الكاتب والمحلل السياسي حمدى السعيد سالم يسرد تفاصيل الإبادة الأرمنية ويطلب من تركيا عدم التدخل ويدعم القضية الأرمنية

كتب الصحافي والمحلل السياسي حمدي السعيد سالم مقالة بعنوان “يا اوردوغان: خليك في حالكم” في صحيفة “العنكبوت” حيث تطرق الى مسألة تدخل تركيا وخاصة رئيس وزرائها في الشأن الداخلي المصري، ومحاولة أردوغان لدفع مصر إلى “الاقتتال الأهلي” أو الحرب الأهلية، وعلاقته بالأخوان المسلمين…

حيث أورد قصة رواها على الشك التالي: “هناك قصة تحمل حكمة ولكنها مؤلمة …. تقول احداثها أن الطبيب البيطري قال: إذا لم ينهض الحصآن بعد ثلاثة أيام يجب قتله !!…الخروف سمع كل شئ فذهب إلى الحصآن و قال له انهض انهض !!!..لكن الحصآن كان مرهقا جدا لمرضه وضعفه …في اليوم الثاني قال له: انهض انهض !! لكن الحصآن لا يقدر لانه مريض جدا !!… في اليوم الثآلث قال له: انهض و إلا سيقتلونك !! فنهض الحصآن أخيرا !!… بعد أن نهض الحصان علم صاحب المزرعة بالخبر فقال مسرورا :لقد نهض الحصآن ، يجب أن نحتفل …إذبحوا الخروف احتفالا بهذا الخبر !!!… الحصان المريض فى القصة هو ( جماعة الاخوان المسلمين ) والخروف هو ( رجب طيب اوردوغان ) والعبرة من القصة هى : خليك في حالك ولا تتدخل فى شئون الغير !!… رئيس الوزراء التركى حشر أنفه الذى يجب كسره فى الشأن الداخلى المصرى حيث قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان : “ان الذين صمتوا عن الانقلاب العسكري في مصر اثبتوا ازدواجيه معاييرهم لانهم يعرفون ان مرسي كان سيطور مصر ويعطيها دفعه للامام وهو الامر الذي لا يناسبهم ولطالما ارادوا ان تكون مصر تابعه لهم ودميه في يدههم”….

ثم تطرق الى مسألة الإبادة الأرمنية حيث قال بأن “أوردغان نسي او يتناسى مذبحة الأرمن وخرج يتحدث عن القتل والتقتيل والذبح ..وياليته نصح جماعته بأن تحترم الدولة وتكف عن قتل وارهاب الشعب المصرى … يا اردوغان خليك فى حالك ولا تكن كالخروف الذى نفخ الروح فى الحصان ولكنه ذبح بسيف الارمن فى النهاية !!..”.

وألقى حمدي السعيد سالم الضوء على “مذبحة الأرمن التي يريد اردوغان اخفائها !!.”، حيث كتب: “لقد عاش الارمن منذ القرن الحادي عشر في ظل حكومات تركيا المتعاقبة التى كان اخرها الإمبراطورية العثمانية…. وقد اعترف بهم العثمانيون كملة منفصلة كاملة الحقوق….. وبحلول القرن التاسع عشر أصبحت الدولة العثمانية أكثر تأخرا وتخلفا من غيرها من الدول الأوروبية حتى أنها لقبت ب-“رجل أوروبا العجوز”….. وقد نالت خلال هذه الحقبة العديد من الشعوب استقلالها عن الدولة العثمانية منها : اليونان والرومانيون والصرب والبلغار. كما ظهرت حركات انفصالية بين سكانها العرب والأرمن والبوسنيين مما أدى إلى ردود فعل عنيفة ضدهم….على صعيد أخر يتهم عبد الحميد الثاني بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية…. ففي عهده نفذت تلك المجازر حيث قتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متتعدة….. بدأت عمليات التصفية بين سنتي 1894-1896 وهي المعروفة بالمجازر الحميدية…. كما قام عبد الحميد الثاني بإثارة القبائل الكردية لكي يهاجموا القرى المسيحية في تلك الأنحاء…. حيث قام أحد أفراد منظمة الطاشناق بمحاولة فاشلة لاغتيال اغتيال السلطان عام 1905 بتفجير عربة عند خروجه من مسجد, ولكن السلطان عفا عنه…. أدت هذه الحادثة والأنقلاب على حركة تركيا الفتاة في 1908 إلى مجازر أخرى في قيليقية كمجزرة أضنة التي راح ضحيتها حوالي 30,000 أرمني….

