أردوغان “مرسي 2” بنسخة معدلة

ليون زكي لـ “دير شبيغل” الألمانية: نخشى أن تنزلق سورية إلى حرب أهلية

أبدى ليون زكي، عضو مكتب اتحاد غرف التجارة السورية وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب، مخاوفه من انزلاق سورية نحو حرب أهلية تمتد مفاعليها إلى سنوات وتتجاوز حدودها في حال استمرار تأجيج الصراع في الحرب الدائرة فيها من أطراف إقليمية ودولية. وأكد أن رئيس مجلس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيغدو نسخة معدلة عن “مرسي 2” المخلوع “أي سينال نفس صير الرئيس المصري محمد مرسي وفق السيرورة التاريخية لتطور الأحداث، ما سينعكس بشكل سلبي على مستقبل العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوربي”.

وقال زكي، في لقاء مع الصحفي في مجلة “دير شبيغل” الألمانية Christoph Router كريستوف روتر سينشر في ملحق خاص بسورية نهاية الجاري: “تتطور الأحداث في سورية بشكل مؤسف بعيداً عن أجندة مؤتمر (جنيف 2) للسلام والمقرر عقده في النصف الثاني من أيلول القادم على هامش اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة في يويورك مع إصرار دول إقليمية على تحقيق توازن عسكري في ميدان المعركة يقصي حضور المعارضة المسلحة عن المؤتمر ما لم يحدث التوازن، ما يعني تمديد عمر الأزمة وسفك مزيد من دماء الشعب السوري التوّاق إلى السلام والأمن والاستقرار والذي أنهكته حرب دولية على أرضه استمرت نحو سنتان ونصف السنة قتلت زهاء 100 ألف مواطن وشردت الملايين ودمرت البنية التحتية للاقتصاد وكادت أن تودي بقيمة العملة السورية ورفعت التضخم والبطالة إلى مستويات قياسية غير معهودة”.

وأضاف زكي: “الخطر الداهم الذي نحسه يتراءى في الآفق ويتمثل بدخول البلاد مستنقع الحرب الأهلية الذي سينتهك حتماً التفاهم التاريخي بين أطياف المجتمع السوري الذي كان مثالاً عالمياً يحتذى به في التسامح الديني والعيش المشترك للأقليات، ولم نكن نعتقد يوماً أن النسيج الاجتماعي للمجتمع سيتفكك ويقاتل كل طرف فيه الطرف الآخر”، لافتاً إلى أن السوريين الأرمن جزء أساسي ومهم من مكونات المجتمع السوري، “ولن تنأى بهم رياح الصراع عن نتائجه الكارثية التي بدأت تتظاهر بعمليات خطف وقتل وتشريد ممنهج لهم، ولكننا سنظل حريصين على الوحدة الوطنية ولن نقبل بالرحيل والانفصام النهائي عن بيئتنا لأن بقاءنا مرتبط بها ولا خيار آخر أمامنا”.

وعن دور الحكومة التركية في الأزمة السورية والمستقبل الذي ينتظر رئيسها، شدد ليون زكي في حديث للصحيفة أن أردوغان “انغمس بطريقة غير أخلاقية لا رجعة عنها في مستنقع الحرب السورية وبات مصيره مرتبطاً بمنعكساتها ونتائجها ثم تقاذف (الربيع التركي) سفنه المتبعثرة ليهدد فرصته وفرصة حكومته وحزبه بالبقاء على رأس السلطة في الانتخابات القادمة، والأرجح أنه سيلاقي قبل ذلك ذات مصير الرئيس مرسي مع استمرار مطالبة المحتجين الأتراك بتنحيه بما يفسح في المجال أمام العسكر للتدخل على الطريقة المصرية لوضع حد لأعمال العنف التي تركبها حكومته بحق المتظاهرين العزل ولحقن الدماء ورسم مستقبل أفضل للشعب التركي”، ونوه إلى أن تعامل الحكومة التركية بشكلمجحف وتعسفي مع المحتجين على سياساتها “أوضح صورتها الحقيقية وماهية نظرتها إلى مواطنيها أمام الرأي العام العالمي والأوربي بشكل خاص، الأمر الذي سيؤخر انضمام تركيا للاتحاد الأوربي لعدم التزامها بمعاييره على أرض الواقع لا في القوانين والتشريعات التي تسن والتي تبقى حبراً على ورق”.

Share This