عمليات محدودة وتداعيات متوقعة

بدأ التدخل العسكري ضد سوريا يتوضح تدريجياً. فالمعطيات تجعلنا نفكر بأن القوات التي تنظم العملية تتحرك بحذر شديد.

القوى الغربية والناتو قررت تنفيذ ضربات عقابية بشكل منفصل عن الأمم المتحدة وربما رغم غياب قرار متخذ من قبل المجتمع الدولي.

وتستعرض موسكو أمام العالم بتردد خطواتها الاستراتيجية بخطوة الى الأمام وخطوتين الى الوراء، وهي التي تسلمت الدور الحاسم في المسألة في سوريا، والمعروفة بحزمها في التمسك بأهم مؤيديها في المنطقة.

فإن كانت روسيا تصرح من جهة أنها لن تتدخل في حرب ضد سوريا، ومن جهة أخرى تحذر المقدمين عليها من أي خطوة مماثلة بأنه سيكون لها عواقب غير متوقعة.

وتقوم إيران القوة المهمة في المنطقة، دون التصريح بالجزء الأول، بالتحذير الآخر، وهي التي تملك وحدات عسكرية متمركزة وفي هذه الحالة في منطقة الجوار لسوريا أي حزب الله.

من المثير للاهتمام أيضاً تصريح حزب الله بحيث انه لو تخطت العمليات الخطوط المحدودية وتحولت الى توازنات للقوى على الأرض، حينها سينجر حزب الله أيضاً في الحرب.

لنركز في التصريح على الجزئية التي تفتح مجالاً للتعليق. لنحاول تجزئة التصريح بدءاً من جزء الاستنتاج. حزب الله ينجر في الحرب ويشارك أيضاً لو تم تنفيذ عمليات تهدف الى تغيير توازنات القوى. هذا يشير الى أنه، وهنا نأخذ بعين الاعتبار الجزء الأول، لو بقيت العمليات محددة، عقابية، “تأديبية” أو تحذيرية، فإن حزب الله لن ينجر الى الحرب.

الرسالة مشوشة ولا تحمل معنى. لأن حزب الله لا يصرح عن انجراره في حرب اقليمية الا بعد اتفاقه مع القوة الاقليمية العظمى ايران. إذاً الحديث هنا عن الانجرار الشرطي لايران. في الوقت ذاته ايران تقول ما تصرحه روسيا، أي عدم انجرارها في الحرب. يجب ألا ننسى طبعاً تحذير ايران من التداعيات غير المتوقعة.

والآن، لنفكر أيضاً هل يقدمون على الخطوة دون تحييد الاحتمال الكبير للمخاطرة بالتداعيات غير المتوقعة للعمليات العقابية؟. هناك اتفاق غير مرئي وصامت في كل ذلك.

إن كان تمركز السفن البحرية في أعماق البحر المتوسط، وأعماق المياه المجاورة لسوريا محتكراً من قبل موسكو حتى الآن، فإن سفن أمريكية أيضاً تطفو الآن على نفس المساحة.

المعطيات تجعلنا ندرك اذاً أن الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات محددة ضد المؤيد الأهم لموسكو وايران في الشرق الأوسط تعطى فقط عند تأمين وضوح تداعيات متوقعة. على الأقل في هذه المرحلة.

شاهان كانداهاريان

رئيس تحرير أزتاك الأرمنية – بيروت

30 آب 2013 

Share This