المحرقة الأرمنية أو المذبحة الأرمنية أو الجريمة الكبرى، تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى،…. وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدي إلى وفاة المبعدين….. تقدّر اعداد الضحايا الأرمن ما بين 1 مليون و 1.5 مليون نسمة…..الى جانب مجموعات عرقية مسيحية أخرى تم مهاجمتها وقتلها من قبل الإمبراطورية العثمانية خلال هذه الفترة كالسريان والكلدان والآشوريين واليونانيين وغيرهم، كما يرى عدد من الباحثين ان هذه الاحداث، تعتبر جزء من نفس سياسية الإبادة التي انتهجتها الإمبراطورية العثمانية ضد الطوائف المسيحية…..ومن المعترف به على نطاق واسع ان مذابح الارمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث, والباحثين يشيرون بذلك إلى الطريقة المنهجية المنظمة التي نفذت من عمليات قتل هدفها القضاء على الأرمن، وتعتبر مذبحة الأرمن ثاني أكبر قضية عن المذابح بعد الهولوكست, وكلمة الإبادة الجماعية صيغت من أجل وصف هذه الاحداث…..

على صعيد أخر توجد اليوم العديد من المنشآت التذكارية التي تضم بعض رفات ضحايا المذابح، ويعتبر يوم 24 ابريل من كل عام ذكرى مذابح الارمن، وهو نفس اليوم التي يتم فيه تذكار المذابح الآشورية وفيه تم اعتقال أكثر من 250 من أعيان الأرمن في إسطنبول… وبعد ذلك، طرد الجيش العثماني الأرمن من ديارهم، وأجبرهم على المسير لمئات الأميال إلى الصحراء من ما هو الآن سوريا، وتم حرمانهم من الغذاء والماء، المجازر كانت عشوائية وتم مقتل العديد بغض النظر عن العمر أو الجنس، وتم اغتصاب والاعتداء الجنسي على العديد من النساء….لايختلف اثنان أن أغلبية مجتمعات الشتات الارمني هى نتيجة الإبادة الجماعية…. لكن جمهورية تركيا، الدولة التي خلفت الإمبراطورية العثمانية، تنفي وقوع المجازر التي تؤكدها الأمم المتحدة؛ وفي السنوات الأخيرة وجهت دعوات متكررة لتركيا للاعتراف بالأحداث بأنها إبادة جماعية….. وحتى الآن، فقد اعترفت 24 دولة رسميا بمذابح الارمن بأنها إبادة جماعية، ومعظم علماء الإبادة الجماعية والمؤرخين يقبلون بهذا الرأي !!…

مع نشوب الحرب العالمية الاولى تطلعت العديد من الشعوب التي كانت خاضعة لسيطرة الدولة العثمانية عليها في نيل الاستقلال وتشكيل بلد قومي لها وكان الارمن من ضمن هذه الشعوب التي كان لها تطلعات بإنشاء وطن قومي وفي عام 1915 قامت جيوش الامبراطورية الروسية بالزحف نحو الدولة العثمانية واحتلت جوله ميرك و نيروه وفرشين التي تقع حاليا في جنوب شرق تركيا واتجهت القوات الروسية بعد احتلالها هذه المناطق إلى مدينة العمادية ….. وفي سنة 1916 زحفت القوات الروسية بقيادة الجنرال جيورونزبوف نحو بلدة راوندوز تصحبها اربعة افواج من المتطوعين الارمن والنساطرة و احتلت هذه القوات للبلدة و قامت القوات الروسية تساندها الوحدات الارمنية والنساطرة باحتلال بلدة خانقين وقد قامت القوات الارمنية بقتل خمسة آلاف من اهالي راوندوز وخانقين والمناطق المجاورة لهما بسبب كون هذه المناطق قد انحازت لجانب الدولة العثمانية في تصدي الهجوم الروسي على هذه المناطق وقد قامت هذه القوات بمصادرة كل المواشي والمحاصيل الزراعية وقد استمر إحتلال القوات الروسية والارمنية للمنطقة إلى قيام ثورة أكتوبر في روسيا في عام 1917 ….. وقد ادى انتشار اخبار المجازر التي قامت بها الوحدات الارمنية التي كانت تحت امرة الجيش الروسي بالمناطق الكردية إلى نزوح السكان من بلدة فان وماجاورها إلى المناطق الجنوبية كالعمادية وزاخو ودهوك والموصل وغيرها من المدن والمناطق الامنة !!…

