أردوغان .. أعمى البصر والبصيرة !

كتبت الباحثة في التاريخ والكاتبة المصرية منى عوض في شباب الأهرام مقالة “بعنوان أردوغان .. أعمى البصر والبصيرة “، حيث ألقت الضوء على الموقف المصري من أردوغان وقالت: “مازال السيد اوردغان يصر على الارتجال و التخبيط فيما يجهل…..و اخيرا صار يحدد للتاريخ من يمجدة و من يلعنه؟ فاين انت من التاريخ ومن علماء التاريخ؟”

وسردت الباحثة تفاصي تاريخية وقالت: “فان التاريخ لا يعطي احكاما مطلقه انما صورا تقترب الى الحقيقه فاصدار الاحكام ليست مهمته و لكن هناك جرائم لا تحتاج الى حكما فهى شارحه لنفسها كالمجازرالعشوائيه والاباده الجماعيه الاولى فى التاريخ الحديث التى ارتكبتها تركيا ضد الأرمن والتى عرفت باسم المجازر الحميدية نسبة الى عبد الحميد الثانى وجريمتهم كانت الاختلاف العرقي و العقائدي و الاشتباه في تعاونهم مع الروس فى الحرب العالميه الاولى وقد قدر الباحثون اعداد الضحايا مابين مليون و مليون ونصف من الارمن واليونانين والكلدان وهكذا طرح التاريخ تلك الصوره لممارسات دولتك الديمقراطية.

أما العلماء مثل الشيخ الطيب فمنهم على سبيل المثال الشيخ محمد عبده الذى شارك فى الثورة العرابية 1881ضد الاحتلال البريطانى و احاطت صورتة البطوله و الوطنيه بينما احاطت صورة الخديوى توفيق التركى الخيانه عندما سلم مفاتيح مصر للاحتلال فكان الشيخ محمد عبده احد رموز الاصلاح و النهضة العربيه الحديثة و من تلاميذه شاعر النيل حافظ ابراهيم و قاسم امين و سعد زغلول وطه حسين…..فهل سمعت عنهم يا سيد اوردغان؟

ويمكن ان تكون مكانة الشيخ الطيب فى التاريخ الى جوار الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الازهرعام 1928و يعد مؤسس الازهر الحديث فجوهر الصقلى قد اسس الازهر فى القرن الرابع الهجرى و وضع الشيخ المراغى قوانين احدثت طفرة فى المسار التشريعى و الفقهى و بافكارة الوسطيه المستنيره صار احد اهم اعلام الاصلاح الديني…..فقد حافظ الازهر باشباة الشيخ الطيب على اللغة العربية من التتريك و من التطرف يا سيد اوردغان..و لكن لم تقل لنا من هم اشباه الشيخ الطيب من علماء الاتراك؟

فمثلا الشيخ بديع الزمان سعيد النورسى احد ابرز علماءالاصلاح الدينى و الاجتماعى فى القرن العشرين واسماه اهل العلم بديع الزمان إعترافا بعلمة الغزير و اطلاعه الواسع و هو صاحب مشروع الجامعه الاسلامية فى الاناضول و التى اطلق عليها مدرسة الزهراء على غرار الجامع الازهر وقد ادمج الدراسه الدينيه و الكونيه الحديثة و كانت مقولته الشهيره … “ضياء القب هو العلوم الدينيه و نور العقل هو العلوم الحديثه”.

وهناك ايضا اشباه اخرين من علماء الاتراك للشيخ الطيب كالشيخ احمد الجامى شيخ الطريقة الشاذليه و الذى يصل بنسبه الى خالد بن الوليد و كان مرجعا لكثير من دوائر الافتاء فى تركيا.فكيف يمكن للتاريخ ان يلعن اشباه هؤلاء يا سيد اوردغان؟

اما الدول الغربيه الديمقراطيه التى تلومها على عدم قدرتها وقف العنف فى مصرفالتاريخ لديه صورا واضحه عن معاملة تلك الدول لشعوبها اثناء فترات الثورات و الحروب.، فهناك صورة لملك اسمه فاروق من اصل تركى رحل عن حكم مصر بثوره وودعته فى موكب عسكرى الى منفاة فى ايطاليا فلم يعدم مع عائلته بالمقصله كما حدث مع ملوك دولة فرنسا الديمقراطيه بعد الثوره الفرنسيه ، كما لم تلق ثورة يوليو اليهود فى الافران كدولة المانيا الديمقراطيه بل هاجروا بارادتهم للاستيطان فى دوله صديقه لك يا سيد اوردغان.اما الراعى الرسمى لحقوق الانسان فى العالم الست امريكا فقد قدمت نموذجا انسانيا ما بين عامى 1860 و 1865فى الحرب الاهليه التى قتل فيها اعداد لا تقل عن 60000 والتهمه كانت اللون الى ان حرر ابراهام لنكولن الزنوج من العبوديه  لذا فان السيد اوباما مدين له بالفضل فلولاه كان سيكون فى مكان اخر غير البيت الابيض و العجيب  انهم اغتالوا لنكولن بعد انتهاء الحرب…فكيف ترى يا سيد اوردغان تلك الصور التاريخيه للدول التي تستغيث بها؟

و لما لم تحدثنا عن اشباهك فى التاريخ؟ فاشبهاك هم من اغتالوا النقراشى و احمد ماهر و السادات و احرقوا الكنائس و المساجد وقتلوا السائحين و اهدروا دماء من يدافعون عنهم  فاحطوا انفسهم كالعقرب بدائرة من نارفلدغ نفسه الى الموت.و اخيرا .فان ارادت المعارضة التركيه رؤية ديكتاتورية حقيقيه فلتعد الى تاريخ امريكا و فرنسا و المانيا فستجد صورا مشرفه للديمقراطيه الحقيقه……..فالى متى ياسيد اوردغان ستبلعون الجمل و تصفون عن البعوضه؟”.

Share This