الدراما التركية خطر علي الأسرة العربية

مبادرات مقاطعة الدراما التركية في مصر كان يجب ان تحدث منذ ان اقتحمت هذه المسلسلات الشاشات العربية في عام‏2007‏ وتحولت انظار المشاهدين لمتابعة هذه الأعمال حتي صنع العرب من الكومبارس الأتراك نجوما.

ومنهم الممثل التركي كيفانتش تاتليتوغ الشهير مهند الذي لمع وأصبح نجما في مصر والعالم العربي من خلال مسلسل نور الذي عرض في قناة ابو ظبي عام2008 واعيد عرضه في معظم الدول العربية ومنها مصر التي سارع بعض المنتجين الي شراء المسلسلات التركية لرخص اسعارها وحشوها بالاعلانات حتي تحولت الي موضة وقبل قيام محطة الام بي سي بعرض مسلسل اكليل الورد عام2007 لم يكن المسلسل التركي له وجود في العالم العربي… فقد غابت الفنون التركية عن مصر بعد انتشار.ولم يكن للفن التركي وجودا سوي في افلام الفيديو التي تتضمن مشاهد اباحية وتباع سرا عند اكشاك تأجير وبيع افلام الفيديو وكان ذلك قبل انتشار السي دي وانتهاء ظاهرة افلام الفيديو.
ويعد مسلسل اكليل الورد هو مسلسل درامي اجتماعي تركي, من إنتاج عام2004, وأول ممسلسل تركي يدبلج إلي العربية وكان بوابة نجاح الدراما التركية في العالم العربي فبعد نجاحه انهالت العروض علي احدي شركات دبلجة المسلسلات التركية ومقرها سوريا حتي ان منتج سوري تعاقد مع نجوم الدراما السورية ومنهم مكسيم خليل للتفرغ لدبلجة الادوار التي يقوم بها ممثلون اتراك ومنهم مهند. وقد تجاوز عدد الاعمال التركية التي دبلجت وعرضت في مصر والعالم العربي منذ عام2007 وحتي الاعمال التي تم وقفها منذ ايام الي50 عملا, حتي أنه في عام واحد وهو2008 عرض في الفضائيات العربية عشرة مسلسلات تركية هي سنوات الضياع, دموع الورد, ونور, لا مكان لا وطن, لحظة وداع, الاسم المستعار, الأجنحة المنكسرة, الحلم الضائع, وادي الذئاب, وتمضي الأيام. وفي عام2009 الذي اعتره بعض المنتجين نكسة المسلسل المصري بل والسوري, عرض في الفضائيا العربية اكثر من15 مسلسلا تركيا منها ويبقي الحب, حد السكين, الغريب, ميرنا وخليل, قلب شجاع, الحب المستحيل, وعاصي وموسم المطر, واعتبر البعض ان تركيز بعض القنوات العربية علي المسلسل التركي هو استهداف للدراما المصرية, خاصة بعد ان توقفت بعض القنوات العربية عن شراء المسلسل المصري بل والمشاركة في انتاجه.
وحاول بعض المنتجين في مصر الحد من سيطرة المسلسل التركي خاصة بعد النجاح غير العادي الذي حققه مسلسل’ حريم السلطان بأجزائه وجذبه للإعلانات من البرامج والمسلسلات المصرية, واثر بشكل واضح علي الشارع العربي حتي اصبحت هيام هي النموذج الافضل للمرأة التي يفضلها الرجال, واصبحت الرومانسية التركية رغم المط والتطويل وعدم وجود احداث جديدة هي النموذج الكثر مثالية للاسرة العربية. المبادرة التي اطلقتها بعض القنوات الفضائية المصرية ورحب بها منتجون كثيرون جاءت متاخرة جدا فالمبادرة التي اطلقت نظرا للموقف التركي المناهض للثورة المصرية وتدخلها في الشأن الداخلي المصري, كان يجب ان يتم اطلاقها منذ ان تاثرت الدراما المصرية بهذه النوعية من الاعمال التافهة التي تعتمد علي المط والتطويل. المنتج مدحت العدل قال أن مبادرة مقاطعة الأعمال التركية خطوة مهمة وقرار شجاع ومشرف لكني أتمني أن تكون مقاطعة لجميع المنتجات التركية وبذلك ستتكبد تركيا خسائر هائلة, بينما أعبر المنتج صفوت غطاس عن سعادته بالقرار وقال: المقاطعة لها أكثر من فائدة أهمها هي وضع حدود واضحة لأي دولة تحاول أن تتدخل في الشأن الداخلي المصري, وأعتقد أن هناك العديد من الشركات سوف تتخذ الموقف نفسة, كما أن المقاطعة ستمنح فرصة للأعمال المصري من العرض الثاني والثالث, وخلق موسم جديد للدراما المصرية بعيدا عن رمضان, واعتبر المنتج محمد فوزي أن المقاطعة موقف مشرف ووطني ويصب في صالح الدراما المصرية وقال: لابد أن نتكاتف جميعا لمنع أي تدخل في الشأن المصري لذلك اعتبر المقاطعة خطوة جيدة ستجعلهم يشعرون برفض المصريين لأي تدخل خارجي.. وما لا يعرفه كثيرون هو أن دول عربية كثيرة سبقت مصر في المقاطعة, ومنعت بالفعل المسلسل التركي لأسباب كثيرة منها سوريا التي تعد اول من جلب هذا الوباء الي العالم العربي, وعادت الفضائيات العربية لدبلجة المسلسل المكسيكي الذي كان مسيطرا وكان له موزعون مصريين وعرب. وما لايدركه من يقبلون علي الدراما التركية انها في كثير من الابحاث التي اجريت حتي في تركيا نفسها وجد انها مثلت خطرا علي الحياة الاسرية, بل وطالب اردوغان نفسه بمنعها لأنها تشوه التاريخ التركي وصورة السلطان عثمان في حريم السلطان. ويعد عائد الدراما التركية هو الأهم في صناعة الفن التركي من توزيع المسلسل في العالم العربي اذ تجاوزت العائدات الـ65 مليون دولار في العام وهو ما يعني ان استديوهات تركيا وفنانيها كانوا يعتمدون علي راس المال المصري والعربي حيث يصل عائدها الي ما يزيد علي خمسة مليارات جنيه مصري. واذا ما تم تفعيل منع ابو ظبي القضائية لعرض المسلسل التركي وهي اول من استورده تكون ضربة قاضية للدراما التركية حيث قامت إدارة قنوات ابو ظبي بوقف عرض الاعمال التركية عبر شاشتها, نظرا للموقف المعلن من الحكومة التركية تجاه الشأن المصري, بعد مبادرة القنوات المصرية الحياة وبانوراما و سي بي سي بمنع عرض الاعمال التركية بعد موقف رئيس الوزراء التركي رجب اردوغان المناصر للإرهاب علي ارض مصروفي احصاءات ان المسلسل التركي ساهم في ارتفاع نسبة الخيانة الزوجية والطلاق وزنا المحارم والاغتصاب وفقدان الشرف وزوال الحياء والانتحار. وقالت دراسات وتقارير وابحاث كثيرة ان المسلسلات المدبلجة خاصة التركية منها كان لها اثارا سلبية عديدة علي الأسرة العربية.

سيد محمود

الأهرام

Share This