على صعيد أخر يتفق معظم المؤرخين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون….. غير أن الحكومة التركية وبعض المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300 ألف أرمني فقط، بينما تشير مصادر ارمنية إلى سقوط أكثر من مليون ونصف أرمني بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآشوريين/السريان/الكلدان واليونان البنطيين….بسبب هذه المذابح هاجر الأرمن إلى العديد من دول العالم من ضمنهم أرمن سوريا، لبنان، مصر، العراق. ولا يزال الأرمن يحيون تلك الذكرى في 24 أبريل من كل عام…. الغريب أنه وحتى الآن لا تعترف دولة تركيا بهذه المذبحة بل وتثير هذه الرواية حساسية مفرطة لدى الاتراك الذين ينفون وقوع مذابح للارمن ويرون ان ما جرى هو حرب اهلية قتل فيها 200 ألف ارمني ومثلهم من الاتراك ويطالبون بتشكيل لجنة تاريخية محايدة لفحص الوثائق المتعلقة بهذه الحرب !!…حيث كان اخرها رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بشدة دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تركيا الى الاعتراف برواية ابادة الارمن على ايدي الاتراك ابان الحرب العالمية….ووجه اردوغان في اجتماع مع الكتلة البرلمانية لحزبه الحاكم انتقادات لاذعة لساركوزي لاستخدامه ما اسماه ب”خطابين مزدوجين” عند التحدث مع تركيا وارمينيا وقال “هذه ليست قيادة سياسية ..فالسياسة قبل كل شيء تتطلب المصداقية”….ودعا اردوغان ساركوزي الى التحلي بالصدق بدلا من “التواري وراء اغراض انتخابية” متهما اياه بدغدغة مشاعر الجالية الارمينية في فرنسا مع قرب الانتخابات العامة الفرنسية العام المقبل….وكان ساركوزي قد دعا انقرة خلال زيارة للعاصمة الأرمينية (يريفان) الى الاعتراف بتعرض 1.5 مليون ارمني لمذبحة على ايدي الاتراك في عام 1915 ابان العهد العثماني وقال انه “مضى من الوقت من يكفي للاعتراف بهذه الرواية”….. واتهم اردوغان الرئيس الفرنسي باستغلال هذه الرواية المزعومة لكسب ود الارمن في فرنسا والبالغ عددهم حوالي 600 ألف نسمة وقال انه “يتعين على رجال السياسة التفكير بتلبية احتياجات الاجيال القادمة وليس الانتخابات المقبلة”…وكان الرئيس ساركوزي قد اطلق تصريحات عدة في هذا الاطار اثارت المسؤولين الاتراك كان آخرها تقديم مشروع الى البرلمان الفرنسي لادانة من ينفي صحة رواية ابادة الارمن….

على الفور خرج القرداوي المعروف باسم يوسف القرضاوي وأعلن وقوفه الى جانب تركيا ضد قرار البرلمان الفرنسي الخاص بتجريم إنكار “مزاعم” المذبحة ضد أرمن الاناضول إبان الحكم العثماني….وجاء ذلك خلال وعظ خصص القسم الاكبر منه لموضوع القرار الفرنسي الخاص بما يسمى بتجريم إنكار “الإبادة العرقية ضد الارمن عام 1915” وذلك في مسجد “محمد بن عبدالوهاب” بدولة قطر….وندد القرضاوي بقرار مجلس النواب الفرنسي داعيا كافة المسلمين إلى التضامن مع تركيا ودعمها في هذا المجال….وأضاف:” يعد القرار الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي إهانة كبيرة لتركيا, وكذب وإفتراء موجه ضد التاريخ المجيد  للخلافة العثمانية” مشددا على وقوفه الى جانب الاتراك….

واليكم مصادر وآراء متعددة حول القضية: مثلا عندما دخل الإنجليز إلى إسطنبول محتلين في سنة 1919، أثاروا المسألة الأرمنية، وقبضوا على عدد من القادة الأتراك لمحاكمتهم غير أن معظم المتهمين هرب أو اختفى فحكم عليهم بالإعدام غيابيا، ولم يتم إعدام سوى حاكم يوزغت الذي أثم بإبادة مئات الأرمن في بلدته !!… والى شهادة يوكهابر، التي فقدت كل أقربائها في الطريق، حيث حكت شهادتها تلك في 1989 في باريس، المحطة الأخيرة ل “هجرتها”! تقول: (تم جلبنا إلى الشدادة، “مدينة سورية” إلى جهنم، جهنم هذه، كان لها فتحة بحجم طاولة، ولكنها في الأسفل كانت بحجم غرفة إلى غرفتين …… كانوا يمسكون بالنساء كالأكياس، يشعلون النار بأطراف ثيابهن و يرمون بهن إلى الأسفل ….. الكل يصرخ، يستغيث… عندما صرت في الداخل، قفزت لأجد نفسي جريحة مرتجفة في إحدى زوايا جهنم، وغبت عن الوعي ….. في اليوم التالي أتى الرجال إلى جهنم، لم يكونوا هذه المرة أتراكاً وإنما عرباً …… كانوا يبحثون عن الذهب، لقد رأيت بعيني كيف كانوا ــ لاعتقادهم بان النساء ربما يكن قد بلعن بعض القروش الذهبية ــ يبقرون بطونهن…. قذفوني من زاوية إلى أخرى، صرخوا في وجهي، تعري تعري ….عندما توسلت مراراً وتكراراً، بأنني لا أملك شيئا،ً ولم أكل أو أشرب منذ أيام …. دخلت الرحمة إلى قلب أحد الرجال ….. وتدلى أحدهم إلى الأسفل بحبل، ليخرجني من جهنم. في الخارج كانت تنتشر جثث النساء والأطفال المبقورة بطونهم….وعندما أصبحت لهم، أخذوني خفية عن عيون الجندرمة الأتراك، في المنزل حضنتني أمهم باكية، وقبلتني …. لقد كنت الناجية الوحيدة من جهنم….

