يوم الثقافة الأرمنية في جامعة الروح القدس – الكسليك

نظم مكتب شؤون الطلاب في جامعة الروح القدس – الكسليك بالتعاون مع السفارة الأرمنية يوم الثقافة الأرمنية تخلله عرض للفنون التشكيليّة التي تعكس حضارة أرمينيا وتراثها.

كما قام الطلاب بتزويد الجمهور بمعلومات عامّة، وتمّ تقديم بعض الأطباق التقليديّة، إضافة إلى برنامج فني واستعراضي تخلله رقصات فلكلوريّة وأغنيات قدمتها مجموعة من الفنّانين ترافقها فرق موسيقية، هذا وشارك في المعرض عدد من الحرفيين الأرمن من خلال عرض لمجموعة من الحرف اليدويّة وسلسلة من اللوحات الزيتيّة التّقليديّة والصور الفوتوغرافيّة.

يُذكَر أن  هذه المبادرة أطلقها طلاب الجامعة الأرمن بالتعاون مع مكتب شؤون الطلاب ومركز الدراسات والبحوث الأرمنية في جامعة هايكزيان وهي تهدف إلى التعريف عن حضارة أرمينيا وتراثها وتاريخها، وإلى إلقاء الضوء على الدور الذي تؤديه الجالية الأرمنية في لبنان منذ عهد المتصرفية وحتى الآن.

وعقد لقاء حضره السفير الأرمني آشوت كوشاريان ومدير مكتب شؤون الطلاب في جامعة الروح القدس الأب بطرس عيد، نائبه الأستاذ خليل عبود، مدير مركز الدراسات والبحوث الأرمنية في جامعة هايكزيان د. أنترانيك داكيسيان، بالإضافة إلى حشد من الطلاب والمهتمين.

افتتح اللقاء بالنشيدين اللبناني والأرمني ثم كانت كلمة ترحيب لعبود الذي أكد خلالها أن “هذا اليوم لن يكون كافيًا من أجل وصف تاريخ جمهورية أرمينيا العريق، ولكنّه لا يشكّل لنا فرصة لتسليط الضوء على تاريخ أرمينيا وثقافتها وتقاليدها الغنية فحسب، بل أيضًا على الدور الفاعل والإيجابي الذي تؤديه الجالية الأرمنية في المجتمع اللبناني”.

ثم كانت كلمة للسفير الأرمني آشوت كوشاريان اعتبر فيها أن “الأرمن يتمتعون بتاريخ وثقافة غنيين جدًا. فأرمينيا كانت أوّل دولة في العالم تعتمد الدين المسيحيّ كدين للدولة منذ 17 قرنًا، وقد تمّ اختراع الأبجدية الأرمينية منذ 16 قرنًا ويعود فنّ المسرح في أرمينيا 28 قرنًا إلى الوراء”. وأضاف: “تعرّضت هذه البلاد، التي تقع في ملتقى الحضارات، إلى غزوات عدّة وتمّ تدميرها وحرمانها من الاستقلال. واليوم نجد الجالية الأرمنية في أكثر من 100 دولة في العالم. وتجدر الإشارة إلى أنّ أرمينيا لديها أيضًا تاريخ أدبيّ طويل مع ترجمة الإنجيل المقدّس في القرن الخامس”. ولفت كوشاريان إلى أن “تاريخنا انطبع بالنضال من أجل المحافظة على وجودنا ولغتنا وديننا وطابعنا المميّز. وقد واجه شعبنا مآسٍ كبيرة كان أخطرها الإبادة الجماعية للأرمن التي قامت بها السلطنة العثمانية وأدّت إلى مقتل مليون ونصف أرمني وإلى هجرة واسعة”. كما أشار كوشاريان إلى أن “أرمينيا ليست غنية بالموارد الطبيعية، ومن المعروف أنّ شعبها يتمتع بروح ريادة الأعمال والاجتهاد والمستوى التعليميّ المرتفع”، مؤكدا :أننا فخورون بأجدادنا ونحن فخورون بجالياتنا في العالم ونحن فخورون بأنّ المجتمع الأرمني في لبنان يشكّل ركيزة صلبة ومصدرًا لتعزيز العلاقات بين أرمينيا ولبنان وتقويتها”.

ثم عُرِضَ فيلم وثائقي عن الشعب الأرمني واختتم اللقاء بمداخلة لمدير مركز الدراسات والبحوث الأرمنية في جامعة هايكزيان د. أنترانيك داكيسيان قدّم خلالها لمحة تاريخية عن الشعب الأرمني في لبنان وكيفية اندماجهم في المجتمع اللبناني ولجوئهم إلى جبل لبنان بعد تعرضهم لإبادة جماعية. كما تطرق إلى الدور الذي لعبه الشعب الأرميني كصانع للسلام في عهد المتصرفية في لبنان من حيث تسمية داوود باشا الأرميني كحاكم لجبل لبنان وتبعه أوهانس باشا كويومجيان. وفي الختام أقيمت مأدبة غداء في مطعم الجامعة بالمناسبة.

Share This