العثمانيون الجدد ينتقمون من شهداء السادس من أيار

الجريمة التي أقدم عليها جمال باشا السفاح في كلّ من دمشق وبيروت بإعدام عدد من رجالات سورية الوطنيين الأحرار الذين ثاروا على ممارسات الاحتلال العثماني واضطهاده لأبناء العروبة، يعيدها اليوم أحفاده الترك بصورة أكثر بشاعة ودموية.

فجمال باشا السفاح أعدم المطالبين باستقلال بلدانهم وأن يكون للعرب حكمهم لأنفسهم، فيما يقتل أردوغان وعصاباته السوريين اليوم تحت شعار الحرية والديمقراطية المزعومة، وينبشون القبور بفكرهم التكفيري للانتقام من التاريخ وشهدائه وضحاياه.

في 6 أيار عام 1916 نُصبت المشانق في دمشق، ليعلّق عليها كل من: شفيق بك مؤيد العظم، والشيخ عبد الحميد الزهراوي، والأمير عمر الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري، وشكري بك العسلي، وعبد الوهاب الإنكليزي، ورفيق رزق سلّوم، ورشدي الشمعة.

وفي بيروت تم إعدام: بترو باولي، وجرجي الحداد، وسعيد فاضل عقل، وعمر حمد، وعبد الغني العريسي، والشيخ أحمد طبارة، ومحمد الشنطي اليافي، وتوفيق البساط، وسيف الدين الخطيب، وعلي بن عمر النشاشيبي، ومحمود جلال البخاري، وسليم الجزائري، وأمين لطفي الحافظ.

لقد فضح هؤلاء الشهداء بوعيهم ونزوعهم نحو الحرية والاستقلال أربعة قرون من الاحتلال والقتل والتعسف والظلم والاضطهاد والتجهيل، وكشفوا كذبة الخلافة الإسلامية التي استغلت الدين الحنيف لترتكب أفظع الجرائم ضد العرب والأرمن والسريان والتركمان والأكراد، إذ سعت إلى تذويب الأعراق والقوميات ونكلت بالمسلمين والمسيحيين على حدّ سواء لإنشاء ذلك “الكيان التتريكي” الذي جثم على صدورهم 400 عام.

واليوم وتحت ذريعة الدفاع عن المسلمين في سورية يرسل أردوغان العصابات الإجرامية والمرتزقة من كل بقاع الأرض لينتقم من شهداء السادس من أيار الذين قهروا أجداده وصنعوا بدمائهم الزكية استقلال بلدانهم، بل يسفك أردوغان اليوم دم أبنائهم وأحفادهم الذين رفضوا أن ينصاعوا للسياسة “الإخوانية” الداعية لتقسيم سورية وتفتيت وحدتها لغايات يدركها ويعرفها قادة عصابة “العدالة والتنمية” وحدهم.

ولعلّ الجريمة الأفظع التي بارى فيها أردوغان أجداده السلاجقة، أنه وبالتعاون مع دول الذل والهوان في الخليج العربي، حوّل الشبان العرب إلى مقاتلين مأجورين يذبح بعضهم بعضاً.. ففيما امتزجت دماء السوريين واللبنانيين والفلسطينيين والجزائريين في السادس من أيار لتحقيق استقلال الوطن العربي، هاهو اليوم سعى ويسعى بكل ما يملك من خبث وضغينة وكراهية وحقد يؤلب المسلمين ويجنّد التونسيين والليبيين واليمنيين والشيشان والأفغان ومجرمي وشذاذ الآفاق في أوروبا لتدمير سورية وتخريب بناها ومؤسساتها وإحراق مدارسها وجامعاتها والاعتداء على مساجدها وكنائسها.

صورة أرودغان اليوم تشبه إلى حدّ بعيد صورة الجنرال غورو الذي ركل قبر صلاح الدين الأيوبي وخاطبه بعد أن احتل الفرنسيون دمشق “ها قد عدنا يا صلاح الدين”، ونحسب أن أردوغان اليوم يخاطب أولئك الشهداء الذين أعدمهم جمال باشا السفاح ليقول ها قد عدنا لننتقم منكم ونزرع الفتنة بين السوريين والعرب!!.

غير أنه يمكن القول ورغم الألم والدماء الزكية التي نزفت في سورية منذ عامين ونيف: إن أحلام أردوغان وعصاباته الإجرامية حوّلها السوريون بصمودهم وبسالة جيشهم وحكمة قيادتهم إلى أوهام وسراب، وأن من طرد أجداده قبل حوالى 100 عام سيطرد أولاً مرتزقته ويجتثهم من جذورهم ويطهر الأرض السورية من دنسهم، ومن ثم سيطرده نهائياً من التاريخ، فكما ارتبط اسم أجداده بجريمة قتل مليونين من الأرمن وسواهم، فإن اسمه سيرتبط بدماء الضحايا والشهداء الذين قتلهم في سورية..

ودماء الشهداء في 6 أيار التي تحوّلت لعنة أبدية على أجداده، ستنضمّ إلى شلالات الدم التي ستجرف أردوغان لترميه خارج التاريخ.

خاص جهينة نيوز

Share This