وشهادة آرام جورجيان من سيباستيا “سامسون”، الذى كان يبلغ من العمر 10 سنيين وقتها ، عندما تم طرد العائلة نحو محطات الموت، التي روى عنها في 1989 نهاراً بكامله ، في منزله في باريس :(حتى الاَن، كان يرافقنا أربعة إلى خمسة من الجندرمة، من مدينة إلى أخرى، يتم تبديلهم. لكنهم اختفوا في هذا اليوم ….. حيث تمت متابعة طردنا من قبل الأكراد، إلى حقل، كان يجب أن ننام فيه…. عندما بزغ الفجراستيقظنا على صرخات الخوف والاستغاثة, حيث أختفى كل الذين كانوا على أطراف القافلة، وعلى الخصوص الفتيات …. العصابة فعلت كل شيء، للحصول على ما كانت تعتقد بوجوده من قطع ذهبية معنا ….. قطعوا الرؤوس, بقروا البطون, الذين بقوا أحياء تركوهم عراة كما ولدتهم أمهاتهم ….أخذوا أيضاً أخواتي الصغيرات معهم، ابزوهي 14 عاماً , ساروهي 15 عاماً، أمي وأنا، كنا عراة تماماً، الكل الكل عراة …….عندما عبرنا الفرات، دفنا أختي الصغيرة سيرفات في الرمل. كانت الوحيدة من عائلتنا التي استطعنا أثناء مسيرة الموت دفنها …تابعنا السير نهاراً كاملاً ونحن عراة، الاَن لا يوجد أحد يأمرنا أو يدلنا على الطريق ….. تابعنا المسير لوحدنا، حيث وصلنا إلى بئر كان رجل يغرف الماء منه, كنا عطشى , توسلت أمي وتضرعت إليه، أن يتركنا نشرب الماء … قال أن الماء هو لحيواناته , استمرت أمي بالتوسل , نظر الرجل إلي وقال إذا أعطيتني هذا الصبي أترككم تشربون الماء…. وافقت أمي فوراً حتى نستطيع شرب الماء  ….

شهادات يوكهابر وارام لم تنشر إلى اليوم. معهد بحوث التهجير وإبادة الجنس في جامعة بوخوم، يحتفظ به مع 138شهادة أخرى، أدلى بها الناجون من المذابح ….ميهران دباغ مديرة المعهد، وإحدى الأطفال الناجين من المذبحة، قامت بتوثيق هذه المقابلات، مع آخر الشهود اللذين عاشوا المذبحة.. وذلك فيما بين الأعوام 1988ـ1996. تعتبر هي وكل الأرمن الذين يعيشون في المنافي اليوم، أن المذابح بدأت في 24 ابريل 1915 قبل 90 عاماً ….إن الطرد والإبادة المنظمة التي طالت على أقل تقدير مليون إنسان، تحت ظلال الحرب العالمية الأولى كانت البداية الدولتية لتشريد وقتل الشعوب وتنظيف الدولة من الأثنيات والأقليات في القرن العشرين ….يصف الأرمن ما جرى بكلمة أرمنية : “اغهيت” وتعني الجريمة التي يرتكبها الغرباء، والتي تحطم الذات وتعدمه …..أما الأجانب اللذين تطرقوا إلى المذبحة الأرمنية في نهايات القرن ،19 استخدموا لأول مرة في وصف الجريمة كلمة الهولوكوست ,هكذا كتبت عضوة البعثة الأمريكية كورينا شاتوك، والتي عاشت العام 1895 في مدينة أورفا عندما وصفت كيف تم حرق الأرمن الملاحقين في إحدى الكنائس، في رسالة لأختها …..وفي العام 1933 وصف الشاعر اليهودي فرانس فرفل في روايته ، أربعون يوما في جبل موسى، قافلة الموت الأرمنية، بنبؤة بمعسكر الموت المتنقل…..

