المرأة اللبنانية في التشكيلة الحكومية الجديدة .. بقلم صوصي سركيسيان
تشكلت الحكومة الجديدة بعد طول انتظار ، وبرزت فيها المرأة اللبنانية “كمفاجأة الموسم”، مثيرة نقاشات عديدة، في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الأخبار المتداولة …..
بالواقع ، لم يعد موضوع مشاركة المرأة في صنع القرار موضوعا جدليا حادا، ولو أنه ما زال يستحوذ إهتمام الناشطين في مجال الديموقراطية وحقوق الانسان والمواطنة.
أن تتولى المرأة اللبنانية مناصب وزارية ، وأن تتمتع بمواقع صنع القرار، ليس بإجراء فريد من نوعه ربما ، إنما إذا دل على شيء ، إنما على تقدم فكري وانفتاح سياسي جدير بالتقدير .
تساؤلات عديدة قد تطرح في هذا الإطار ، بشأن نسبة مشاركة المرأة ومستوى أدائها وكيفيته ، بالاضافة الى قدرتها على التأثير في الحياة السياسية والحزبية ومؤسسات المجتمع المدني ، الى جانب نضالها من أجل الحريات العامة وحقوق الانسان في المجتمع اللبناني …
هذه التشكيلة النسائية خلقت جوا يوحي بالإنقلاب على بعض المفاهيم العامة المتعلقة بالمساواة وتكافؤ الفرص والمواطنة ، كما عززت فكرة مجتمع الجدارة الذي لطالما حلمنا به .
بالطبع إن مشاركة المرأة في الحكومة بهذه النسبة ، يدفعنا للتفكيرمليا حول رسم السياسات المستقبلية ، كنشر ثقافة الديموقراطية بين الأوساط الاجتماعية ، وإزالة الحواجز والعقبات التي تحول دون وصول المرأة الى المراكز المهمة ، خاصة وأن لبنان بلد يتمتع مواطنوه بهامش واسع من الحريات كحرية الرأي والتعبير .
بالفعل ، كان اللبنانيون قد أوجدوا لأنفسهم نوعا من الديموقراطية التوافقية ، التي لم تساعد المرأة اللبنانية في إبراز دورها بالشكل المطلوب .
من هنا ، نرى بأنه لا يكفي أن تلعب المرأة دورها السياسي في هذه المرحلة ، بل من الضروري أن تعمل الحكومة الجديدة بتنشئة جيل جديد من المواطنين يقدرون مبدأ عدم التمييز والكفاءة والمساواة …
أما لتعزيز دورها القيادي ، فلا بد من دعم عملية التحول الديموقراطي والبدء بتطبيق مفاهيم
حقوق الانسان والمواطنة . نتذكر معا مواد الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة ، والتي
سوف تساعدها لتحقيق إنجازات على صعيد الدولة والمجتمع .
خلاصة الكلام ، يحتاج مجتمعنا اللبناني الى تنمية شاملة ، لا تتم ولا تكتمل إلا إذا لعبت المرأة
دورها – الى جانب الرجل – دورها في صياغة القرارات المتعلقة بالشأن العام وفي تحسين
الأوضاع السائدة .
يعيش المواطن اللبناني اليوم حالة ترقب وانتظار ، حاملا الأمل بغد أفضل ، وهو يتوقع أن يرى
تغييرا معينا أمام التحدي الذي سوف تواجهه المرأة – الوزيرة في الحكومة العتيدة .
بيروت في 2\2\2019