صحيفة “المشهد” المصرية تدعو قراءها لفتح ملف مذابح الأرمن

أجداد نيللي ولبلبة قتلوا في المذابح.. وتركيا ترفض الاعتراف بالجريمة

مذابح الأرمن.. شاهد على دموية “أجداد أردوغان”

بعد أقل من عامين، وبالتحديد فى عام 2015 سيكون قد مر قرن كامل على مذابح الأرمن التي ارتكبتها القوات التركية أثناء الحرب العالمية الأولى، ورغم تأكيدات المصادر التاريخية إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين من قراهم ومساكنهم، إلا أن تركيا من جانبها ترفض الاعتراف بهذه الجريمة، وتتهم آخرين من المشاركين فى تلك الحرب، بارتكاب المجزرة، التى يحييها الأرمن فى شهر أبريل من كل عام.

في عام 1915 قام أجداد أردوغان في ظل تخاذل دولي بتنفيذ أكبر مذابح في التاريخ البشري للأرمن المعروفة باسم المذبحة الأرمنية أو الجريمة الكبرى، التي راح ضحيتها ما بين 1 مليون و 1,5 مليون نسمة. وقد بدأت أولى عمليات الإبادة الجماعية سنة 1895 م عندما قامت السلطات التركية بقتل مئات الآلاف من الأرمن والآشوريين فى مدن جنوب تركيا وذلك بعد اتهام الأرمن بمحاولة اغتيال السلطان عبد الحميد الثاني، ولكن السبب الحقيقي لهذه المجزرة هو خوف العثمانيين من انضمام الأرمن إلى الروس والثوار الأرمن.

وفى يوم 24 أبريل 1915 م قامت السلطات التركية باعتقال أعيان الأرمن في اسطنبول وإعدامهم.. وبعد ذلك قامت باعتقال عدد كبير من الأرمن فى جميع أنحاء تركيا ثم قتلهم بالرصاص . أما النساء والأطفال فقد صدرت لهم الأوامر بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة، وإلا تعرضوا لعقوبة الإعدام، وكان عددهم حوالي 2 مليون نسمة .

وبالفعل خرجت العائلات الأرمنية من منازلها في طريقها للصحراء ثم تم قتل جميع الرجال الأصحاء، واغتصاب النساء.. وبعد ذلك تم صلب بعض نساء الأرمن عاريات على صلبان خشبية وترك باقي العائلات للجوع والعطش أثناء الطريق لمئات الكيلو مترات فى مناطق صحراوية مما أدى إلى قتل مليون ونصف أرمني. أما النصف المليون الناجون من المذبحة فقد ذهبوا إلى دول قريبة مثل سوريا – مصر – لبنان – العراق.

وقام الأتراك بالاستيلاء على جميع ممتلكات ومنازل الأرمن، مع العلم بأن عددا كبيرا من الأرمن فى هذا الوقت كانت لهم ممتلكات وتجارة كبيرة فى جميع أنحاء تركيا.

وقد دأبت أرمينيا على مطالبة دول العالم بالاعتراف بمذبحة الأرمن على يد الأتراك حتى استطاعت الحصول على اعتراف نحو 20 دولة بالجريمة الكبرى للأتراك ضد الأرمن.
وتجدر الإشارة إلىأن الأرمن لهم بمصر علاقات تاريخية ، فبعد تهجير الأرمن من تركيا فضلوا المعيشة بمصر وبلاد الشام إلى أن أعلنت أرمينيا في التسعينيات استقلالها وأصبح للأرمن دولة مستقلة، إلا أن أرمن مصر ظلوا يفضلون العيش في الوطن الذي احتضنهم.

ومن مشاهير الأرمن الذين عاشوا في مصر – بعد مقتل أجدادهم –  الفنانات؛ نيللي، ولبلبة، وفيروز الصغيرة التي قامت ببطولة أكثر من فيلم مع الفنان الكبير أنور وجدي، أشهرها “دهب”.

“المشهد” تدعو قراءها والخبراء  والمختصين لفتح ملف مذابح الأرمن، وكشف كافة المعلومات المتاحة؛ لفضح التاريخ الدموي للأتراك، وإجبارهم على التوقف عن التدخل في الشأن المصري الداخلي. كما تعد تلك القضية حال سعي الخارجية المصرية لتوسيع التحرك الدولي لصالح القضية الأرمينية أحد أهم أوراق الضغط الدولي على تركيا.

محمد أبو المجد

المشهد

Share This