أما تركيا وعبر كل حلقات سلطاتها الحاكمة حتى اليوم، فقد أنكرت بشكل قاطع بأن ما وقع هو قتل جماعي أو إبادة للجنس البشرى … لماذا ؟!!….لأن الإبادة والقتل ، مسائل متداخلة بشكل وثيق مع تحديث وتطوير الدولة التركية، كما تقول ميهران دباغ….إن ذلك حدث مباشرة على مشارف التاريخ الحديث، عند تحولت السلطنة العثمانية المتعددة الأثنيات، إلى دولة قومية بأيديولوجية تركية…. المؤرخ التركي تانر أكشام، من معهد الأبحاث الاجتماعية في هامبورغ سابقا، والعامل حاليا في جامعة مينوسيتا أوضح ذلك بقوله: إن وصــم مؤسسي الدولة التركية الحديثة، والذين يقدرون كأبطال اليوم، كمجموعة من الأشرار، يمكن أن يضع شرعية الدولة موضع التساؤل !!!… لذلك، تدعي هذه الدولة منذ عشرات السنيين بأن الهجرة، كانت ضرورة عسكرية مشروعة في الحرب ضد روسيا والقوى العظمى إنكلترا وفرنسا ….. وأن الأرمن في تلك الظروف كانوا أقلية من الانفصاليين يسعون لوضع أنفسهم وقواهم في خدمة روسيا !!…هذه التبريرات التي تسوقها أنقرة الآن ، من خلال مقترحها الأخير ،والذي يستهدف كسب الوقت أولا ، والمتضمن تشكيل لجنة، تضم ممثلي مختلف الأطراف،من المؤرخين، لدراسة الدلائل والوثائق التاريخية المحيطة بالأحداث وفحصها بشكل جاد، ورصين…. في مقابلة لمحمد علي ارتم جيلكن السفير التركي في برلين مع جريدة الدي تسايت يقول : إنه آمر مخل بالمصداقية، في موضوع يختلف فيه المؤرخين، إن يتم إجبار تركيا على الاعتراف بارتكاب جريمة غير مؤكدة … إذا كان الأرمن يعتقدون بأن تركيا، و بسبب دخولها الاتحاد الأوربي ستفعل ذلك فهم مخطئون !!…

عندما تصف دولة ما أو هيئة، المذبحة على إنها إبادة جماعية، ترد عضوة حلف الناتو، تركيا، حتى اليوم بنفس الشكل: إن ملابسات الحرب قد تم إيضاحها….هكذا يقول المؤرخ فولفغانغ بنتس …24 دولة، منها فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا, اعتبرت المذبحة، جينوسيد ـ جريمة ضد الانسانية ـ وأدانتها، وتلقت على أثر ذلك ردود فعل سريعة من تركيا …. ألمانيا لم تقم بذلك مع أمريكا وإسرائيل ….وألمانيا الاتحادية التي تعتبر رسميا انه لم يكن هناك مذبحة، ولا توجد بالنسبة لها هاجس الكذبة الأرمنية …. سبب ذلك أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي ” الحاكم الآن ” يخاف من فقدان أصوات المواطنين الأتراك، الذين يشكلون جزء تقليدياً من قاعدته الانتخابية …. الدولة، لا تريد تعريض السلام الداخلي مع مواطنيها الأتراك للمخاطر…لقد كان مستهجنا بالنسبة للسفارة التركية، أن تذكر ولاية براندنبورغ في مناهج التاريخ الألماني، في معرض شرح النتائج المأسوية للحرب : الطرد ـ القتل الجماعي وعلى سبيل المثال، الإبادة الجماعية للشعب الأرمني في أسيا الصغرى…. هذه الجملة التي اعتبرت بمثابة ضربة حقيقية للدولة التركية، مما استدعى تدخل الدبلوماسية التركية في الموضوع….على الأقل بالنسبة لتدريس التاريخ ،هكذا هو الأمر، حيث وجه وزير التربية التركي ، كل مدراء المدارس فى 2003 إن يلزموا طلابهم، بإنكار وقوع المذابح الأرمنية !!…البرلمان الفرنسي أعترف في سنة 2001 بالمجازر الأرمنية، بشكل رسمي، مما جلب مباشرة، ردود فعل تركية حادة، حيث تم سحب السفير التركي بشكل مؤقت، وتمت الدعوة إلى مقاطعة البضائع الفرنسية . وتم سحب تعهدات من الشركات الفرنسية بمئات الملايين من الدولارات حتى سائقي التاكسي لم يعد ينقلون السياح الفرنسيين، كذلك بالنسبة لشركات النقل الجوي وخدماتها …إسرائيل أيضاً تلقت ضغوطاً تركية، عندما أرادت إدراج المذابح في الكتب المدرسية ، لكن الحكومة سحبت المشروع…. في العيد الوطني لإسرائيل عام 2003 ، دعي أحد رجال الدين الأرمن لحضور الاحتفال في القدس ….. زعقت أنقرة مرة أخرى فما كانت من الحكومة الإسرائيلية أن ألغت من بروشور الاحتفال الأسطر التي تقول بأن أجداد الراهب هم من الناجين من المجازر !!…في عام 2001 ، أدت الاحتجاجات التركية إلى سحب مشروع قرار من الكونجرس، كان يعتبر أحداث 1915 بمثابة إبادة جماعية …. الرئيس كلينتون سحب المشروع في اللحظة الأخيرة، بالنظر إلى المصالح القومية الأميركية كما قال !!…

