مطارنة الأرمن الأرثوذكس يحضرون مؤتمر “التحديات التي تواجه المسيحيين العرب” في عمّان

برعاية الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس الشريف، افتتح مؤتمر “التحديات التي تواجه المسيحيين العرب” يوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2013 في عمان، وقد ناب عن جلالة الملك بالحضور سمو الأمير غازي بن محمد، كبير المستشارين لجلالة الملك عبد الله للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته.

يذكر أن الكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في أنطلياس دعي لحضور المؤتمر لكن الكاثوليكوس كلّف مطران الأرمن في طهران سيبوه سركيسيان، والمطران ناريك أليميزيان مسؤول العلاقات الكنسية في الكاثوليكوسية لحضور المؤتمر، حيث تليت كلمة الكاثوليكوس آرام الأول خلال الجلسة الأولى.

وتضمن لقاء اليوم الافتتاحي كلمة ترحيبية للأمير غازي الذي ركز على فحوى هذا المؤتمر مشيرا إلى أنه جاء ليسلط الضوء على ما يعاني منه الأهل والأصدقاء والشركاء المسيحيون العرب وأبناء الشرق الأوسط.

وقال سموه أن المسيحيين موجودون في هذه المنطقة قبل المسلمين، فهم ليسوا غرباء، ولا مستعمرين، ولا أجانب، بل أهل هذه الديار وعرب مثل المسلمين. وأضاف أنه لم يجبر المسلمون أحداً على اعتناق دينهم كرهاً طوال تاريخهم في هذه المنطقة، مؤكداً أن المسيحيين العرب كانوا دائماً السند والعزوة للعرب المسلمين ضد الاعتداءات الأجنبية.

وفي الجلسة الأولى التي بحثت في الشؤون المصرية أشاد القس ريك وارين، من كنيسة سادلباك، بأهمية المؤتمر ومواضيعه، داعياً إلى الوصول إلى توصيات مشتركة يتفق عليها الجميع وتفي بغرض المؤتمر.

وفي كلمة لقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية للأقباط الأرثوذكس، ألقاها نيابة عنه السكرتير الخاص لقداسته الأمونيوس الاب عادل عازر، أشار البابا إلى التحديات التي تواجه مسيحيي الشرق وأهمها الهجرة، وحقوق المواطنة، والاعتداءات المستمرة على المعتقدات الدينية وأماكن العبادة، إضافة إلى الإعلام المغرض من حين لأخر الذي تقوم به جماعات متطرفة.

وفي كلمة للبطريرك ثيودورس الثاني، بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس، ألقاها بالنيابة عنه الأب نكتاريوس منصور، أشارت إلى أهمية التعليم وعلاقته بترسيخ مفاهيم المواطنة، وضمان الحريات الدينية.

وأشاد المطران منير حنا أنيس، مطران الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الأفريقي، بجهود الأردن ومساعي جلالة الملك عبد الله في دعم مسيرة الحوار والعيش المشترك، مؤكداً أن أهم التحديات الخطيرة هو ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة، والدعاوى التي تثير الشغب والفتنة، إضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بالارتباط المباشر بين مسيحيي الشرق والدول الغربية.

وركز الشيخ علي جمعة، المفتي العام السابق للديار المصرية، في كلمته على أهمية الخطاب الديني الإسلامي المعتدل، والى الاهتمام بالقانون نصاً، وبالعدالة الناجزة التي تجمع الخلق في قالب من المساواة، إضافة إلى أهمية الحوار المجتمعي الهادف والمشاركة المجتمعية في الحياة العامة.

ويواصل المؤتمر خلال اليوم جلساته الحوارية لمناقشة الشؤون السورية والعراقية واللبنانية. وسيتم يوم غد الأربعاء مناقشة الشؤون الأردنية والقدس ليتم فيما بعد إصدار بيان المؤتمر الختامي وتوصياته.

ويأتي هذا المؤتمر استجابة إلى التحديات التي يواجهها المسيحيون في الشرق الأوسط، مهد الديانات السماوية، الذي بات حالياً يشهد تغييرات جذرية أسفرت عن مواجهة المجتمعات المسيحية لتحديات مصيرية. كما سعى المؤتمر إلى الجمع بين رؤساء الكنائس المسيحية في منطقة الشرق الأوسط ليتم منحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم من خلال جلسات حوارية بغرض الوصول إلى حلول مشتركة تضمن استمرارية المسيحيون وسلامتهم وازدهارهم في الشرق الأوسط الذي يشكلون جزءا لا يتجزأ منه.

وحضر جلسة الافتتاح كل من الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس البابوي لحوار الاديان، ممثلا عن قداسة البابا فرنسيس، والكاردينال المتقاعد تيودور ماكاريك، والبطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، والبطريرك تيوفيلوس الثالث ، بطريرك القدس للروم الارثوذكس، والبطريرك مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل للكلدان، والبطريرك يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس، اضافة الى الكاردينال ماكاريك، رئيس اساقفة واشنطن الفخري، وغيرهم من البطاركة والاساقفة والكهنة والمؤسسات الدينية من مختلف المناطق العربية.

من موقع أبونا، باسمة السمعان، تصوير : جو ابو الزلف

Share This