية وخيمة وللقاتل قدر محتوم أن يلقى جزاءه ولو طال الزمن، فالشعب العربي وكذلك الأرمني شعب حي لن ينسى ولن يسامح السفاح التركي .. والعالم كله يتذكر مجازر الأتراك .. فيحتقر تصرفاتهم الحالية واعتداءاتهم على جيرانهم فقد حولوا تركيا إلى بؤرة للإرهاب والعدوان والجريمة ولعل الشعب التركي الذي يستنكر تصرفات أردوغان الطورانية العثمانية سوف يسقطه ويسقط مشروعه العدواني الإرهابي الغربي في أول انتخابات قادمة.

عيسى إسماعيل

جريدة الوحدة السورية

(مقالة نشرتها جريدة الوحدة السورية قبل أيام، نعيد نشرها على موقعنا لأهميتها).

Share This