في بداية التسعينيات، تمكنت الدبلوماسية التركية، وبمساعدة إسرائيل والمنظمات اليهودية الأميركية ذات المصلحة، من إلغاء ما كان مخطط له منذ البداية، بإدراج جناح للمجازر الأرمنية في متحف الهولوكوست في واشنطن بعد ما كان الجناح جاهزاً بكل تفاصيله ….ادوارد لاينتال، كتب فيما بعد في كتابه عن متحف الهلوكوست : الساسة الأمريكيون، لم يتوقفوا عند ان هناك، حيث اصطدم أحياء ذكريات تاريخية مع الضرورات المصلحية، لإرضاء الشريك، عضو الناتو قد ألقى على متحف الهولوكوست بظلال ثقيلة ….البرلمان الأوربي أعتبر في تموز 1987 “إن الأحداث التراجيدية لأعوام 1915 ـ1917 ، هي عملية إبادة جماعية، استناداً إلى معايير اتفاقية الأمم المتحدة في 1948″….وربط انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي، على اعتراف تركيا بالمذابح الجماعية للأرمن، ولكن بدون ترتيب تبعات سياسية أو قانونية أو مادية تبعاً لذلك الاعتراف ….أبدت أنقرة غضبها، ولكنها أبدت استعدادها، لإقامة اتصالات مع المنظمات الأرمنية غير الحكومية ، وعلى نفس السوية….. هذا ما أرضى البرلمانيين الأوربيين ، ودفع إلى سحب ذلك الاقتراح بالربط بين دخول تركيا وموقفها من الإبادة تلك ….قبل أيام قليلة ، أضطر الكاتب التركي أورهان باموك، إلى إلغاء زيارته المقترحة إلى ألمانيا، لإلقاء محاضرات ثقافية …… بعد تلقيه تهديدات بالقتل، هو وكل المدافعين عنه، لأنه قال في مقابلة مع جريدة تاغز تسايتونغ السويسرية: قتل هنا ثلاثين ألفاً من الأكراد وما يقارب مليون أرمني ولا يوجد تقريباً أحد يتجرأ على ذكر ذلك ” واعتبرته الصحافة التركية خائناً مما أد إلى اعتزاله الحياة العامة …..وفى ألمانيا عندما تقدمت كتلة الديمقراطية المسيحية قبل فترة باقتراح مناقشة المذابح الأرمنية في البرلمان، والاعتذار عن الدور الألماني فيها، ومع أن المقترح لم يستخدم كلمة المذبحة، إلا أن السفير التركي في برلين، رد بتهديد مبطن، من أن هذا الاتهام الشائن، ونبش التاريخ التركي بهذه الطريقة، سيؤدي إلى إغضاب مواطنينا الأتراك المقيمين في ألمانيا ….لا أحد يريد ذلك….. عندما تؤدي ذكر الوقائع التاريخية إلى إغضاب المواطنين الأتراك، هذا يعني أن الدولة تمنع مواطنيها من الإطلاع على جزء من تاريخه !!…في تركيا اليوم، يعيش الجيل الرابع بعد زمن التراجيديا الأرمنية، جيل ليس لديه آية معلومات عن الأحداث ….. ولكن يوجد بعض الجريئين في المجتمع المدني ، يحاولون إضاءة الزوايا المعتمة في الذاكرة الجماعية والحوار بدون خجل أو إكراه حول المسألة الأرمنية لكن الدولة تقف كالعادة في مواجهتهم …..

