ساحة تقسيم في استنبول أساسها مقبرة “القديس هاكوب” للأرمن

طالب عدد من المتظاهرين في ساحة تقسيم في استنبول بناء نصب تذكاري للإبادة الأرمنية في الساحة عوضاً عن المركز التجاري الذي أصر عليه أردوغان.

وفي ذلك المطلب حقيقة تاريخية هي أن الساحة والمنطقة المحيطة بها كانت تابعة لكنيسة الأرمن، وقد تم هدم مقبرة الأرمن في حي “بانغالتي” المجاور لساحة “تقسيم” من قبل بلدية استنبول في الثلاثينيات بعد إبادة الأرمن، وتم بيع جزء من حجارة الرخام الخاص بالمقابر وتم استخدام قطعة الأرض لبناء فنادق فاخرة مثل هيلتون وديفان ومبنى الإذاعة TRT، وكذلك حديقة “إينونو كيزي”.

يذكر أن حي “بانغالتي” كان جزءاً من مقبرة القديس هاكوب، التي اعتبرت أكبر مقبرة لغير المسلمين في تاريخ استنبول. حيث تم تشييد مقبرة الأرمن في “بانغالتي” عام 1560 بعد أن وهبها السلطان سليمان للأرمن.

تعرضت استنبول الى وباء في تلك السنة، وبدأ الأرمن بدفن ضحايا الوباء في مكان خارج المدينة حينها مقابل مشفى القديس هاكوب، الذي أصبح فيما بعد مقبرة القديس هاكوب. وتم توسيعها عام 1780 وبناء جدارها عام 1853م.

قبل سنوات كانت شواهد مقابر الأرمن موجودة في حديقة ساحة تقسيم. فالمنطقة التي تظهر اليوم بأبنية الفنادق الضخمة ومبنى الاذاعة والمتحف العسكري كانت مقبرة الأرمن سابقاً.

وهناك رواية أخرى تؤكد بأنه تم تشييد نصب تذكاري للإبادة الأرمنية في مقبرة الأرمن عام 1919.

وفي عام 1933 تقدمت بلدية استنبول بدعوة قضائية بحجة أن تلك المنطقة تتبع لوقف باسم السلطان بايازيد لذلك ينبغي إعادتها الى البلدية كباقي المقابر.

عبثاً حاول بطريرك الأرمن متابعة القضية. وتأجلت المحاكمة بين البلدية والأرمن في استنبول لفنرة طويلة، الى أن اتخذت وزارة الداخلية قراراً بضم مساحة المقبرة البالغة 850 ألف متر مربع الى البلدية، لتبقى مساحة 6 آلاف متر مربع تحت تصرف البطريركية، إضافة الى تسديد مبلغ 3200 ليرة مقابل مصاريف المحكمة.

وبذلك رغم كل الجهود تم الاستيلاء على مقبرة الأرمن، وضمن عمليات معقدة تم بيع المساحة من قبل رئيس البلدية، لتبدأ أعمال البناء على المساحة ذاتها.

فنستخلص أنه بين عامي 1931-1939 كانت الكنيسة الأرمنية “القديس هاكوب” تقع في ساحة تقسيم وتم الاستيلاء عليها وهدمها قسراً، وهذا الحدث هو تجسيد للعنصرية ضد ثقافة الأعراق، وتجسيد للعنف ضد الشعوب غير التركية.

في النهاية تم استخدام حجارة المقابر الأرمنية كأساس لحديقة “كيزي”، لتكون ارهاباً جديداً ضد الأرمن وإهانة عنصرية. لذلك ينبغي عدم طمس حقيقة هذه الجريمة عن المجتمع الدولي.

فمقبرة “القديس هاكوب” للأرمن في استنبول هي واحدة من النماذج التي تؤكد أن الماضي ضحية تعرض للظلم التركي حيث استغلت مقابر الأموات لبناء تركيا الحديثة.

ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

Share This