عالم أرمني من القرن العشرين

أنترانيك يوسفيان

أبو الصواريخ البالستية السوفيتية


بقلم الدكتور نوراير مانجيان 

ولد في بداية القرن العشرين 21/7/1905 شهرته واختراعاته العلمية بقيت قيد الكتمان. سوفيتي الجنسية أرمني القومية.

ولد أنترانيك ابن الخوري غيفونت يوسفيان في غاراباغ (منطقة مارداكيرد) قرية زماغاهوغ.

كان عمره خمس سنوات عندما رسم والده راهباً ومدرساً لمادة الديانة المسيحية  لكنيسة في قرية تيميرخانشور قرب ماخاشكالا.

عند بدايات الثورة البولشفية عام 1918، بدأ اضطهاد الأرمن. فانتقلت العائلة إلى توركمنستان ومن ثم  عادت العائلة إلى غاراباغ، وسكنوا في قريتهم حيث كانت بحكم السلطة السوفيتية.

بعد أن أنهى الدراسة الثانوية سجل بمدينة باكو في معهد التكنولوجيا والالكترونات.

وهو في السنة الأولى من دراسته الهندسية أرسل فكرته حول المدفع الكهربائي إلى معهد العالي لتكنولوجيا والالكترونات في موسكو.

درس إبداعه وفكرته ونال الإعجاب. طلب منه المجيء إلى موسكو والدراسة  في المعهد المذكور، حيث كان يرأسه الأكاديمي شينفر.

إبداعاته وأختراعاته

اختص يوسفيان في مجال الفيزياء والتكنولوجيا الالكترونية .. و نال شهادة الدكتوراه عام 1940 ومنح فيما بعد لقب البروفسور، وهو بعمر 35 سنة كان صاحب 13 براءة اختراع.

عام 1935 ترأس مخبراً للبحث في مجال المدافع الحربية الذي كان بإشراف الماريشال دوخاشفسكي. في هذا المخبر اخترع نظاماً لتحديد الهدف البحري بطريقة الحرارة. حيث كان يحدد الهدف البحري على بعد 8 كيلومتر عن طريق الحرارة المنطلقة من مدخنة البارجة المعادية. وقد منح وسام “ستالين” للاختراع المذكور.

بينما  المخترع الشاب يبدع في موسكو ألقي القبض على والده الخوري غيفونت في باكو عام 1936 وأعدم لكونه رجل دين. أما هو أبعد من الحزب الشيوعي لكونه ابن الخوري.

وفي نفس العام اخترع الآلة الالكترونية بدون اتصال (كونتاكت) المعروف باسم (سيلسين)، بمثابة معادل لاختراع  الهاتف.

وقد أشترت براءة الاختراع بريطانيا والمانيا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإيطاليا.

أمام هذا الاختراع أعيد وضعه الحزبي وعين رئيساً لمخبر الأبحاث بموسكو.

أشترك في معرض  (عالم المستقبل)  عام  1939  بمدينة نيويورك  من خلال اختراع مميز، قاطرات بأشكال وتصاميم  مختلفة تسير آلياً على خط حديدي طوله 60 متر وبدون توقف. وكانت الساحات المغناطيسية المتشكلة على الخط الحديدي تسحب من خلفها القاطرات.

عام 1941 عند بداية الحرب العالمية الثانية عين البروفسور أنترانيك يوسفيان مديراً للمعمل رقم 627.

صمم يوسفيان طائرة عامودية مميزة (هيليكوبتر) صغيرة الحجم وبدون صوت وتعمل بوقود خاصة غير  بنزين الطائرات. وجربت هذه الطائرة بنجاح بنفس السنة.

خلال الحرب صمم وأنتج دبابة حربية مميزة صغيرة الحجم، تعمل بالتحكم عن بعد. وبفضل هذه الدبابات تم تدمير الكثير من دبابات النازيين، وكذلك ساهمت في فك الحصار عن مدينة ليننغراد.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبح المعمل رقم 627 مركزاً للدراسات العلمية التكنولوجية.

كما صمم يوسفيان الطائرة القاذفة تو4 عام 1946. واخترع الحاسوب الرقمي الصغير M-3 أولى الحاسبات السوفيتية.

العالم يوسفيان والصواريخ

يعتبر العالم أنترانيك يوسفيان أبو الصواريخ البالستية السوفيتية. إنه أول مصمم لهذه الصواريخ وكذلك للأجهزة الفضائية. كما يعتبر مصمماً للأجهزة الالكترونية للسفن الفضائية السوفيتية. ويعتبر مخترع الصاروخ البالستيR -7 ، مع العالمين سيرغي غورليوف وميخائيل يانكل.

هو مصصم للصاروخ الذي نقل أول إنسان إلى الفضاء يوري غاغارين. وكان الرئيس العلمي لسفينة الفضاء السوفيتي البلغاري انتر كوسموس 1300.

الأكاديمي العالم أنترانيك ابن الخوري غيفونت يوسفيان صاحب 35 براءة أختراع، وقد طبقت كل أختراعاته عملياً.

في الخمسينيات من القرن العشرين عمل يوسفيان بنظرية الساحات المغناطيسية ونشر الكثير من الاعمال العلمية.

درس افكار ماكثويل وفراداي وبلانك، وأقترح يوسفيان نظاماً جديداً للمعادلة المتميزة  للالكتروديناميك والذي يكمل معادلات ماكسويل. حيث توصل العالم الفيزيائي الأميركي يانك بعد 15 سنة لنفس معادلة يوسفيان.

في عام 1956 بجهود يوسفيان تم تأسيس معهد أجهزة الحاسبات في يريفان –أرمينيا. وبعد ثلاث سنوات أنتج حاسوبين “أراكاز” و”يريفان”، وبعد خمس سنوات  “هرازتان” حيث كان أنذاك الحاسوب الأفضل في الاتحاد السوفيتي.

انتخب ثلاث مرات نائباً لرئيس الأكاديمية العلمية الأرمنية. كما نال أرفع الأوسمة منها وسام الدفاع عن العاصمة موسكو وأربع أوسمة “لينين”، وسامين كبطل عمل وأوسمة ثورة أكتوبر.

بقيت كل اختراعاته وأعماله قيد الكتمان، وسر من أسرار الدولة، ولم تنشر، ويفصح عنها إلا بعد وفاته في 12 نيسان 1993.

Share This