كاتب مصري يدعو الى دعم القضية الأرمنية في مصر

نشرت “صدى البلد” مقالاً تحت عنوان “تركيا ومذابح الأرمن” بقلم محمد مندور الذي يقول إن المواقف التركية الأخيرة في سوريا وليبيا وأخيرا مصر، ومشاركتها العلنية والخفية في حمامات الدم التي تجري بين عرقيات وجنسيات عربية تذكرنا بتاريخ تركيا في مذبحة الأرمن منذ 98 عاما مضت.

ويتحدث عن الإبادة الأرمن ويقول: “في عام 2015 المقبل سيكون مر قرن كامل على مذابح الأرمن التى ارتكبتها القوات التركية أثناء الحرب العالمية الأولى، ورغم تأكيدات المصادر التاريخية إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين من قراهم ومساكنهم، إلا أن تركيا من جانبها ترفض الاعتراف بهذه الجريمة وتتهم آخرين من المشاركين فى تلك الحرب، بارتكاب المجزرة، التى يحييها الأرمن فى شهر إبريل من كل عام.

عام 1915 قام أجداد أردوغان في ظل تخاذل دولي بتنفيذ أكبر مذابح في التاريخ البشري للأرمن المعروفة باسم المذبحة الأرمنية أو الجريمة الكبرى. ويبدو أن مذابح الأرمن في تركيا علي يد أجداد رجب طيب اردوغان تلوح في الأفق مع تطلعات أردوغان في إعادة العهد الدموي للعثمانيين في بعض دول الجوار لتركيا ومحاولاته قيادة أو دعم مليشيات إرهابية في سوريا ومصر للقضاء علي كل ما هو مخالف أو مقاوم لأحلامهم أو سياساتهم.

فبعد انتصار مؤامرات أردوغان علي ليبيا وتحويل ليبيا إلي دولة مليشيات مقابل سرقة كل ثرواتها لصالح فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في ظل فقر شديد للسكان في ليبيا وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين ليبي عن بلادهم ،ثم التدخل العلني في سوريا، ومساندة نظام جماعة الإخوان في مصر، كل ذلك يذكرنا بما حدث للأرمن على أيدي الأتراك من مذابح راح ضحيتها ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة”.

ويرى الكاتب أن الحديث عن مذبحة الأرمن الآن، في غاية الأهمية بالنسبة لمصر ولدولة أرمينيا، فطالما طالبت أرمينيا دول العالم بالاعتراف بمذبحة الأرمن على يد الأتراك حتى استطاعت الحصول على اعتراف نحو 20 دولة بالجريمة الكبرى للأتراك ضد الأرمن. كما تعد تلك القضية حال سعي الخارجية المصرية بتوسيع التحرك الدولي لصالح القضية الأرمينية أحد أهم ورقات الضغط الدولي على تركيا، لوقف تدخلها في الشأن الداخلي المصري.

فمن المعروف أن الأرمن لهم بمصر علاقات تاريخية، فبعد تهجير الأرمن من تركيا فضلوا المعيش بمصر وبلاد الشام إلى أن أعلنت أرمينيا في التسعينيات استقلالها وأصبح للأرمن دولة مستقلة، إلا أن أرمن مصر ظلوا يفضلون العيش في الوطن الذي احتضنهم، وبات مع السفالة السياسية التركية الأمر ضروري لمزيد من الدعم لصالح القضية الأرمينية.

ويطلق الكاتب نداءاً قائلاً: “النداء الآن لكافة القوى السياسية وأساتذة القانون الدولي والدبلوماسيين والجالية الأرمينية بمصر لضرورة السعي نحو تحرك سريع ضد تركيا والاستفادة من الموقف الراهن لدرء الخطر التركي ومساعيهم خاصة في دول الاتحاد الأوروبي لإثناء الدول الأعضاء عن دعم ثورة 30 يونيو التي قامت بإرادة شعب لا ولن يقبل بتدخل خارجي في شؤونه”.

Share This