الحزب السوري القومي الاجتماعي يحيي ذكرى استشهاد أنطون سعادة والنائب هاغوب بقرادونيان يلقي كلمة الطاشناق

أحيا “الحزب السوري القومي الاجتماعي” ذكرى غياب مؤسسه أنطون سعادة، بمهرجان خطابي حاشد في قصر المؤتمرات ـ ضبية.وحضر المهرجان إلى جانب رئيس الحزب النائب أسعد حردان ورئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق وأعضاء قيادة الحزب، الوزير علي حسن خليل ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، النائب السابق إميل إميل لحود ممثلا والده الرئيس العماد إميل لحود، وعدد من  الوزراءوممثلين من السلك الديبلوماسي، وشخصيات سياسية واجتماعية عديدة.

الى جانب الكلمات التي ألقيت في الحفل الخطابي ألقى ممثل الكتلة النيبابية الأرمنية النائب هاغوب بقرادونيان كلمة “حزب الطاشناق”، وقال: “في مثل هذه الأزمنة العصيبة، وأمام المشهد العربي المتأزم، لا بل المأساوي، حيث المبادئ الأساسية والثوابت التاريخية والأخلاقيات العالية أصبحت تتقهقر أمام شعارات مزيفة من صنع أياد غريبة عن المنطقة والأمة، من صنع العولمة الفاحشة، والغرائز الدينية المتطرفة. وفي مرحلة نشهد فيها تفكيك جذور الأمة وطنا وأرضا وشعبا ومؤسسات، تأتي ذكرى استشهاد الزعيم أنطون سعاده مناسبة للوقوف ولو لدقائق قليلة، وقفة عز ووقفة ضمير، وطرح بعض الأسئلة ربما تساعدنا في فهم كمائن “الشتاء العربي” القارس والدموي، وسبل تطوير مفهوم الدولة في لبنان ووسائل العبور إليها.

وأضاف: “فقبل أربعة وستين عاما، وتحديدا في الثامن من تموز عام 1949، وعلى رمال بيروت، اخترقت رصاصات “الخلود” صدر أنطون سعادة، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي. في تلك الليلة من تموز، ارتكب النظام اللبناني في المدينة التي تسمى “أم الشرائع”، إحدى أكبر الجرائم الوطنية والسياسية والأخلاقية والقضائية والاجتماعية في تاريخ الأمة السورية والعالم العربي، عندما وقع حكام الطوائف في لبنان آنذاك أمر تنفيذ حكم الاغتيال إعداما بحق رجل نذر حياته لقوة أمته وعظمتها وحريتها.
وتابع: “قرار اغتيال أنطون سعادة لم يكن إلا أمرا مباشرا من أجهزة المخابرات الأجنبية، بوضع حد للرجل الذي بدأ يشكل خطرا على مشاريعهم الاستعمارية في سورية الطبيعية. ألم يكن اغتيال أنطون سعادة قرارا دوليا إذ أجاب عن سؤاله لنفسه: “من الذي جلب على شعبي هذا الويل؟” فكانت كتاباته الباكرة عن الويلات الطائفية والمذهبية والكيانية والتقسيمية والاستيطانية التي نتجت من اتفاقية “سايكس ـ بيكو” ومعاهدتي سيفر ولوزان، وكان أول من استشرف الخطر الناتج من وعد بلفور المشؤوم لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين.

وسأل: “ألم يغتال أنطون سعادة لأنه كان أول من حذر من خطر الطائفية على كيانات الأمة السورية؟ وأول من وقف في وجه المستعمر الفرنسي أثناء محاكمته الأولى مدافعا عن حقه في تأسيس الحزب عام 1932؟ ولأنه كان أول من طالب الاستعمارين الفرنسي والبريطاني بوقف التدخل في شؤون الأمة السورية الداخلية؟ وأول من أرسل مذكرة إلى عصبة الأمم ـ الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى ـ بأنها لا تملك الحق في تقرير مصير فلسطين، بل إن من يقرر مصير فلسطين هي الأمة السورية مجتمعة؟ ولأنه كان أول من كتب وحاضر وتحدث عن دور البترول في مقالته الشهيرة “البترول سلاح إنترنسيوني لم يستعمل بعد” وأهمية هذا السلاح في حماية مصالح الأمة القومية من الأطماع الغربية والاستيطان اليهودي.

وأضاف: “ألم يغتال أنطون سعادة لأنه كان أول من وضع البراهين العلمية عن وحدة سوريا الطبيعية تاريخيا وجغرافيا، فكان كتابه “نشوء الأمم” علامة فارقة، مبينا تاريخها الجلي، وعلاقة كيانات الأمة ببعضها، ومكامن القوة في وحدتها، ودورها الريادي في العالم العربي، الذي تشكل فيه سورية القوة الرئيسية في مقاومة الأخطار القادمة إليه، فهي سيف العرب وترس العرب والمؤهلة لقيادة العربي. نعم، نسأل لماذا اغتيل أنطون سعاده؟ هل لأنه كتب عن خطر الطائفية ودورها في تأخر الأمة وتراجعها، وأنها هي الخطر الأكبر على وحدة الأمة الثقافية والجغرافية والاقتصادية، وأن اقتتالنا على السماء يفقدنا الأرض؟.
تابع: “هل اغتيل سعادة لأنه أول من تحدث عن إرث الأمة التاريخي والجغرافي والديني والثقافي، وأهمية هذا الإرث في وحدة الأمة وتقدمها ورقيها، ولأنه آمن بأن في النفس السورية كل الحق وكل الخير وكل الجمال، وأن الدماء التي تجري في عروقنا عينها هي ليست ملكا لنا، بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها.