كلما اقتربت تركيا من قلب أوربا، يزداد الشقاق والبعد عن الذاكرة الضائعة للبلاد…. على صعيد أخر لم يظهر قبل الآن بهذه القوة، حاجة تركيا الماسة إلى التخلي عن القراءات الخاطئة للتاريخ، لكي تستطيع الدفاع عن قيمها، كما في هذه الحقبة الأخيرة….لإعادة إنتاج هذه القيم، وإنقاذها، تملك تركيا الكثير من المساهمات التي لا تنسى ….مثلا عندما طرد الأسبان الكاثوليك، اليهود، في 1492 احتضنتهم السلطنة العثمانية…. ودخل الكثير من البوسنين، الذين لاحقتهم الكنيسة الكاثوليكية، بشكل دموي إلى الإسلام، حيث وفرت لهم السلطة العثمانية الأمان والطمأنينة …. البعض من أحفاد هؤلاء ، كانوا ضحايا أحدث مذبحة بشرية في ساربرتتسا في أوربا، على يد “المسيحيين” الصرب ….وعندما وقفت تركيا على الحياد في الحرب العالمية الثانية، استطاع الكثير من المهاجرين الألمان، أن يجدوا هناك الحماية والأمان ….كيف حصل ما حدث فى عام 1915 وتم تخريب هذا التراث ؟!…بداءة كل ذي بدء، لقد وجد الجنرال العثماني محمود جميل نفسه مجبراً، أن يصدر أمراً بتعليق كل مسلم أمام بيته، فيما لو أنه أنقذ أرمنياً كما يقولون !!….الطبقة التركية العليا كانت خائفة من انهيار السلطنة العثمانية، والقوى الكبرى كانت تتربص للحصول على تركة الرجل المريض …… تفسير أنقرة الرسمي للتراجيديا، يعيد الأحداث إلى ظروف الحرب على جبهة القوقاز، لكنها تنسى أن القضاء العسكري التركي قد أجاب على هذا السؤال بتجريم الجناة !!….و في 1919 ، أسس السلطان أول محكمة في التاريخ ، لمحاكمة المجرمين ضد الإنسانية . محكمة استنبول هذه، والتي أتت تحت ضغط القوى الكبرى، فرنسا وإنكلترا آنذاك، وبالعكس من محاكمات نيرنينبورغ، تــم الحكم فيها وفــق القانون العثماني ….الاتهام رفض كل المبررات التي تقول: بأن وضع الحرب على الجبهة الشرقية كان سبباً لهجير الأرمن من مدن غرب تركيا …. وأثبتت المحكمة، بأن لا الضرورات العسكرية، ولا الأحوال الاستثنائية، كانت تستدعي هذا التهجير و الطرد !!…أيضا ادعاءات أنقرة اليوم، بأن أرشيف الحكومة آنذاك، لا يحتوي على أية أوامر بالقتل والإبادة ،لا بل انه كان يتضمن توجيهات للإدارات العثمانية، بتأمين الحماية والإمدادات للمهاجرين ، قد فندتها المحكمة آنذاك …. بان منظم التهجير، وزير الداخلية طلعت باشا، ولإخفاء المسؤولية عن ذلك، كان يستخدم دفتراً للأوامر السرية لهذه الغاية …. في الأوامر الرسمية، كان يوصي بحماية ورعاية المهجرين، وبعقوبات قاسية للذين يتعرضون لهم بالأذى …. ولكن الأوامر الحقيقية، كانت تأتى من المبعوثين الخاصين، الذين أوفدهم إلى المناطق، للقيام بهذه المهمة …

في 1919 لم يكن قد ظهر بعد، مصطلح الإبادة الجماعية أو الجينوسيد, لكن الاتهام أستخدم تعبيراً رديفاً لذلك آنذاك “قتل الشعب بالكامل” ….. وبسبب ذلك، وفي ثلاث قضايا في محكمة استنبول تم إصدار 17 حكماً بالإعدام ثلاثة منها بشكل قطعي بحق هؤلاء الذين يعدون اليوم أبطالاً ….القيادة التركية الفتية والتي حكم عليها غيابياً بهذه الأحكام ، وزير الداخلية طلعت باشا ،ووزير الحربية أنور باشا، هربوا في 1918 في عنبر سفينة ألمانية إلى الخارج … طلعت باشا قتل في برلين، في 1921 على يـد طالب كان قد فقد كل عائلته في مسيرة الموت تلك, وانور قتل في 1922 في أواسط آسيا في اشتباك مع أحد الفرق البلشفية ….هكذا قضت القيادة التركية الفتية، والتي كانت تنتمي إلى مدرسة متراصة متشددة، استمرت لقرن كامل …. هذه المدرسة التي أرادت تحديث السلطنة القديمة، وفق الأفكار الأوربية الحديثة, منظمتهم ” جمعية الاتحاد والترقي، كانت تبحث لدى المفكرين البارزين أمثال غوستاف لوبن والداروينية، عن مشروعية حكمها، لكي تصقل السلطنة العثمانية في مجتمع ودولة تركية متجانسة، اسمته “وطن ” …. رسالتها، هي ما تسميه توران، وتعني توحيد جميع الشعوب، ذات اللغة التركية في أواسط أسيا… هذا الهدف هو الذي جر تركيا للوقوف إلى جانب ألمانيا والنمسا في الحرب العالمية الإولى …إفناء أو استئصال الأرمن ــ كما وصفتها محكمة استنبول ــ كانت عبارة عن تنظيف السلطنة من الأثنيات القومية، لجعل إمكانية قيام دولة تركية حديثة، إمكانية واقعية , لكن لم يسمح للقضاء التركي البحث عن الحقيقة آنذاك مطولاً ….. حيث بدأت بالفعل ،عملية تحويل السلطنة إلى دولة حديثة ، بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة،و بأيدٍ حديدية، ولكن ليس بنفس الدرجة من العنف والقتل…. لذلك يعتبر كمال مصطفى ، والذي تم تكريمه بتسميته أتاتورك ” أبو الأتراك “، عن حق في كتب التاريخ، بمؤسس ومبدع تركيا الحديثة…ولكن الذي لا يعلمه الجيل الحالي في تركيا، انه في 24 ابريل 1923 وبعد يوم واحد من تأسيس أول برلمان لتركيا الحديثة ، أدان كمال أتاتورك إبادة الأرمن، واعتبره عملاً مخزياً ولو أنه أردفه بأنه عمل مخـزٍ من الماضي …..بعد ذلك بقليل، أحتل العديد من مدبري المجازر مواقع قيادية في حركته القومية، وحكومته الجديدة ….

