كتاب الأرمن عبر التاريخ لمؤلفه مروان المدور

عنوان الكتاب: “الأرمن عبر التاريخ”

المؤلف: مروان المدور

تاريخ الاصدار: 1982

مكان الاصدار: بيروت لبنان

موقع الكتب: نيل والفرات

هذا الكتاب توخى منه المؤلف سد ثغرة واسعة في المكتبة العربية التي تكاد تخلو، وهي بالفعل كذلك، من أي مؤلف بالعربية عن تاريخ الشعب الأرمني وحضارته وعلاقاته بالشعوب والإمبراطوريات القديمة والحديثة على مدى القرون التي سبقت الميلاد وحتى اليوم، في حين أنه من السهولة بمكان، أن نعثر في أسواق ومكتبات بيروت ودمشق والقاهرة وبغداد وسواها من العواصم العربية على مؤلفات، وبالعشرات، موضوعة باللغات الحية الأجنبية: الإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية تتحدث كلها عن هذه المواضيع بالذات، أي عن تاريخ هذا الشعب وتراثه ومآسيه.

وهو محاولة متواضعة تحدث عن كينونة أرمينيا إحدى مراكز الحضارات الإنسانية المعدودة في العالم التي شهدت ولادة الإنسان القديم، تماماً كما هو الأمر بالنسبة لألمانيا والصين وأندونيسيا. وإذا ما عدنا لممضون هذا الكتاب نجد فيه دراسة تاريخية للأرمن، وانتماءاتهم الجنسية، وتشكلهم كأمة منذ الألف الأولى قبل الميلاد.

كما واهتمت بالحديث عن المسألة الأرمنية سواء على الصعيد المحلي، أثناء وجود الأرمن في الإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين والاضطهادات التي ارتكبت بحقهم، أو على الصعيد الدولي، حيث أبرزت المؤيدات الدولية المستندة إلى مصادر القانون الدولي التي تعضد هذه المسألة أمام الهيئات والمحافل الدولية المعنية فيما لو عرضت عليها هذه المشكلة المستعصية…

كما ركزت الدراسة في الوقت نفسه على استخلاص واستنباط الأحكام التي أصدرتها هذه الهيئات في قضايا مماثلة للمسالة الأرمنية بحيث يمكن اعتبار هذه الأحكام، وبهذا المعنى، رديفاً قانونياً ثانياً ودعماً للمؤيدات السابقة.

إلى جانب هذا اهتمت الدراسة بأبرز العلاقات العربية الأرمنية عبر التاريخ وموقف هذين الشعبين الموحد من سياسة الإمبراطورية العثمانية تجاههما (السياسة الطورانية بالنسبة للأرمن، وسياسة التتريك فيما يتعلق بالعرب)، ولما كان للأرمن وضع خاص في لبنان فقد أفردت الدراسة فصلاً خاصاً اهتمت فيه بتتبع وضع الأرمن اليوم في لبنان وسوريا، وببيان دورهم ومساهمتهم في الحياة الاقتصادية والثقافية في هذين البلدين، باعتبارهم مواطنين عرب لبنانيين وسوريين، من أجل هذا الغرض.

عمدت الدراسة إلى التفصيل حول توزع الأرمن المهني والسكاني فيهما، فضلاً عن بيان الجمعيات الثقافية والخيرية والاجتماعية العاملة في ميادين تمتين العلاقات بين الأرمن في الأقطار العربية من جهة، وبين الأرمن وأشقائهم العرب من جهة ثانية، وكذلك إلى تعداد المدارس والمعاهد والكنائس والأديرة والنوادي الرياضية الأرمنية ورجالات الأرمن البارزين على مختلف الأصعدة المذكورة في سوريا ولبنان.

وأخيراً أفردت الدراسة باباً خاصاً اتخذت عنواناً خاصاً هو “الأرمن بين الأمس واليوم” تناولت الحديث عن جمهورية أرمينيا السوفيتية الاشتراكية وأعلام الأرمن وتوزعهم العددي وبالعالم في العصر الحدي، كما شرحت وضعهم في القرون الغابرة عندما وصل العديد منهم إلى سدة الحكم “كأباطرة” في الدولة البيزنطية، وكحكام وأمراء وقادة جيوش في دول أخرى. إلى جانب هذا اهتمت الدراسة بإلقاء نظرة متفحصة بعض الشيء حول حضارة الشعب الأرمني وتراثه الروحي واللغوي والأدبي.

Share This