وتابع: “وهل اغتيل سعادة لأنه كشف زيف الحكام الطائفيين المذهبيين الذين ينبطحون أمام الأجنبي من أجل تنفيذ مآربهم الخاصة، والذين لم تختلف حزبياتهم الدينية والمذهبية عما كانت عليه لحظة اغتياله، إذ تكاثرت كالفطريات، ففرخت أحزابا وتنظيمات وحركات ومجموعات وعصابات بعشرات المسميات، التي لا تعرف من الدين إلى المسمى، وكلها تدعي حماية الوطن وضمان مستقبله وصيرورته وعزته واستقلاليته، بينما هي ليست إلا أداة طيعة في يد من يدفع لها أكثر، ويمول مشاريعها المذهبية.
وتابع سائلا أيضا: “هل اغتيل سعادة لأنه أول من وضع في دستور حزبه مبدأ “سورية للسوريين والسوريون أمة تامة”، وأول من وضع مبدأ فصل السلطات، ومبدأ “فصل الدين عن الدولة” وأول من وضع مبدأ المساواة بين كل أبناء الأمة رجالا ونساء من الفئات والمذاهب كافة على أساس المواطنية، والذي لو طبق في أمتنا لما كنا نعاني ما نعانيه اليوم من حروب وصراعات دينية وعرقية وكيانية. وكان أول من دعا إلى إيجاد قضاء عادل، بعيدا عن المذهبيات والحزبيات الدينية.

أضاف: “هل اغتيل سعادة لأنه كان أول من نادى بخطة اقتصادية موحدة، وأول من تحدث عن اقتصاد الأمة المتكامل بين كيانات الأمة التي تتكامل لناحية الإفادة من الموارد الطبيعية ومن الكفاءات العلمية الموجدة في الأمة السورية“.وقال: “في خطاب أول مارس آذار عام 1938، قال الزعيم الشهيد: “لا بد لي من التصريح في هذا الموقف، أن الخطر اليهودي هو أحد خطرين أمرهما مستفحل وشرهما مستطير. والثاني هو الخطر التركي. وهذان الخطرات هما اللذان دعوت الأمة السورية جمعاء إلى تأييد الحزب السوري القومي الاجتماعي في مناهضتهما في مواقفي العديدة منذ نحو سنتين. أما الخطر التركي فقد أصبح مداهما بعد نزع السيادة السورية عن لواء الاسكندرون. وأما الخطر اليهودي فقد أصبح مداهما بعد فشل ثورة 1936 وتدخل عناصر غير سورية في مسائلنا”، وسأل: “أيدرك اللبنانيون المغرقون في لبنانيتهم، ما هي الأخطار التي تهدد الشعب اللبناني؟.

وقال: “من المؤكد اليوم أن رفاقي في الحزب السوري القومي الاجتماعي يعرفون معنى هذا السؤال والتساؤلات الأخرى، ويعملون في نضال مستمر لتحقيق ثوابت الزعيم. فهنيئا لكم أن مؤسس الحزب هو شهيد لا يزال يعيش في قلوب الإنسان العربي، والمواطن العروبي“.
تابع: “ومن موقعي في حزب الطاشناق، أنا اللبناني الأرمني العروبي، أسمح لنفسي أن أحلم وأعمل من أجل:

ـ استقلال الوطن وسيادته وحريته.ـ ديموقراطية حقيقية، ليس ديموقراطية الصناديق، بل الديموقراطية حيث المواطن يعبر عن رأيه، ويدافع عنه في إطار مؤسساتي قانوني، لا ديموقراطية غرائزية صنادقية مزيفة.ـ وطن حيث الانتماء إليه شرف وفخر واعتزاز.ـ وطن ينعم بالاستقرار والأمن واحترام كرامة الإنسان.ـ دولة تنطلق من أسس احترام المواطن والمساواة والعدالة وحقوق الإنسان، حيث إلغاء الآخر جريمة، والعمالة جريمة، وتقديم أوراق الاعتماد إلى سفارات أجنبية جريمة.ـ حيث إهانة الجيش، والتشكيك في دور المؤسسة العسكرية الوطنية، والمدافع الأول عن وحدة الشعب والأرض أيضا تعتبر جريمة موصوفة لا تغتفر.ـ أحلم، وأعمل لأجل وطن يعرف أن يفرق العدو عن الصديق، وأن أعيش مع شركائي في الوطن، متفقا على المصطلحات والمفردات في القاموس، حيث لا لبس في مفهوم الشهيد والمقاوم والمناضل والعميل والسارق والمجرم والفاسد والمفسد والمفسد.
نعم، من حقي كمواطن شريك في هذا الوطن أن أحلم بكل هذه المبادئ، وأعمل لأجل العبور إلى الدولة.

وختم: “ولتكن مناسبة استشهاد أنطون سعادة مناسبة لتجديد الحلم والعمل سويا لتحقيق المبادئ السامية. فبهذه الطريقة فقط يعيش الشهيد أنطون سعاده وكل الشهداء الذين سقطوا فداء للوطن ووفاء للأمة“.

 

الحزب السوري القومي الاجتماعي يحييذكرى استشهاد أنطون سعادةوالنائب هاغوب بقرادونيان يلقي كلمة الطاشناق

Share This