لا يوجد بلد أخر غاص في مصير الأرمن مثل ألمانيا ، كان المئات من الضباط يساعدون في إدارة عمليات القيادة العامة التركية ….. بعض الجنرالات ساهموا في تخطيط وتنفيذ التهجير، ولكن الجميع كانوا شهوداً …. عبر شبكة قنصلياتها، كانت حكومة الرايخ تتلقى المعلومات عن ما يحصل، خلال مسيرة الموت والقتل حتى في أبعد وأخر قرية في الأناضول ….. القناصل أمطروا السفارة في استنبول ووزارة الخارجية ومكتب رئيس الحكومة بصرخات متشككة، أن يتحركوا في وجه القتل الذي يمارسه الحليف التركي ….. تحت إحدى رسائل السفير باول كراف فولف ، كتب المستشار الألماني آنذاك يتوبالد بيتمان : هدفنا الوحيد هو أن تبقى تركيا حتى نهاية الحرب إلى جانبنا ولا يهم فيما إذا ذهبت الأمة الأرمنية إلى نهايتها أم لا…

المستندات الرسمية في أرشيف الدولة، وتقارير المراقبين، والكثير من الدبلوماسيين، توفر الكثير من المنابع المهمة للمؤرخين….. أنقرة لا تستطيع هكذا ببساطة اعتبارها بروبوغاندا معادية، كما هو منشور على موقع السفارة التركية…..لقد جلب الجنرال الألماني هانس فون زييكت، الذي غادر تركيا كآخر مبعوث بعد الهزيمة في الحرب العالمية الأولى ، حقيبة مملوءة بالمستندات العائدة للحزب الحاكم في تركيا آنذاك …. والتي تم إتلافها، إما بأوامر رسمية أو خلال الهجمات الجوية في الحرب العالمية الثانية …. ومع ذلك توجد المستندات الكافية التي تجعل الوقائع مستوفية لمعايير الإبادة الجماعية وفق إتفاقية جنيف !!….فى الختام يجب أن يوقع مندوب مصر بالأمم المتحدة على الوثيقة الدولية للاعتراف بمذابح الأرمن التي قام بها الجيش التركي وراح ضحيتها مليون قتيل….بهذا التوقيع ومع التحرك الدبلوماسى مع السعودية والامارات والبحرين وغيرها من الدول العربية والاجنبية نزيد عدد الدول الموقعة على الوثيقة الدولية للاعتراف بمذابح الأرمن التي قام بها الجيش التركي وراح ضحيتها مليون قتيل وتنبنى القضية دوليا والتنديد بها حتى يتم يتم حرمان تركيا من الانضمام للاتحاد الاوروبي لكونها دولة ارهابية ارتكبت مذابح وجرائم ابادة جماعية !!.. وعلى مصر أن تطالب تركيا دوليا بأن ترد لها اموالها التى دفعت بالخطأ لتركيا …حيث ظل للاسف الجهاز الادارى فى مصر يدفع بالعادة او بالنسيان استحقاقات الجزية العثمانية من سنة 1915 الى سنة 1955دون وجه حق وبدون اساس …. وفى هذه الفترة دفعت مصر بالجنيهات الذهبية مبلغا مقداره 23174984 جنيها ذهبيا على حسب تقرير وزارة الخارجية المصرية رقم (115-342-06) الذى قدم لعبد الناصر بناء على طلب عبدالناصر من الخارجية تقديم مذكرة عن الموضوع …على الرغم من ان علاقة مصر بالخلافة العثمانية قد انتهت رسميا من سنة 1914 باعلان بريطانيا الحماية على مصر !!…وجاء فى تقرير او مذكرة الخارجية رقم (115-342-06) عن الموضوع :”ان مصر دفعت فعلا, ودفعت بغير حق, وانها تستطيع مطالبة تركيا بما اخذته وتضيف عليه فوائد بواقع خمسة بالمائة سنويا – وهو سعر الفائدة العالمى السائد وقتها- ثم يكون لها ان تنتظر من تركيا رد المبلغ وفوائده وقد اصبح على هذا الاساس اكثر من سبعين مليون جنية – باسعار الخمسينات, اما بقيمة النقود الان يصبح هذا المبلغ قرابة العشرة الاف مليون دولار”. ألم أقل لك يا اوردوغان خليك فى حالك ولا تكن كالخروف !!…

Share This