ملامحه تتبلور بسرعة… الربيع التركي حتمي وثماره يانعة…

بقلم ليون زكي

“الربيع التركي” انطلق أخيراً من ساحة “تقسيم” في اسطنبول وأزهر في أكثر من 90 نقطة تظاهر في يوم واحدوراحت تتبلور ملامحه مسرعة لتشرع الباب أماماستحقاقاتواحتمالات مفتوحة لا مهرب منها ستكلف الحكومة التركية ضريبة تدخلها في الشأن الداخلي السوري وثمن الدماء التي تراق كل يوم هدراً.

ملامح الربيع الذي طالما انتظرناه طويلاً ظهرت جلية وأينعت ثماره بفعل الاحتقان الداخلي في انتظار قطفها من الشعب التركي الذي كلفته سياسات حكومته الديكتاتورية الحمقاء كثيراً فكان لا بد أن ينتفض لأن سور التعسف والظلم لا يمكن أن يحمي دولة بحجم تركيا التي كنا نتوقع أن تهب عليها رياح سموم دول جوارها الإقليمي لتوافر مقومات الانتفاضة في وجه الاستبداد.

الخطوط العريضة التي رسمتها سياسة الأخوان المسلمين المتمثلين بحكومة رجب طيب أردوغان والتي خدعت الناخبين في صناديق الاقتراع نسفت جميعها فلا رخاء اقتصادي ولا أمن ولا عدالة اجتماعية وحتى المحور الأهم الذي طرحه راسم السياسة الخارجية داوود أوغلو بمقولة “سياسة صفر مع دول الجوار” غدا أهزوجة يتندر بها الأتراك وجيرانهم من أرمينيا واليونان وقبرص وبلغاريا إلى العراق وسورية التي كلفتها أزمتها بسبب سياسة الحكومة التركية الرعناء ضياع مستقبل ابنائها وتدمير اقتصادها وأرجعتها عشرات السنين إلى الوراء.

آن الأوان للديكتاتور أردوغان وصقور حكومته أن يرحلوا، وعليهم أن يعوا جيداً أن محاكم دولية كثيرة تنتظرهم وأولها تخريب الاقتصاد السوري وبنيته التحتية وسرقة معامل حلب من شركائه اللصوص، ولن يهدأ لنا بال حتى نراه خلف القضبان في حال لم يتمكن منه الربيع والثورة التركية المنتظرة.

وأتوقع أن تستمر المظاهرات لتعم جميع المدن والقرى والبلدات التركية وأن يظل أردوغان على عناده بعدم الاستجابة لمطالب الشعب التركي المشروعة، ولن يطول الوقت حتى تتحول الشعارات إلى سياسية كما في ربيع الدول العربية ثم ستأخذ طابعاً مسلحاً ما لم يتنحى أردوغان وحكومته المتسلطة على مقدرات الشعب التركي، وسنتذكر جيداً بأن مشكلة “تقسيم”ما هي إلا ذريعة كي ينتفض الشعب التركي.

ميدان “تقسيم” هو ميدان التحرير في مصر وسيتحول إلى ساحة للأحرار وللعصيان المدني حتى تهب رياح الثورة أو تنجلي غمامة الاستبداد والقمع عن تركيا برحيل “لص حلب” أردوغان وحكومته الأخوانية… وإن غداً لناظره قريب.

Share This